[الطارق : 17] فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا
17 - (فمهل) يا محمد (الكافرين أمهلهم) تأكيد حسنه مخالفة اللفظ أي انظرهم (رويدا) قليلا وهو مصدر مؤكد لمعنى العمل مصغر رود أو إرواد على الترخيم وقد أخذهم الله تعالى ببدر ونسخ الامهال بآية السيف أي الأمر بالقتال والجهاد
وقوله : " فمهل الكافرين " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فمهل يا محمد الكافرين ولا تعجل عليهم " أمهلهم رويدا " يقول : أمهلهم آناً قليلاً ، وأنظرهم للموعد الذي هو وقت حلول النقمة بهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " أمهلهم رويدا " يقول : قريباً .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " أمهلهم رويدا " الرويد : القليل .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " قال : مهلهم ، فلا تعجل عليهم تركهم ، حتى لما أراد الانتصار منهم ، أمره بجهادهم وقتالهم ، والغلظة عليهم .
قوله تعالى:" فمهل الكافرين " أي أخرهم، ولا تسأل الله تعجيل إهلاكهم، وارض بما يدبره في أمورهم. ثم نسخت بآية السيف" فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" [التوبة:5]. " أمهلهم" تأكيد. ومهل وأمهل: بمعنى، مثل نزل وأنزل. وأمهله: أنظره، ومهله تمهيلاً، والاسم: المهلة. والاستمهال: الاستنظار. وتمهل في أمره أي اتأد. واتمهل اتمهلالا: أي اعتدل وانتصب. والاتمهلال أيضاً: سكون وفتور. ويقال: مهلاً يا فلان، أي رفقاً وسكوناً. " رويدا" أي قريباً، عن ابن عباس. قتادة: قليلاً. والتقدير: أمهلهم قليلاً. والرويد في كلام العرب: تصغير رود. وكذا قاله أبو عبيد. وأنشد:
كأنها ثمل يمشي على رود
أي على مهل. وتفسير ((رويداً)): مهلاً، وتفسير(رويدك): أمهل، لأن الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى أفعل دون غيره، وإنما حركت الدال الالتقاء الساكنين، فنصب نصب المصادر، وهو مصغر مأموربه، لأنه تصغير الترخيم من إرواد، وهو مصدر أرود يرود. وله أربعة أوجه: اسم للفعل، وصفة، وحال، ومصدر، فالاسم نحو قولك: رويدا عمراً، أي أرود عمرا، بمعنى أمهله. والصفة نحو قولك: ساروا سيراً رويداً. والحال نحو عمرو بالإضافة، كقوله تعالى: " فضرب الرقاب" [ محمد:4] قال جميعه الجوهري: والذي في الآية من هذه الوجوه أن يكون نعتاً للمصدر، أي إمهالاً رويداً. ويجوز أن يكون للحال، أي أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب. ختمت السورة.
قال ابن عباس : الرجع المطر, وعنه: هو السحاب فيه المطر, وعنه "والسماء ذات الرجع" تمطر ثم تمطر, وقال قتادة : ترجع رزق العباد كل عام ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم, وقال ابن زيد: ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ههنا "والأرض ذات الصدع" قال ابن عباس : هو انصداعها عن النبات, وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغير واحد. وقوله تعالى: "إنه لقول فصل" قال ابن عباس : حق, وكذا قال قتادة , وقال آخر: حكم عدل "وما هو بالهزل" أي بل هو جد حق, ثم أخبر عن الكافرين بأنهم يكذبون به ويصدون عن سبيله فقال: "إنهم يكيدون كيداً" أي يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن, ثم قال تعالى: "فمهل الكافرين" أي أنظرهم ولا تستعجل لهم "أمهلهم رويداً" أي قليلاً أي وسترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك كما قال تعالى: "نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" آخر تفسير سورة الطارق, ولله الحمد والمنة.
17- "فمهل الكافرين" أي أخرهم، ولا تسأل الله سبحانه تعجيل هلاكهم، وارض بما يدبره لك في أمورهم، وقوله: "أمهلهم" بدل، من مهل ومهل وأمهل بمعنى مثل نزل وأنزل، والإمهال الإنظار، وتمهل في الأمر اتأد، وانتصاب "رويداً" على أنه مصدر مؤكد للفعل المذكور أو نعت لمصدر محذوف: أي أمهلهم إمهالاً رويداً: أي قريباً أو قليلاً. قال أبو عبيدة: والرويد في كلام العرب تصغير الرود، وأنشد:
كأنها تمشي على رود
أي على مهل، وقيل تصغير أرواد مصدر رود تصغير الترخيم، ويأتي اسم فعل نحو رويد زيداً: أي أمهله، ويأتي حالاً نحو سار القوم رويداً: أي متمهلين، ذكر معنى هذا الجوهري، والبحث مستوفى في علم النحو.
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "والسماء والطارق" قال: أقسم ربك بالطارق: وكل شيء طرقك بالليل فهو طارق. وأخرج ابن جرير عنه في قوله: "إن كل نفس لما عليها حافظ" قال: كل نفس عليها حفظة من الملائكة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله: "النجم الثاقب" قال: النجم المضيء "إن كل نفس لما عليها حافظ" قال: إلا عليها حافظ. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه "يخرج من بين الصلب والترائب" قال: ما بين الجيد والنحر. وأخرج ابن أبي حاتم عنه في الآية قال: تريبة المرأة وهي موضع القلادة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضاً قال: الترائب بين ثديي المرأة. وأخرج الحاكم وصححه عنه أيضاً قال: الترائب أربعة أضلاع من كل جانب من أسفل الأضلاع. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً "إنه على رجعه لقادر" قال: على أن يجعل الشيخ شاباً والشاب شيخاً. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله: " والسماء ذات الرجع " قال: المطر بعد المطر "والأرض ذات الصدع" قال: صدعها عن النبات. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس "والأرض ذات الصدع" تصدع الأدوية. وأخرج ابن منده والديلمي عن معاذ بن أنس مرفوعاً "والأرض ذات الصدع" قال: تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "إنه لقول فصل" قال: حق "وما هو بالهزل" قال: بالباطل، وفي قوله: "أمهلهم رويداً" قال: قريباً.
17- "فمهل الكافرين"، قال ابن عباس: هذا وعيد من الله عز وجل لهم، "أمهلهم رويداً"، قليلاً، ومعنى مهل وأمهل: أنظر ولا تعجل، فأخذهم الله يوم بدر، ونسخ الإمهال بآية السيف.
17-" فمهل الكافرين " فلا تشتغل بالانتقام منهم ، أو لا تستعجل بإهلاكهم . " أمهلهم رويداً " أمهالاً يسيراً والتكرير وتغيير البنية لزيادة التسكين .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الطارق أعطاه الله بكل نجم في السماء عشر حسنات " .
17. So give a respite to the disbelievers. Deal thou gently with them for a while.
17 - Therefore grant a delay to the Unbelievers: give respite to them gently (for awhile).