[المرسلات : 49] وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
49 - (ويل يومئذ للمكذبين)
وقوله : " ويل يومئذ للمكذبين " يقول : ويل للذين كذبوا رسل الله ، فردوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم ، ونهيه لهم .
قوله تعالى : " ويل يومئذ للمكذبين " .
يقول تعالى مخبراً عن عباده المتقين الذين عبدوه بأداء الواجبات, وترك المحرمات, أنهم يوم القيامة يكونون في جنات وعيون أي بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه من ظلل اليحموم وهو الدخان الأسود المنتن, وقوله تعالى: " وفواكه مما يشتهون " أي ومن سائر أنواع الثمار مهما طلبوا وجدوا "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون" أي يقال لهم ذلك على سبيل الإحسان إليهم ثم قال تعالى مخبراً خبراً مستأنفاً: "إنا كذلك نجزي المحسنين" أي هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل "ويل يومئذ للمكذبين". وقوله تعالى: "كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون" خطاب للمكذبين بيوم الدين وأمرهم أمر تهديد ووعيد فقال تعالى: "كلوا وتمتعوا قليلاً" أي مدة قليلة قريبة قصيرة "إنكم مجرمون" أي ثم تساقون إلى نار جهنم التي تقدم ذكرها "ويل يومئذ للمكذبين" كما قال تعالى: "نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" : وقال تعالى: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون" وقوله تعالى: "وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" أي إذاأمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة امتنعوا من ذلك واستكبرواعنه, ولهذا قال تعالى: "ويل يومئذ للمكذبين" ثم قال تعالى: " فبأي حديث بعده يؤمنون ".
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية : سمعت رجلاً أعرابياً بدوياً يقول: سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ والمرسلات عرفاً ـ فقرأ ـ فبأي حديث بعده يؤمنون ؟ فليقل آمنت بالله وبما أنزل. وقد تقدم هذا الحديث في سورة القيامة. آخر تفسير سورة المرسلات, ولله الحمد والمنة, وبه التوفيق والعصمة.
49- "ويل يومئذ للمكذبين" بأوامر الله سبحانه ونواهيه.
49- "ويل يومئذ للمكذبين".
49-" ويل يومئذ للمكذبين " .
49. Woe unto the repudiators on that day!
49 - Ah woe, that Day, to the Rejecters of Truth!