[الفجر : 19] وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا
19 - (وتأكلون التراث) الميراث (أكلا لما) أي شديدا للمهم نصيب النساء والصبيان من الميراث مع نصيبهم منه أو مع مالهم
وقوله : " وتأكلون التراث أكلا لما " يقول تعالى ذبكره : وتأكلون أيها الناس الميراث أكلاً لما ، يعني : أكلاً شديداً ، لا تتركون منه شيئاً ، وهو من قولهم ، لمت ما على الخوان أجمع ، فأنا ألمه لما : إذا أكلت ما علهي ، فأتيت على جميعه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عمرو بن سعيد بن يسار القرشي ، قال : ثنا الأنصاري ، عن أشعث عن الحسن " وتأكلون التراث أكلا لما " قال : الميراث .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وتأكلون التراث " أي الميراث ، وكذلك في قوله " أكلا لما " .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنى عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " وتأكلون التراث أكلا لما " يقول : تأكلون أكلاً شديداً .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، في قوله " وتأكلون التراث أكلا لما " قال : ونصيب صاحبه .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال ثنا عيسى ، وحدثني الحار ث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله " أكلا لما " قال : اللم : السف ، لف كل شيء .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " أكلا لما " : أي شديداً .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " أكلا لما " يقول : أكلاً شديداً .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قوله " وتأكلون التراث أكلا لما " قال : الأكل اللم : الذي أكل كل شيء يجده ولا . يسأل ، فأكل الذي له والذي لصاحبه ، كانوا لا يورثون النساء ، ولا يورثون الصغار ، وقرأ " ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان "[ النساء : 127] أي لا تورثونهن أيضاً " أكلا لما " يأكل ميراثه ، وكل شيء لا يسأل عنه ، ولا يدري أحلال أو حرام .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس " تأكلون التراث أكلا لما " : يقول : سفاً .
حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة البستي ، عن زهير ، عن سالم ، قال : قد سمعت بكر بن عبد الله يقول في هذه الآية " وتأكلون التراث أكلا لما " قال : اللم : الاعتداء في الميراث ، يأكل ميراثه وميراث غيره .
قوله تعالى:" وتأكلون التراث" أي ميراث اليتامى. وأصله الوراث من ورثت، فأبدلوا الواو تاء، كما قالوا في تجاه وتخمة وتكأة وتؤدة ونحو ذلك. وقد تقدم " أكلا لما " أي شديداً، قاله السدي. قيل: (لما): جمعا، من قولهم:لممت الطعام لما إذا أكلته جمعاً، قاله الحسن وأبو عبيدة. وأصل اللام في كلام العرب: الجمع، يقال: لممت الشيء ألمه لما: إذا جمعته، ومنه يقال: لم الله شعثه، أي جمع ما تفرق من أموره. قال النابغة:
ولست بمستبق أخاً لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب
ومنه قولهم : إن دارك لمومة، أي تلم الناس وتربهم وتجمعهم. وقال المرناق الطائي يمدح علقمة بن سيف:
لأحبني حب الصبي ولمني لم الهدي إلى الكريم الماجد
وقال الليث : اللم الجمع الشديد، ومنه حجر ملموم، وكتيبة ملمومة. فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقماً ثم يأكله. وقال مجاهد . يسفه سفا، وقال الحسن: يأكل نصيبه ونصيب غيره. قال الحطيئة:
إذا كان لما يتبع الذم ربه فلا قدس الرحمن تلك الطواحنا
يعني أنهم يجمعون في أكلهم بين نصيبهم ونصيب غيرهم. وقال ابن زيد: هو أنه إذا أكل ماله ألم بمال غيره فأكله، ولا يفكر، أكل من خبيث أو طيب. قال: وكان أهل الشرك لايورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم، وتراثهم مع تراثهم. وقيل: يأكلون ما جمعه الميت من الظلم وهو عالم بذلك، فيلم في الأكل بين حرامه وحلاله. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال سهلاً مهلاً، من غير أن يعرق فيه جبينه، فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلاً واسعاً، جامعاً بين المشتهيات، من الأطعمة والأشربة والفواكه، كما يفعل الوراث البطالون.
يقول تعالى منكراً على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله تعالى عليه في الرزق ليختبره في ذلك, فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى: "أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون" وكذلك في الجانب الاخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له, كما قال الله تعالى: "كلا" أي ليس الأمر كما زعم لا في هذا ولا في هذا, فإن الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب, ويضيق على من يحب ومن لا يحب, وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين: إذا كان غنياً بأن يشكر الله على ذلك وإذا كان فقيراً بأن يصبر, وقوله تعالى: "بل لا تكرمون اليتيم" فيه أمر بالإكرام له كما جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن يزيد بن أبي عتاب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه, وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ـ ثم قال بأصبعه ـ أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا".
وقال أبو داود : حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان , أخبرنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم , حدثني أبي عن سهل يعني ابن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام, "ولا تحاضون على طعام المسكين" يعني لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ويحث بعضهم على بعض في ذلك "وتأكلون التراث" يعني الميراث "أكلاً لماً" أي من أي جهة حصل لهم ذلك من حلال أو حرام "وتحبون المال حباً جماً" أي كثيراً, زاد بعضهم فاحشاً.
19- "وتأكلون التراث" أصله الوراث، فأبدلت التاء من الواو المضمومة، كما في تجاه ووجاه، والمراد به أموال اليتامى الذين يرثونه من قراباتهم، وكذلك أموال النساء، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أموالهم "أكلاً لما" أي أكلاً شديداً، وقيل معنى لما جمعا، من قولهم: لممت الطعام: إذا أكلته جميعاً. قال الحسن: يأكل نصيبه ونصيب اليتيم، وكذا قال أبو عبيدة. وأصل اللم في كلام العرب: الجمع، يقال لممت الشيء ألمه لماً: جمعته، ومنه قولهم: لم الله شعته: أي جمع ما تفرق من أموره، ومنه قول النابغة:
ولست بمستبق أخاً لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب
قال الليث: اللم الجمع الشديد، ومنه حجر ملموم، وكتيبة ملمومة، والآكل يلم الثريد فيجمعه ثم يأكله. وقال مجاهد: يسفه سفاً. وقال ابن زيد: هو إذا أكل ماله ألم بمال غيره فأكله ولا يفكر فيما أكل من خبيث وطيب.
19- "وتأكلون التراث"، أي الميراث، "أكلاً لماً"، شديداً وهو أن يأكل نصيبه ونصيب غيره، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان، ويأكلون نصيبهم.
قال ابن زيد: الأكل اللم: الذي يأكل كل شيء يجده، لا يسأل عنه أحلال هو أم حرام؟ ويأكل الذي له ولغيره، يقال: لممت على الخوان إذا أتيت ما عليه فأكلته.
19-" وتأكلون التراث " الميراث وأصله وراث . " أكلاً لما " ذا لم أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك .
19. And ye devour heritages with devouring greed
19 - And ye devour Inheritance all with greed,