[العلق : 4] الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
4 - (الذي علم) الخط (بالقلم) وأول من خط به إدريس عليه السلام
وقوله : "الذي علم بالقلم " خلقه الكتاب والخط .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " اقرأ باسم ربك الذي خلق " قرأ حتى بلغ " علم بالقلم " قال : القلم نعمة من الله عظيمة ، لولا ذلك لم يقم ولم يصلح عيش . وقيل : إن هذه أول سورة نزلت في القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أحمد بن عثمان البصري ، قال :ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا أبي ، قال : سمعت النعمان بن راشد يقول عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنها قالت :" كان أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة ، كانت تجيء مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان بغار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد ، قبل أن يرجع إلى أهله ، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها ، حتى فجأه الحق ، فأتاه ، فقال : يا محمد أنت رسول الله ، قال رسول الله : فجثوت لركبتي وأنا قائم ، ثم رجعت ترجف بوادري ، ثم دخلت على خديجة ، فقلت : زملوني زملوني ، حتى ذهب عني الروع ، ثم أتاني فقال : يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله ،قال : فلقد هممت أن أطرح نفسي من حالق من جبل ، فتمثل إلى حين هممت بذلك ، قال : يا محمد ، أنا جبريل وأنت رسول الله ، ثم قال : اقرأ ، قلت : ما أقرأ ؟قال : فأخذني ثلاث مرات ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم قال " اقرأ باسم ربك الذي خلق " فقرأت ، فأتيت خديجة ، فقلت : لقد أشفقت على نفسي ، فأخبرتها خبري ، فقالت : أبشر ، فلوالله لا يجزيك الله أبداً ، ووالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتؤدي الأمانة ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت بي إلى ورقة بن أسد ، قالت اسمع من ابن أخيك ، فسألني ، فأخبرته خبري ، فقال : هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم ، ليتني فيها جذع ، ليتني فيها جذع ، ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك ، قلت : أو محرجي هم ؟ قلا : نعم ، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به ، إلا عوي ، ولئن أدركني يومك ، قلت : أو مخرجي هم ؟ قال : نهم ، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به ، إلا عودي ، ولئن أدركني يومك أنثرك نصراً مؤزراً ، ثم كان أول ما نزل علي من القرآن بعد ( قرأ ) : " ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لأجرا غير ممنون * وإنك لعلى خلق عظيم * فستبصر ويبصرون " [ القلم 1_2_3_4_5_] ، " يا أيها المدثر * قم فأنذر " [ المدثر : 1_2] " والضحى * والليل إذا سجى " [ الضحى : 1_2] "
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : ثني عروة أن عائشة أخبرته ، وذكر نحوه ، غير أنه لم يقل : ثم كان أول ما أنزل علي من القرآن .... الكلام إلى آخره .
حدثنا ابن أبي الشوارب ، قال : ثنا عبد الواحد ، قال : ثنا سليمان الشيباني ، قال :ثنا عبد الله بن شداد ، قال : أتى جبريل محمداً ، فقال يا محمد اقرأ ، فقال : وما أقرأ ؟ قال : فضمه ، ثم قال : يا محمد اقرأ ، قال : وما أقرأ ؟قال : " باسم ربك الذي خلق " حتى بلغ " علم الإنسان ما لم يعلم " قال : فجاء إلى خديجة ، فقال : يا خديجة ما أراه إلا قد عرض لي ، قالت : كلا ، والله ما كان ربك يفعل ذلك بك ، وما أتيت فاحشة قط ، قال : فأتت خديجة ورقة ، فأخبرته الخبر ، قال : لئن كنت صادقة إن زوجك لنبي ، وليقين من أمته شدة ، ولئن أدركته لأؤمنن به ، قال : ثم أبطأ عليه جبريل ، فقالت له خديجة : ما أرى ربك إلا قد قلاك فأنزل الله " والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى " [ الضحى : 1_3] .
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا سفيان عن الزهري ، عن عروة عن عائشة قال إبراهيم ، قال سفيان : حفظه لنا ابن إسحاق أن أول شيء أنزل من القرآن " اقرأ باسم ربك الذي خلق "
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ، قال : ثنا سفيان ، عن محمد بن إسحاق عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن أول سورة أنزلت من القرآن " اقرأ باسم ربك " .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيدبن عمير ،قال : أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ باسم ربك الذي خلق " .
قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا شعبة ، عن عمر بن دينار ، قال :سمعت عبيد بن عمير يقول ، فذكر نحوه .
حدثنا خلاد بن أسلم قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : ثنا قرة ، قال : أخبرنا أبو رجاء العطاردي ، قال : كنا في المسجد الجامع ، ومقرئنا أبو موسى الأشعري ، كأني أنظر إليه بين بردين أبيضين ، قال أبو رجاء : عنه أخذت هذه السورة " اقرأ باسم ربك الذي خلق "وكانت أول سورة نزلت على محمد .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال : أول سورة نزلت من القرآن " اقرأ باسم ربك " .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا يحيى و عبد الرحمن بن مهدي ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : أول ما نزل من القرآن " اقرأ باسم ربك " وزاد ابن مهدي " ن والقلم " [ القلم : 1] .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع عن شعبة ، عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : أول ما أنزل من القرآن "اقرأ باسم ربك الذي خلق " .
قال : ثنا وكيع عن قرة بن خالد عن أبي رجاء العطاردي قال : إني لأنظر إلى أبي موسى وهو يقرأ القرآن في مسجد البصرة ، وعليه بردان أبيضان فأنا أخذت منه "اقرأ باسم ربك الذي خلق " وهي أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم .
قال : ثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : إن أول سورة أنزلت "اقرأ باسم ربك الذي خلق " ثم " ن والقلم " ( القلم : 1) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
قوله تعالى:" الذي علم بالقلم"
فيه ثلاث مسائل:
الأولى : قوله تعالى: " الذي علم بالقلم" يعني الخط والكتابة، أي علم الإنسان الخط بالقلم. وروى سعيد عن قتادة قال: القلم نعمة من الله تعالى عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين، ولم يصلح عيش. فدل على كمال كرمه سبحانه، بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة، لما فيه من المنافع العظيمة، التي لا يحيط بها إلا هو. وما دونت العلوم، ولا قيدت الحكم، ولاضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة، لو لا هي ما استقامت أمور الدين والدنيا. وسمي قلما لأن يقلم، أي يقطع، ومنه تقليم الظفر. وقال بعض الشعراء المحدثين يصف القلم:
فكأنه والحبر يخضب رأسه شيخ لوصل خريدة يتصنع
لم لا ألاحظه بعين جلاله وبه إلى الله الصحائف ترفع
و"عن عبدالله بن عمر قال:
يا رسول الله، أأكتب ما أسمع منك من الحديث؟ قال: (نعم فاكتب، فإن الله علم بالقلم) " . وروى مجاهد عن ابن عمر قال: خلق الله عز وجل أربعة أشياء بيده، ثم قال لسائر الحيوان: كن فكان : القلم، والعرش، وجنة عدن، وآدم عليه السلام. وفيمن علمه بالقلم ثلاثة أقاويل أحدها: أنه آدم عليه السلام، لأنه أول من كتب، قاله كعب الأحبار. الثاني : أنه إدريس، وهو أول من كتب. قاله الضحاك. الثالث: أنه أدخل كل من كتب بالقلم، لأنه ما علم إلا بتعليم الله سبحانه، وجمع بذلك نعمته عليه في خلقه، وبين نعمته عليه في تعليمه، استكمالاً للنعمة عليه.
الثانية: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة، قال:
لما خلق الله الخلق كتب في كتابه- فهو عنده فوق العرش-: (إن رحمتي تغلب غضبي). و" ثبت عنه عليه السلام أنه قال:
(اول ما خلق الله: القلم، فقال له اكتب، فكتب ما يكون إلى يوم القيامة، فهو عنده في الذكر فوق عرشه). " و" في الصحيح من حديث ابن مسعود: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكاً فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها، ثم يقول، يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول: يا رب أجله، فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول يا رب رزقه، ليقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص، قال تعالى:" وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين" [الإنفطار:10-11] " .
قال علماؤنا: فالأقلام في الأصل ثلاثة: القلم الأول: الذي خلقه الله بيده، وأمره أن يكتب الملك ثم يقول: يا رب أجله، فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول يا رب رزقه، ليقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص، وقال تعالى: " وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين" [الإنفطار:10-11].
