[المرسلات : 43] كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
43 - (كلوا واشربوا هنيئا) حال أي متهنئين (بما كنتم تعملون) من الطاعة
وقوله : " كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون " يقول تعالى ذكره : يقال لهم : كلوا أيها القوم من هذه الفواكه ، واشربوا من هذه العيون كلما اشتهيتم هنيئاً : يقول : لا تكدير عليكم ، ولا تنغيص فيما تأكلونه وتشربون منه ، ولكنه لكم دائم لا يزول ومريء ، لا يورثكم أذى في أبدانكم .
وقوله : " بما كنتم تعملون " يقول جل ثناؤه يقال لهم : هذا جزاء بما كنتم في الدنيا تعملون من طاعة الله ، وتجتهدون فيما يقربكم منه .
قوله تعالى:" كلوا واشربوا " أي يقال لهم غداً هذا بدل ما يقال للمشركين " فإن كان لكم كيد فكيدون". فـ((ـكلوا واشربوا)) في موضع الحال من ضمير ((المتقين)) في الظرف الذي هو ((في ظلال)) أي هم مستقرون ((في ظلال)) مقولاً لهم ذلك.
يقول تعالى مخبراً عن عباده المتقين الذين عبدوه بأداء الواجبات, وترك المحرمات, أنهم يوم القيامة يكونون في جنات وعيون أي بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه من ظلل اليحموم وهو الدخان الأسود المنتن, وقوله تعالى: " وفواكه مما يشتهون " أي ومن سائر أنواع الثمار مهما طلبوا وجدوا "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون" أي يقال لهم ذلك على سبيل الإحسان إليهم ثم قال تعالى مخبراً خبراً مستأنفاً: "إنا كذلك نجزي المحسنين" أي هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل "ويل يومئذ للمكذبين". وقوله تعالى: "كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون" خطاب للمكذبين بيوم الدين وأمرهم أمر تهديد ووعيد فقال تعالى: "كلوا وتمتعوا قليلاً" أي مدة قليلة قريبة قصيرة "إنكم مجرمون" أي ثم تساقون إلى نار جهنم التي تقدم ذكرها "ويل يومئذ للمكذبين" كما قال تعالى: "نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" : وقال تعالى: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون" وقوله تعالى: "وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" أي إذاأمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة امتنعوا من ذلك واستكبرواعنه, ولهذا قال تعالى: "ويل يومئذ للمكذبين" ثم قال تعالى: " فبأي حديث بعده يؤمنون ".
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية : سمعت رجلاً أعرابياً بدوياً يقول: سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ والمرسلات عرفاً ـ فقرأ ـ فبأي حديث بعده يؤمنون ؟ فليقل آمنت بالله وبما أنزل. وقد تقدم هذا الحديث في سورة القيامة. آخر تفسير سورة المرسلات, ولله الحمد والمنة, وبه التوفيق والعصمة.
43- "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون" أي يقال لهم ذلك، فالجملة مقدرة بالقول، وهي في محل نصب على الحال من ضمير المتقين، والباء للسببية: أي بسبب ما كنتم تعملونه في الدنيا من الأعمال الصالحة.
ويقال لهم: 43- "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون"، في الدنيا بطاعتي.
43-" كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون " أي مقولاً لهم ذلك .
43. (Unto them it is said:) Eat, drink and welcome, O ye blessed, in return for what ye did.
43 - Eat ye and drink ye to your heart's content: for that ye worked (Righteousness).