[البلد : 20] عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
20 - (عليهم نار مؤصدة) بالهمزة والواو بدله مطبقة
وقوله " عليهم نار مؤصدة " يقول تعالى ذكره : عليهم نار جهنم يوم القيامة مطبقة ، يقال منه : أوصدت وآصدت .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ،عن ابن عباس ، قوله " عليهم نار مؤصدة " قال : مطبقة .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " عليهم نار مؤصدة " قال : مطبقة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " عليهم نار مؤصدة " أي :مطبقة ، أطبقها الله عليهم ، فلا ضوء فيها ولا فرج ، ولا خروج منها آخر الأبد .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في " مؤصدة " : مغلقة عليهم .
قوله تعالى:"عليهم نار مؤصدة " ومعنى " مؤصدة " أي مطبقة مغلقة.
قال:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء مؤصدة
وقيل : مبهمة، لايدري ما داخلها. وأهل اللغة يقولون: أوصدت الباب وآصدته، أي أغلقته. فمن قال أوصدت، فالاسم (الوصاد)، ومن قال آصدتهن فالاسم الإصاد. هنا، وفي (الهمزة). الباقون بلا همز. وهما لغتان. وعن أبي بكر بن عياش قال: لنا إمام يهمز " مؤصدة"، فأشتهي أن اسد أذني إذا سمعته.
قال ابن جرير : حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد , حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أبي عطية عن ابن عمر في قوله تعالى: "فلا اقتحم" أي دخل "العقبة" قال: جبل في جهنم. وقال كعب الأحبار : "فلا اقتحم العقبة" هو سبعون درجة في جهنم وقال الحسن البصري : "فلا اقتحم العقبة" قال عقبة في جهنم, وقال قتادة : إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله تعالى. وقال قتادة : " وما أدراك ما العقبة " ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال " فك رقبة * أو إطعام " وقال ابن زيد "فلا اقتحم العقبة" أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير ثم بينهما فقال تعالى: " وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام " قرىء فك رقبة بالإضافة, وقرىء على أنه فعل وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله, وكلتا القراءتين معناهما متقارب. قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إبراهيم , حدثنا عبد الله يعني ابن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن أبي حكيم , مولى آل الزبير عن سعيد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب ـ أي عضو ـ منها إرباً منه من النار حتى إنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج".
فقال علي بن الحسين : أنت سمعت هذا من أبي هريرة ؟ فقال سعيد : نعم. فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه: ادع مطرفاً, فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله, وقد رواه البخاري , و مسلم والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن مرجانة به, وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم, وقال قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما مسلم أعتق رجلاً مسلماً فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظماً من عظامه محرراً من النار, وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظماً من عظامها من النار" رواه ابن جرير هكذا و أبو نجيح هذا هو عمر بن عبسة السلمي رضي الله عنه.
قال الإمام أحمد : حدثنا حيوة بن شريح , حدثنا بقيه حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى مسجداً ليذكر الله فيه بنى الله له بيتاً في الجنة. ومن أعتق نفساً مسلمة كانت فديته من جهنم, ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة".
(طريق أخرى) قال أحمد : حدثنا الحكم بن نافع , حدثنا جرير عن سليم بن عامر أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة : حدثنا حديثاً ليس فيه تزيد ولا نسيان. قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضواً بعضو, ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة, ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمعتق رقبة من بني إسماعيل" وروى أبو داود والنسائي بعضه.
(طريق أخرى) قال أحمد : حدثنا هاشم بن القاسم , حدثنا الفرج , حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة , قال السلمي : قلت له: حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص ولا وهم, قال سمعته يقول: "من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم, ومن شاب شيبة فيسبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة, ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة, ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضواً منه من النار, ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها" وهذه أسانيد جيدة قوية, ولله الحمد.
(حديث آخر) قال أبو داود : حدثنا عيسى بن محمد الرملي , حدثنا ضمرة عن ابن أبي عبلة عن العريف بن عياش الديلمي , قال: أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له: حدثنا حديثاً ليس فيه زيادة ولا نقصان, فغضب وقال: إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد وينقص, قلنا: إنما أردنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا قد أوجب يعني النار بالقتل فقال: أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار", وكذا رواه النسائي من حديث إبراهيم بن أبي عبلة , عن العريف بن عياش الديلمي , عن واثلة به.