قال علماؤنا: فالأقلام في الأصل ثلاثة: القلم الأول: الذي خلقه الله بيده، وأمره أن يكتب. والقلم الثاني: أقلام الملائكة، جعلها الله بأيديهم يكتبون بها المقادير والكوائن والأعمال. والقلم الثالث: أقلام الناس، جعلها الله بأيديهم، يكتبون بها كلامهم، ويصلون بها مآربهم. وفي الكتابة فضائل جمة. والكتابة من جملة البيان، والبيان مما اختص به الآدمي.
الثالثة: قال علماؤنا: كانت العرب أقل الخلق معرفة بالكتاب، وأقل العرب معرفة به المصطفى صلى الله عليه وسلم، صرف عن علمه، ليكون ذلك أثبت لمعجزته، وأقوى في حجته، وقد مضى هذا مبيناً في سورة(العنكبوت). " وروى حماد بن سلمة عن الزبير بن عبدالسلام، عن أيوب بن عبد الله الفهري، عن عبد الله بن مسعود، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لاتسكنوا نساءكم الغرف، ولاتعلموهن الكتابة) " قال علماؤنا: وإنما حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، لأن في إسكانهن الغرف تطلعاً إلى الرجل، وليس في ذلك تحصين لهن ولاتستر. وذلك أنهن لايملكن أنفسهن حتى يشرفن على الرجل، فتحدث الفتنة والبلاء، فحذرهم أن يجعلوا لهن غرفاً ذريعة إلى الفتنة. وهو كما " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ليس للنساء خير لهن من ألا يراهن الرجال، ولا يرين الرجال. وذلك أنها خلقت من الرجل، فنهمتها في الرجل، والرجل خلقت فيه الشهوة، وجعلت سكناً له، فغير مأمون كل واحد منهما في صاحبه " . كذلك تعليم الكتابة ربما كان سبباً للفتنة، وذلك إذا علمت الكتابة كتبت إلى من تهوى. والكتابة عين من العيون، بها يبصر الشاهد الغائب، والخط هو آثار يده. وفي ذلك تعبير عن الضمير بما لا ينطلق به اللسان، فهو أبلغ من اللسان. فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينقطع عنهن أسباب الفتنة، تحصيناً لهن، وطهارة لقلوبهن.
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: " أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح, ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك, ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فاجأه الوحي وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت ما أنا بقارىء ـ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارىء, فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ, فقلت ما أنا بقارىء, فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " قال: فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: يا خديجة مالي ؟ وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت على نفسي".
فقالت له: كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً, إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق, ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها, وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي, وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب, وكان شيخاً كبيراً قد عمي فقالت خديجة: " أي ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى, ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم ؟ فقال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً " .
ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا, حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال, فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال: " يا محمد إنك رسول الله حقاً, فيسكن بذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك " وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث الزهري , وقد تكلمنا على هذا الحديث من جهة سنده ومتنه ومعانيه في أول شرحنا للبخاري مستقصى, فمن أراده فهو هناك محرر ولله الحمد والمنة, فأول شيء نزل من القرآن هذه الايات الكريمات المباركات, وهن أول رحمة رحم الله بها العباد وأول نعمة أنعم الله بها عليهم, وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة, وأن من كرمه تعالى أن علم الإنسان مالم يعلم, فشرفه وكرمه بالعلم وهو القدر الذي امتاز به أبو البشرية آدم على الملائكة, والعلم تارة يكون في الأذهان, وتارة يكون في اللسان, وتارة يكون في الكتابة بالبنان ذهني ولفظي ورسمي والرسمي يستلزمهما من غير عكس, فلهذا قال: " اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " وفي الأثر: قيدوا العلم بالكتابة, وفيه أيضاً: من عمل بما علم ورثه الله علم مالم يكن يعلم.
4- "الذي علم بالقلم" أي علم الإنسان الخط بالقلم، فكان بواسطة ذلك يقدر على أن يعلم كل مكتوب قال الزجاج: علم الإنسان الكتابة بالقلم. قال قتادة: القلم نعمة من الله عز وجل عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين ولم يصلح عيش، فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة، ولولا هي ما استقامت أمور الدين ولا أمور الدنيا، وسمي قلماً لأنه يقلم: أي يقطع.
4- "الذي علم بالقلم"، يعني الخط والكتابة.
4-" الذي علم بالقلم " أي الخط بالقلم ، وقد قرئ به لتقيد به العلوم ويعلم به البعيد .
4. Who teacheth by the pen,
4 - He Who taught (the use of) the Pen,