[عبس : 31] وَفَاكِهَةً وَأَبًّا
31 - (وفاكهة وأبا) ما ترعاه البهائم وقيل التبن
يقول تعالى ذكره : " وفاكهة " ما يأكله الناس من ثمار الأشجار ، والأب : ما تأكله البهائم من العشب والنبات .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن ، " وفاكهة " قال : ما يأكل ابن آدم .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " وفاكهة " قال : ما أكل الناس .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وفاكهة " قال : أما الفاكهة فلكم .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " وفاكهة " قال : الفاكهة لنا .
حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، قال : ثنا حميد ، قال : قال أنس بن مالك : قرأ عمر " عبس وتولى " حتى أتى على هذه الآية " وفاكهة وأبا " قال : قد علمنا ما الفاكهة ، فما الأب ؟ ثم أحسبه شك الطبري قال : إن هذا لهو التكلف .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه " عبس وتولى " فلما أتى على هذه الآية " وفاكهة وأبا " قال : قد عرفنا الفاكهة ، ، فما الأب ؟ قال : لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن موسى بن أنس ، عن أنس قال : قرأ عمر " وفاكهة وأبا " ومعه عصا في يده ، فقال : ما الأب ؟ ثم قال : بحسبنا ما قد علمنا وألقى العصا من يده .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن خليد بن جعفر ، عن أبي إياس معاوية بن قرة ، عن عمر رضي الله عنه أنه قال : إن هذا هو التكلف .
قال . وحدثني قتادة عن أنس ، عن عمر بنحو هذا الحديث كله .
حدثنا أبو كريب و أبو السائب و يعقوب ، قالوا : ثنا ابن إدريس ، قال : سمعت عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : عد سبعاً ، جعل رزقه في سبعة ، وجعله من سبعة ، وقال في آخر ذلك : الأب ما أنبتت الأرض ، مما لا يأكل الناس .
حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : ثنا عاصم ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : الأب : نبت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس .
حدثنا ابو كريب و أبو السائب ، قالا : ثنا ابن إدريس ، قال : ثنا عبد الملك ، عن سعيد بن جبير قال : عد ابن عباس ، وقال : الأب ما أنبتت الأرض للأنعام ، وهذا لفظ حديث أبي كريب ، وقال أبو السائب في حديثه ، قال : ما أنبتت الأرض ما يأكل الناس وتأكل الأنعام .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : الأب : الكلأ والمرعى كله .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، قال : الأب : النبات .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش أو غيره ، عن مجاهد ، قال : الأب : المرعى .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال مجاهد " وأبا " : المرعى .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن " وأبا " قال : الأب : ما تأكل الأنعام .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " وأبا " قال : الأب : ما أكلت الأنعام .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : أما الأب : فلأنعامكم نعم من الله متظاهرة .
حدثنا ابن بشر ، قال : ثنا عبد الواحد ، قال : ثنا يونس ، عن الحسن ، في قوله " وأبا " قال : الأب : العشب .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، و قتادة ، في قوله " وأبا " قالا : هو ما تأكله الدواب .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " وأبا " يعني : المرعى .
حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " وأبا " قال : الأب لأنعامنا ، قال : والأب : ما ترعى ، وقرأ " متاعا لكم ولأنعامكم " [ عبس : 32 ] .
قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس و عمرو بن الحارث ، عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : قال الله " وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا " كل هذا قد علناه ، فما الأب ؟ ثم ضرب بيده ، ثم قال : لعمرك إن هذا لهو التكلف ، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب ، قال عمر : وما يتبين فعليكم به ، وما لا فدعوه .
وقال آخرون : الأب : الثماء الرطبة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " وأبا " يقول : الثمار الرطبة .
