[الغاشية : 16] وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
16 - (وزرابي) بسط طنافس لها خمل (مبثوثة) مبسوطة
وقوله : " وزرابي مبثوثة " يقول تعالى ذكره : وفيها طنافس وبسط كثيرة مبثوثة مفروشة ، والواحدة : زربية ، وهي الطنفسة التي لها خل رقيق.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن سفيان ، قال : ثنا توبة العنبري ، عن عكرمة بن خالد ، عن عبد الله بن عمار ، قال : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي على عبقري ، وهو الزرابي .
حدثنا بشر ، قال ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وزرابي مبثوثة " : المبسوطة .
قوله تعالى:" وزرابي مبثوثة" : قال أبو عبيدة: الزرابي: البسط. وقال ابن عباس: الزرابي: الطنافس التي لها خمل رقيق، واحدتها: زربية، وقاله الكلبي والفراء. والمبثوثة: المبسوطة، قاله قتادة. وقيل: بعضها فوق بعض، قاله عكرمة. وقيل: كثيرة، قاله الفراء. وقيل : متفرقة في المجالس، قاله القتبي.
قلت: هذا أصوب، فهي كثيرة متفرقة. ومنه " وبث فيها من كل دابة" [البقرة:64] وقال أبو بكر الأنباري: وحدثنا أحمد بن الحسين، قال حدثنا حسين بن عرفة، قال حدثنا عمار بن محمد، قال: صليت خلف منصور بن المعتمر، فقرأ: " هل أتاك حديث الغاشية"، وقرأ فيها: " وزرابي مبثوثة": مكتئين فيها ناعمين.
لما ذكر حال الأشقياء ثنى بذكر السعداء فقال: "وجوه يومئذ" أي يوم القيامة "ناعمة" أي يعرف النعيم فيها وإنما حصل لها ذلك بسعيها, وقال سفيان "لسعيها راضية" قد رضيت عملها. وقوله تعالى: "في جنة عالية" أي رفيعة بهية في الغرفات آمنون "لا تسمع فيها لاغية" أي لا تسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو كما قال تعالى: "لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً" وقال تعالى: "لا لغو فيها ولا تأثيم" وقال تعالى: " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلا قيلا سلاما سلاما " "فيها عين جارية" أي سارحة وهذه نكرة في سياق الإثبات, وليس المراد بها عيناً واحدة وإنما هذا جنس يعني فيها عيون جاريات. وقال ابن أبي حاتم : قرىء على الربيع بن سليمان , حدثنا أسد بن موسى , حدثنا ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنهار الجنة تفجر من تحت تلال ـ أو من تحت جبال ـ المسك" "فيها سرر مرفوعة" أي عالية ناعمة كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين, قالوا فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له "وأكواب موضوعة" يعني أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها من أربابها.
"ونمارق مصفوفة" قال ابن عباس : النمارق الوسائد, وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك والسدي والثوري وغيرهم, وقوله تعالى : "وزرابي مبثوثة" قال ابن عباس الزرابي البسط, وكذا قال الضحاك وغير واحد, ومعنى مبثوثة أي ههنا وههنا لمن أراد الجلوس عليها, وذكر ههنا هذا الحديث الذي رواه أبو بكر بن أبي داود , حدثنا عمرو بن عثمان , حدثنا أبي عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى , حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا هل من مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها, وهي ورب الكعبة نور يتلألأ, وريحانة تهتز, وقصر مشيد, ونهر مطرد, وثمرة نضيجة, وزوجة حسناء جميلة, وحلل كثيرة, ومقام في أبد في دار سليمة, وفاكهة وخضرة, وحبرة ونعمة, في محلة عالية بهية ؟ قالوا: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن المشمرون لها, قال: قولوا إن شاء الله" قال القوم: إن شاء الله, ورواه ابن ماجه عن العباس بن عثمان الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر به.
16- "وزرابي مبثوثة" يعني البسط، واحدها زربي وزربية. قال أبو عبيدة والفراء: الزرابي الطنافس التي لها خمل رقيق، واحدها زربية، والمبثوثة المبسوطة قاله قتادة. وقال عكرمة: بعضها فوق بعض. قال الواحدي: ويجوز أن يكون المعنى: أنها مفرقة في المجالس. وبه قال القتيبي. وقال الفراء: معنى بمثوثة كثيرة، والظاهر أن معنى البث: التفرق مع كثرة، ومنه "وبث فيها من كل دابة".
16- "وزرابي"، يعني البسط العريضة. قال ابن عباس: هي الطنافس التي لها خمل واحدتها زريبة، "مبثوثة"، مبسوطة، وقيل متفرقة في المجالس.
16-" وزرابي " بسط فاخرة جمع زريبة " مبثوثة " مبسوطة .
16. And silken carts spread
16 - And rich carpets (all) spread out.