[المرسلات : 27] وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا
27 - (وجعلنا فيها رواسي شامخات) جبالا مرتفعات (وأسقيناكم ماء فراتا) عذبا
وقوله : " وجعلنا فيها رواسي شامخات " يقول تعالى ذكره : وجعلنا في الأرض جبالاً ثابتات فيها ، باذخات شاهقات .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وجعلنا فيها رواسي شامخات " يعني الجبال .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " رواسي شامخات " يقول : جبالاً مشرفات .
وقوله : " وأسقيناكم ماء فراتا " يقول : وأسقيناكم ماء عذباً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس " وأسقيناكم ماء فراتا " يقول : عذباً .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثني أبو عاصم ، قال : ثني عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " ماء فراتا " قال : عذباً .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وأسقيناكم ماء فراتا " : أي ماء عذباً .
حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس " وأسقيناكم ماء فراتا " قال : من أربعة أنهاء : سيحان ، وجيحان ، والنيل ، والفرات ، وكل ماء يشربه ابن آدم ، فهو من هذه الأنهار ، وهي تخرج من تحت صخرة من عند بيت المقدس ، وأما سيحان فهو يبلغ ، وأما جيحان فدجلة ، وأما الفرات ففرات الكوفة ، وأما النيل فهو بمصر .
قوله تعالى:" وجعلنا فيها" أي في الأرض " رواسي شامخات" يعني الجبال، والرواسي الثوابت، والشامخات الطوال، ومنه يقال: شمخ بأنفه إذا رفعه كبراً. قال: " وأسقيناكم ماء فراتاً" ا ي وجعلنا لكم سقيا. والفرات : الماء العذب يشرب ويسقى منه الزرع. أي خلقنا الجبال وأنزلنا لكم سقيا. والفرات. الماء العذب يشرب ويسقى منه الزرع. أي خلقنا الجبال وانزلنا الماء الفرات. وهذه الأمور اعجب من البعث. وفي بعض الحديث قال ابو هريرة: في الأرض من الجنة الفرات والدجلة ونهر الأردن. وفي صحيح مسلم:
((سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من انهار الجنة)).
يقول تعالى: "ألم نهلك الأولين" يعني من المكذبين للرسل المخالفين لما جاؤوهم به " ثم نتبعهم الآخرين " أي ممن أشبههم ولهذا قال تعالى: "كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين" قاله ابن جرير . ثم قال تعالى ممتناً على خلقه ومحتجاً على الإعادة بالبداءة: "ألم نخلقكم من ماء مهين" أي ضعيف حقير بالنسبة إلى قدرة الباري عز وجل كما تقدم في سورة يس في حديث بشر بن جحاش " ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ؟" "فجعلناه في قرار مكين" يعني جمعناه في الرحم وهو قرار الماء من الرجل والمرأة والرحم معد لذلك حافظ لما أودع فيه من الماء. وقوله تعالى: "إلى قدر معلوم" يعني إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر, ولهذا قال تعالى: "فقدرنا فنعم القادرون * ويل يومئذ للمكذبين" ثم قال تعالى: "ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياء وأمواتاً" قال ابن عباس : كفاتاً كنا وقال مجاهد : يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم وكذا قال مجاهد وقتادة "وجعلنا فيها رواسي شامخات" يعني الجبال أرسى بها الأرض لئلا تميد وتضطرب "وأسقيناكم ماء فراتاً" أي عذباً زلالاً من السحاب أو مما أنبعه من عيون الأرض "ويل يومئذ للمكذبين" أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.
27- "وجعلنا فيها رواسي شامخات" أي جبالاً طوالاً، والرواسي الثوابت، والشامخات الطوال، وكل عال فهو شامخ "وأسقيناكم ماءً فراتاً" أي عذباً، والفرات الماء العذب يشرب منه ويسقى به. قال مقاتل: وهذا كله أعجب من البعث.
27- "وجعلنا فيها رواسي"، جبالاً "شامخات"، عاليات، "وأسقيناكم ماءً فراتاً"، عذباً.
27-" وجعلنا فيها رواسي شامخات " جبالاً ثوابت طوالاً والتنكير للتفخيم ، أو الإشعار بأن فيها ما لم يعرف ولم ير " وأسقيناكم ماءً فراتاً " بخلق الأنهار والمنابع فيها .
27. And placed therein high mountains and given you to drink sweet water therein?
27 - And made therein mountains standing firm, lofty (in stature); and provided for you water sweet (and wholesome)?