قوله تعالى:" وفاكهة" أي ما تأكله الناس من ثمار الأشجار كالتين والخوخ وغيرهما" وأبا" هو ما تأكله البهائم من العشب، قال ابن عباس والحسن : الأب : كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس، ما يأكله الادميون هو الحصيد، ومنه قو الشاعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
له دعوة ميمونة ريحها الصبا بها ينبت الله الحصيدة والأبا
وقيل: إنما سمي أبا، لأنه يؤب أي يؤم وينتجع. والأب والأم: أخوان، قال:
جذمنا قيس ونجد دارنا ولنا الأب به والمكرع
وقال الضحاك: والأب : كل شيء ينبت على وجه الأرض. وكذا قال أبو رزين: هو النباب. يدل عليه قول ابن عباس قال: الأب: ما تنبت الأرض مما يأكل الناس والأنعام وعن ابن عباس أيضاً وابن أبي طلحة: الأب : الثمار الرطبة. وقال الضحاك : هو التين خاصة. وهو محكي عن ابن عباس أيضاً، قال الشاعر:
فما لهم مرتع للسوا م والأب عندهم يقدر
الكلبي : هو كل نبات سوى الفاكهة. وقيل: الفاكهة : رطب الثمار، والأب يابسها. وقال إبراهيم التيمي: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن تفسير الفاكهة الأب فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا قلت: في كتاب الله ما لا أعلم. وقال أنس : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال: كل قد عرفناه، فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا بن أم عمر ألا تدري ما الأب؟ ثم قال: اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب، وما لا فدعوه.وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((خلقتم من سبع، ورزقتم من سبع، فاسجدوا لله على سبع)). وإنما أراد بقوله:(( خلقتم من سبع)) يعني " من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة" [ الحج:5]الآية، والرزق من سبع، وهو قوله تعالى:" فأنبتنا فيها حبا * وعنبا" إلى قوله : " وفاكهة"، ثم قال: " وأبا " وهو يدل على أنه ليس برزق لابن آدم، وأنه تختص به البهائم. والله أعلم.
يقول تعالى ذاماً لمن أنكر البعث والنشور من بني آدم "قتل الإنسان ما أكفره" قال الضحاك عن ابن عباس "قتل الإنسان" لعن الإنسان, وكذا قال أبو مالك : وهذا لجنس الإنسان المكذب لكثرة تكذيبه بلا مستند بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم, قال ابن جريج "ما أكفره" أي ما أشد كفره, وقال ابن جرير ويحتمل أن يكون المراد أي شيء جعله كافراً أي ما حمله على التكذيب بالمعاد. وقد حكاه البغوي عن مقاتل والكلبي وقال قتادة "ما أكفره" ما ألعنه, ثم بين تعالى له كيف خلقه من الشيء الحقير وأنه قادر على إعادته كما بدأه فقال تعالى: " من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره " أي قدر أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد "ثم السبيل يسره" قال العوفي عن ابن عباس : ثم يسر عليه خروجه من بطن أمه, وكذا قال عكرمة والضحاك وأبو صالح وقتادة والسدي واختاره ابن جرير وقال مجاهد : هذه كقوله تعالى: "إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً" أي بيناه له وأوضحناه وسهلنا عليه عمله, وكذا قال الحسن وابن زيد , وهذا هو الأرجح والله أعلم. وقوله تعالى: "ثم أماته فأقبره" أي أنه بعد خلقه له أماته فأقبره أي جعله ذا قبر, والعرب تقول: قبرت الرجل إذا ولى ذلك منه, وأقبره الله, وعضبت قرن الثور وأعضبه الله وبترت ذنب البعير وأبتره الله, وطردت عني فلاناً وأطرده الله, أي جعله طريداً, قال الأعشى :
لو أسندت ميتاً إلى صدرها عاش ولم ينقل إلى قابر
وقوله تعالى: "ثم إذا شاء أنشره" أي بعثه بعد موته ومنه يقال البعث والنشور "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون", "وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً" وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا أصبغ بن الفرج , أخبرنا ابن وهب , أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح أخبره عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه قيل: وما هو يا رسول الله ؟ قال: مثل حبة خردل منه تنشؤون" وهذا الحديث ثابت في الصحيحين من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بدون هذه الزيادة ولفظه "كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب".
وقوله تعالى: "كلا لما يقض ما أمره" قال ابن جرير : يقول جل ثناؤه كلا ليس الأمر كما يقول هذا الإنسان الكافر من أنه قد أدى حق الله عليه في نفسه وماله "لما يقض ما أمره" يقول: لم يؤد ما فرض عليه من الفرائض لربه عز وجل ثم روى هو و ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله تعالى: "كلا لما يقض ما أمره" قال: لا يقضي أحداً أبداً كل ما افترض عليه, وحكاه البغوي عن الحسن البصري بنحو من هذا, ولم أجد للمتقدمين فيه كلاماً سوى هذا, والذي يقع لي في معنى ذلك, والله أعلم, أن المعنى "ثم إذا شاء أنشره" أي بعثه "كلا لما يقض ما أمره" أي لا يفعله الان حتى تنقضي المدة ويفرغ القدر من بني آدم ممن كتب الله أن سيوجد منهم ويخرج إلى الدنيا, وقد أمر به تعالى كوناً وقدراً فإذا تناهى ذلك عند الله أنشر الله الخلائق وأعادهم كما بدأهم وقد روى ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال: قال عزير عليه السلام قال الملك الذي جاءني فإن القبور هي بطن الأرض, وإن الأرض هي أم الخلق فإذا خلق الله ما أراد أن يخلق وتمت هذه القبور التي مد الله لها انقطعت الدنيا ومات من عليها ولفظت الأرض ما في جوفها وأخرجت القبور ما فيها, وهذا شبيه بما قلناه من معنى الاية, والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