(حديث آخر) قال أحمد : حدثنا عبد الصمد , حدثنا هشام عن قتادة عن قيس الجذامي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار", وحدثنا عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة , قال: ذكر لنا أن قيساً الجذامي حدث عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار" تفرد به أحمد من هذا الوجه.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجيلة من بني سليم عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة, فقال: لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة, أعتق النسمة وفك الرقبة فقال: يا رسول الله أو ليستا بواحدة, قال: لا إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها, وفك الرقبة أن تعين في عتقها, والمنحة الوكوف, والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع, واسق الظمآن, وأمر بالمعروف وانه عن المنكر, فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير".
وقوله تعالى: "أو إطعام في يوم ذي مسغبة" قال ابن عباس : ذي مجاعة, وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة وغير واحد, والسغب هو الجوع, وقال إبراهيم النخعي : في يوم الطعام فيه عزيز, وقال قتادة : في يوم مشتهى فيه الطعام وقوله تعالى: "يتيماً" أي أطعم في مثل هذا اليوم يتيماً "ذا مقربة" أي ذا قرابة منه, قاله ابن عباس وعكرمة والحسن والضحاك والسدي , كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا يزيد , أخبرنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة" وقد رواه الترمذي والنسائي وهذا إسناد صحيح, وقوله تعالى: "أو مسكيناً ذا متربة" أي فقيراً مدقعاً لاصقاً بالتراب, وهو الدقعاء أيضاً. قال ابن عباس : ذا متربة هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب, وفي رواية هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ليس له شيء, وفي رواية عنه: هو البعيد التربة, قال ابن أبي حاتم : يعني الغريب عن وطنه, وقال عكرمة : هو الفقير المديون المحتاج, وقال سعيد بن جبير , هو الذي لا أحد له, وقال ابن عباس وسعيد وقتادة ومقاتل بن حيان : هو ذو العيال, وكل هذه قريبة المعنى.
وقوله تعالى: "ثم كان من الذين آمنوا" أي ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه محتسب ثواب ذلك عند الله عز وجل كما قال تعالى: " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " وقال تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن" الاية. وقوله تعالى: "وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة" أي كان من المؤمنين العاملين صالحاً "المتواصين بالصبر على أذى الناس وعلى الرحمة بهم كما جاء في الحديث الشريف الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وفي الحديث الاخر "لا يرحم الله من لا يرحم الناس". وقال أبو داود : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن ابن عامر عن عبد الله بن عمرو يرويه قال: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا".
وقوله تعالى "أولئك أصحاب الميمنة" أي المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين. ثم قال " والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة " أي أصحاب الشمال "عليهم نار مؤصدة" أي مطبقة عليهم فلا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها! قال أبو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحمد بن كعب القرظي وعطية العوفي والحسن وقتادة والسدي "مؤصدة" أي مطبقة قال ابن عباس : مغلقة الأبواب, وقال مجاهد : أصد الباب بلغة قريش أي أغلقه وسيأتي في ذلك حديث في سورة "ويل لكل همزة لمزة" وقال الضحاك "مؤصدة" حيط لا باب له, وقال قتادة "مؤصدة" مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد, وقال أبو عمران الجوني إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار وكل شيطان وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره, فأوثقوا بالحديد ثم أمر بهم إلى جهنم ثم أوصدوها عليهم أي أطبقوها, قال: فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبداً, ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبداً, ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبداً, ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبداً, رواه ابن أبي حاتم . آخر تفسير سورة البلد, ولله الحمد والمنة.
20- "عليهم نار مؤصدة" أي مطبقة مغلقة، يقال: أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته، ومنه قول الشاعر:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء مؤصدة
قرأ الجمهور " مؤصدة " بالواو. وقرأ أبو عمرو وحمزة وحفص بالهمزة مكان الواو، وهما لغتان، والمعنى واحد.
