[الانفطار : 16] وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ
16 - (وما هم عنها بغائبين) بمخرجين
وقوله : " وما هم عنها بغائبين " يقول تعالى ذكره : وما هؤلاء الفجار من الجحيم بخارجين أبداً فغائبين عنها ، ولكنهم فيها مخلدون ماكثون ، وكذلك الأبرار في النعيم ، وذلك نحو قوله " وما هم منها بمخرجين " [ الحجر : 48 ] .
قوله تعالى :" وما هم عنها بغائبين " .
يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم, وهم الذين أطاعوا الله عز وجل ولم يقابلوه بالمعاصي, وقد روى ابن عساكر في ترجمة موسى بن محمد عن هشام بن عمار عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عن عبيد الله عن محارب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الاباء والأبناء" ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم ولهذا قال: "يصلونها يوم الدين" أي يوم الحساب والجزاء والقيامة " وما هم عنها بغائبين " أي لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة ولو يوماً واحداً, وقوله تعالى: "وما أدراك ما يوم الدين" تعظيم لشأن يوم القيامة ثم أكده بقوله تعالى: "ثم ما أدراك ما يوم الدين" ثم فسره بقوله: "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً" أي لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى, ونذكر ههنا حديث "يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئاً" وقد تقدم في آخر تفسير سورة الشعراء ولهذا قال: "والأمر يومئذ لله" كقوله "لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار" وكقوله: "الملك يومئذ الحق للرحمن" وكقوله: "مالك يوم الدين" قال قتادة "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله" والأمر والله اليوم لله, ولكنه لا ينازعه فيه يومئذ أحد. آخر تفسير سورة الانفطار, و لله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
16- "وما هم عنها بغائبين" إي لا يفارقونها أبداً ولا يغيبون عنها، بل هم فيها، وقيل المعنى: وما كانوا غائبين عنها قبل ذلك بالكلية بل كانوا يجدون حرها في قبورهم.
16- "وما هم عنها بغائبين".
16-" وما هم عنها بغائبين " لخلودهم فيها . وقيل معناه وما يغيبون عنها قبل ذلك إذ كانوا يجدون سمومها في القبور .
16. And will not be absent thence.
16 - And they will not be able to keep away therefrom.