وقوله تعالى: "فلينظر الإنسان إلى طعامه " فيه امتنان وفيه استدلال بإحياء النبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعد ما كانت عظاماً بالية وتراباً متمزقاً "أنا صببنا الماء صباً" أي أنزلناه من السماء على الأرض "ثم شققنا الأرض شقاً" أي أسكناه فيها فدخل في تخومها وتخلل في أجزاء الحب المودع فيها فنبت وارتفع وظهر على وجه الأرض " فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا " فالحب كل ما يذكر من الحبوب والعنب معروف والقضب هو الفصفصة التي تأكلها الدواب رطبة, ويقال لها القت أيضاً, وقال ذلك ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي , وقال الحسن البصري : القضب العلف "وزيتوناً" وهو معروف وهو أدم وعصيره أدم ويستصبح به ويدهن به "ونخلاً" يؤكل بلحاً وبسراً ورطباً وتمراً ونيئاً ومطبوخاً ويعتصر منه رب وخل "وحدائق غلباً" أي بساتين, قال الحسن وقتادة : غلباً نخل غلاظ كرام, وقال ابن عباس ومجاهد : كل ما التف واجتمع. وقال ابن عباس أيضاً: غلبا الشجر الذي يستظل به, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "وحدائق غلباً" أي طوال, وقال عكرمة : غلباً أي غلاظ الأوساط. وفي رواية غلاظ الرقاب, ألم تر إلى الرجل إذا كان غليظ الرقبة قيل: والله إنه لأغلب, رواه ابن أبي حاتم وأنشد ابن جرير للفرذدق :
عوى فأثأر أغلب ضيغمياً فويل ابن المراغة ما استثار
وقوله تعالى: "وفاكهة وأباً" أما الفاكهة فكل ما يتفكه به من الثمار, قال ابن عباس : الفاكهة كل ما أكل رطباً, والأب, ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس, وفي رواية عنه: هو الحشيش للبهائم.
وقال مجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك : الأب الكلأ , وعن مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد : الأب للبهائم كالفاكهة لبني آدم, وعن عطاء : كل شيء نبت على وجه الأرض فهو أب. وقال الضحاك : كل شيء أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو الأب.
وقال ابن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس : الأب نبت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس. ورواه ابن جرير من ثلاث طرق عن ابن إدريس ثم قال: حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا: حدثنا ابن إدريس , حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: عد ابن عباس وقال: الأب ما أنبتت الأرض للأنعام وهذا لفظ حديث أبي كريب . وقال أبو السائب في حديثه. ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس وتأكل الأنعام, وقال العوفي عن ابن عباس : الأب الكلأ والمرعى, وكذا قال مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد وغير واحد. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : حدثنا محمد بن يزيد , حدثنا العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قال: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى: "وفاكهة وأباً" فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم, وهذا منقطع بين إبراهيم التيمي والصديق رضي الله عنه. فأما ما رواه ابن جرير حيث قال: حدثنا ابن بشار , حدثنا ابن أبي عدي , حدثنا حميد عن أنس قال: قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه "عبس وتولى" فلما أتى على هذه الاية "وفاكهة وأبا" قال: قد عرفنا الفاكهة فما الأب ؟ فقال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف فهو إسناد صحيح, وقد رواه غير واحد عن أنس به, وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه وإلا فهو وكل من قرأ هذه الاية يعلم أنه من نبات الأرض لقوله: " فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا " وقوله تعالى: "متاعاً لكم ولأنعامكم" أي عيشة لكم ولأنعامكم في هذه الدار إلى يوم القيامة.
31- "وفاكهة وأباً".
31- "وفاكهةً"، يريد ألوان الفواكه، "وأباً"، يعني الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس، مما يأكله الأنعام والدواب.
قال عكرمة: الفاكهة ما يأكله الناس، و الأب ما يأكله الدواب. ومثله عن قتادة قال: الفاكهة لكم والأب لأنعامكم.
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس والأنعام.
وروي عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله: "وفاكهة وأباً" فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
وروى ابن شهاب عن أنس أنه سمع عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال: كل هذا قد عرفنا فما الأب؟ ثم رفض عصاً كانت بيده وقال: هذا والله لعمر الله التكلف، وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأب، ثم قال: اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب، وما لا تبين فدعوه.
31-" وفاكهة وأباً " ومرعى من أب إذا أم لأنه يؤم وينتجع ، أو من أب لكذا إذا تهيأ له لأنه متهيئ للرعي ، أو فاكهة يابسة تؤوب للشتاء .
31. And fruits and grasses:
31 - And Fruits and Fodder,