وقد أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "لا أقسم بهذا البلد" قال: مكة "وأنت حل بهذا البلد" يعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ويستحيي من شاء، فقتل له يومئذ ابن خطل صبراً، وهو آخذ بأستار الكعبة، فلم يحل لأحد من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل فيها حراماً حرمه الله، فأحل الله ما صنع بأهل مكة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه في قوله: "لا أقسم بهذا البلد" قال مكة: "وأنت حل بهذا البلد" قال أنت يا محمد يحل لك أن تقاتل فيه، وأما غيرك فلا. وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال: نزلت هذه الآية "لا أقسم بهذا البلد" قال: أحل له أن يصنع فيه ما شاء "ووالد وما ولد" قال: يعني بالوالد آدم، وما ولد ولده. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في الآية. قال الوالد الذي يلد، وما ولد العاقر لا يلد من الرجال والنساء. وأخرج ابن جرير والطبراني عنه أيضاً ووالد قال آدم "لقد خلقنا الإنسان في كبد" قال: في اعتدال وانتصاب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً "لقد خلقنا الإنسان في كبد" قال: في نصب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً "لقد خلقنا الإنسان في كبد" قال: في شدة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً "لقد خلقنا الإنسان في كبد" قال: في شدة خلق ولادته ونبت أسنانه ومعيشته وختانه. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً "لقد خلقنا الإنسان في كبد" قال: خلق الله كل شيء يمشي على أربعة إلا الإنسان فإنه خلق منتصباً. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عنه أيضاً "لقد خلقنا الإنسان في كبد" قال: منتصباً في بطن أمه أنه قد وكل به ملك إذا نامت الأم أو اضطجعت رفع رأسه لولا ذلك لغرق في الدم. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في قوله: "مالاً لبداً" قال: كثيراً. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله: "وهديناه النجدين" قال: سبيل الخير والشر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس "وهديناه النجدين" قال: الهدي والضلالة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عنه قال: سبيل الخير والشر. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سنان بن سعد عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هما نجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" تفرد به سنان بن سعد، ويقال سعد بن سنان. وقد وثقه يحيى بن [معين]. وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني: منكر الحديث. وقال أحمد: تركت حديثه لاضطرابه، قد روى خمسة عشر حديثاً منكرة كلها ما أعرف منها حديثاً واحداً، يشبه حديثه حديث الحسن البصري، لا يشبه حديث أنس. وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن الحسن قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول، فذكره. وهذا مرسل، وكذا رواه قتادة مرسلاً. أخرجه عنه ابن جرير ويشهد له ما أخرج الطبراني عن أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إنهما نجدان: نجد خير، ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" ويشهد له أيضاً ما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما هما نجدان: نجد الخير، ونجد الشر، فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير".. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: "وهديناه النجدين" قال: الثديين. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله: "فلا اقتحم العقبة" قال: جبل زلال في جهنم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: العقبة النار. وأخرج عبد بن حميد عنه قال: عقبة بين الجنة والنار. وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت: "لما نزل "فلا اقتحم العقبة" قيل يا رسول الله ما عند أحدنا ما يعتق إلا أن عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه، فلو أموناهن بالزنا فجئن بالأولاد فأعتقناهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد". وأخرج ابن جرير عنها بلفظ "لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من هذا". وقد ثبت الترغيب في عتق الرقاب بأحاديث كثيرة: منها في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار حتى الفرج بالفرج". وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس "في يوم ذي مسغبة" قال: مجاعة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عنه "في يوم ذي مسغبة" قال: جوع. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً "يتيماً ذا مقربة" قال: ذا قرابة، وفي قوله: "ذا متربة" قال: بعيد التربة: أي غريباً عن وطنه وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عنه أيضاً "أو مسكيناً ذا متربة" قال: هو المطروح الذي ليس له بيت. وفي لفظ للحاكم: هو الذي لا يقيه من التراب شيء. وفي لفظ: هو اللازق بالتراب من شدة الفقر. وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "مسكيناً ذا متربة" قال: الذي مأواه المزابل. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس "وتواصوا بالمرحمة" يعني بذلك رحمة الناس كلهم. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه "مؤصدة" قال: مغلقة الأبواب. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة "مؤصدة" قال مطبقة.
20- " عليهم نار مؤصدة "، مطبقة عليهم أبوابها، لا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم.
قرأ أبو عمرو، وحمزة، وحفص: بالهمزة ها هنا، وفي الهمزة، وقرأ الآخرون بلا همز، وهما لغتان، يقال: آصدت الباب وأوصدته، إذا أغلقته وأطبقته، وقيل: معنى الهمز المطبقة وغير الهمز المغلقة.
20-" عليهم نار مؤصدة " مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته وأغلقته . وقرأ أبو عمرو و حمزة و حفص بالهمزة من آصدته .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله سبحانه وتعالى الأمان من غضبه يوم القيامة " .
20. Fire will be an awning over them.
20 - On them will be Fire vaulted over (all round).