[النازعات : 42] يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا
42 - (يسألونك) كفار مكة (عن الساعة أيان مرساها) متى وقوعها وقيامها
ك وأخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى انزل عليه يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها فانتهى وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن مشركي أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا متى تقوم الساعة استهزاء منهم فأنزل الله يسألونك عن الساعة أيان مرساها إلى آخر السورة
ك وأخرج الطبراني وابن جرير عن طارق بن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن عروة
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : يسألك يا محمد هؤلاء المكذبون بالبعث عن الساعة التي تبعث فيها الموتى من قبورهم أيان مرساها ، متى قيامها وظهورها ، وكان الفراء يقول : إن قال القائل : إنما الإرساء للسفينة والجبال الراسية وما أشبههن ، فكيف وصف الساعة بالإرساء ؟ قلت : هي بمنزلة السفينة إذا كانت جارية فرست ، ورسوها : قيامها ، قال : وليس قيامها كقيام القائم : إنما هي كقولك : قد قام العدل ، وقال الحق ، أي ظهر وثبت .
قال أبو جعفر رحمه الله : يقول الله لنبيه " فيم أنت من ذكراها " يقول : في أي شيء أنت من ذكر الساعة والبحث عن شأنها ، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكر الساعة ، حتى نزلت هذه الآية .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة ، حتى أنزل الله عز وجل : " فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها " .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن طارق بن شهاب ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " ... إلى " من يخشاها " .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " فيم أنت من ذكراها " قال : الساعة .
قوله تعالى:" يسألونك عن الساعة أيان مرساها" قال ابن عباس: سأل مشركو مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تكون الساعة استهزاء، فأنزل الله عز وجل الآية.
يقول تعالى: "فإذا جاءت الطامة الكبرى" وهو يوم القيامة, قاله ابن عباس سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع كما قال تعالى: "والساعة أدهى وأمر" "يوم يتذكر الإنسان ما سعى" أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره كما قال تعالى: "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى" "وبرزت الجحيم لمن يرى" أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً "فأما من طغى" أي تمرد وعتا "وآثر الحياة الدنيا" أي قدمها على أمر دينه وأخراه "فإن الجحيم هي المأوى" أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها إلى طاعة مولاها "فإن الجنة هي المأوى" أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء ثم قال تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها " أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل, فهو الذي يعلم وقتها على التعيين "ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله" وقال ههنا "إلى ربك منتهاها" ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل".
وقوله تعالى: "إنما أنت منذر من يخشاها" أي إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح, والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك. وقوله تعالى: "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم, وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس "أو ضحاها" ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار, وقال قتادة : وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الاخرة. آخر تفسير سورة النازعات, و لله الحمد والمنة.
42- "يسألونك عن الساعة أيان مرساها" أي متى وقوعها وقيامها. قال الفراء: أي منتهى قيامها كرسو السفينة. قال أبو عبيدة: ومرسى السفينة حين تنتهي، والمعنى: يسألونك عن الساعة متى يقيمها [الله]، وقد مضى بيان هذا في سورة الأعراف.
42- "يسألونك عن الساعة أيان مرساها"، متى ظهورها وثبوتها.
42-" يسألونك عن الساعة أيان مرساها " متى إرساها أي إقامتها وإثباتها ، أو منهاها ومستقرها من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه .
42. They ask thee of the Hour: when will it come to port?
42 - They ask thee about the Hour, When will be its appointed time?