[النازعات : 44] إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا
44 - (إلى ربك منتهاها) منتهى علمها لا يعلمه غيره
وقوله : " إلى ربك منتهاها " يقول : إلى ربك منتهى علمها ، أي إليه ينتهي علم الساعة ، لا يعلم وقت قيامها غيره .
حتى نزلت هذه الاية " إلى ربك منتهاها " ومعنى((مرساها)) أي قيامها. قال الفراء: رسوها قيامها كرسو السفينة. وقال أبو عبيدة : أي منتهاها، ومرسى السفينة حيث تنتهي. وهو قول ابن عباس. الربيع بن أنس: متى زمانها. والمعنى متقارب. وقد مضى في ((الأعراف)) بيان ذلك. "وعن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تقوم الساعة إلا بغضبة يغضبها ربك)) " . ((فيم أنت من ذكراها))أي في أي شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها؟ وليس لك السؤال عنها. وهذا معنى ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير قال:
لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت " فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها" أي منتهى علمها، فكأنه عليه السلام لم أكثروا عليه سأل الله أن يعرفه ذلك، فقيل له: لا تسأل، فلست في شيء من ذلك. ويجوز أن يكون إنكاراً على المشركين في مسألتهم له، أي فيم أنت من ذلك حتى يسألوك بيانه، ولست ممن يعلمه. روي معناه عن ابن عباس. والذكرى بمعنى الذكر. " إلى ربك منتهاها" أي منتهى علمها، فلا يوجد عند غيره علم الساعة، وهو كقوله تعالى: " قل إنما علمها عند ربي" [ الأعراف:187] وقوله تعالى:" إن الله عنده علم الساعة" [لقمان:34] .
يقول تعالى: "فإذا جاءت الطامة الكبرى" وهو يوم القيامة, قاله ابن عباس سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع كما قال تعالى: "والساعة أدهى وأمر" "يوم يتذكر الإنسان ما سعى" أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره كما قال تعالى: "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى" "وبرزت الجحيم لمن يرى" أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً "فأما من طغى" أي تمرد وعتا "وآثر الحياة الدنيا" أي قدمها على أمر دينه وأخراه "فإن الجحيم هي المأوى" أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها إلى طاعة مولاها "فإن الجنة هي المأوى" أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء ثم قال تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها " أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل, فهو الذي يعلم وقتها على التعيين "ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله" وقال ههنا "إلى ربك منتهاها" ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل".
وقوله تعالى: "إنما أنت منذر من يخشاها" أي إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح, والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك. وقوله تعالى: "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم, وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس "أو ضحاها" ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار, وقال قتادة : وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الاخرة. آخر تفسير سورة النازعات, و لله الحمد والمنة.
44- " إلى ربك منتهاها " أي منتهى علمها فلا يوجد علمها عند غيره، وهذ كقوله: "قل إنما علمها عند ربي" وقوله: "إن الله عنده علم الساعة" فكيف يسألونك عنها ويطلبون منك بيان وقت قيامها.
44- "إلى ربك منتهاها"، أي منتهى علمها عند الله.
44-" إلى ربك منتهاها " أي منتهى علمها .
44. Unto thy Lord belongeth (knowledge of) the term thereof.
44 - With thy Lord is the Limit fixed therefor.