[النازعات : 35] يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى
35 - (يوم يتذكر الإنسان) بدل من إذا (ما سعى) في الدنيا من خير وشر
وقوله : " يوم يتذكر الإنسان ما سعى " يقول : إذا جاءت الطامة يوم يتذكر الإنسان ما عمل في الدنيا من خير وشر ، وذلك سعيه .
قوله تعالى:" يوم يتذكر الإنسان ما سعى" أي ما عمل من خير أو شر.
يقول تعالى: "فإذا جاءت الطامة الكبرى" وهو يوم القيامة, قاله ابن عباس سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع كما قال تعالى: "والساعة أدهى وأمر" "يوم يتذكر الإنسان ما سعى" أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره كما قال تعالى: "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى" "وبرزت الجحيم لمن يرى" أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً "فأما من طغى" أي تمرد وعتا "وآثر الحياة الدنيا" أي قدمها على أمر دينه وأخراه "فإن الجحيم هي المأوى" أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها إلى طاعة مولاها "فإن الجنة هي المأوى" أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء ثم قال تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها " أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل, فهو الذي يعلم وقتها على التعيين "ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله" وقال ههنا "إلى ربك منتهاها" ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل".
وقوله تعالى: "إنما أنت منذر من يخشاها" أي إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح, والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك. وقوله تعالى: "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم, وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس "أو ضحاها" ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار, وقال قتادة : وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الاخرة. آخر تفسير سورة النازعات, و لله الحمد والمنة.
وقال أبو البقاء: العامل فيها جوابها، وهو معنى 35- "يوم يتذكر الإنسان" فإنه منصوب بفعل مضمر: أي أعني يوم يتذكر، أو يوم يتذكر يكون كيت وكيت. وقيل إن الظرف بدل من إذا، وقيل هو بدل من الطامة الكبرى، ومعنى تذكر الإنسان ما سعى: أنه يتذكر ما عمله من خير أو شر، لأنه يشاهده مدوناً في صحائف عمله، وما مصدرية، أو موصولة.
35- "يوم يتذكر الإنسان ما سعى"، ما عمل في الدنيا من خير وشر.
35-" يوم يتذكر الإنسان ما سعى " بأن يراه مدوناً في صحيفته وكان قد نسيه من فرط الغفلة أو طول المدة ، وهو بدل من " فإذا جاءت " و " ما " موصولة أو مصدرية .
35. The day when man will call to mind his (whole) endeavor,
35 - The Day when Man shall remember (all) that he strove for,