[القيامة : 25] تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ
25 - (تظن) توقن (أن يفعل بها فاقرة) داهية عظيمة تكسر فقار الظهر
وقوله : " تظن أن يفعل بها فاقرة " يقول تعالى ذكره : تعلم أنه يفعل بها داهية ، والفاقرة : الداهية .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " تظن أن يفعل بها فاقرة " قال : داهية .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " تظن أن يفعل بها فاقرة " أي شر .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " تظن أن يفعل بها فاقرة " قال : تظن أنه ستدخل النار ، قال : تلك الفاقرة ، وأصل الفاقرة : الوسم الي يفقر به على الأنف .
قوله تعالى:" تظن أن يفعل بها فاقرة" أي توقن وتعلم، والفاقرة : الداهية والأمر العظيم، يقال: فقرته الفاقرة: أي كسرت فقار ظهره. قال معناه مجاهد وغيره. وقال قتادة : الفاقرة الشر. السدي: الهلاك. ابن عباس وابن زيد: دخول النار. والمعنى متقارب. واصلها الوسم على انف البعير بحديدة او نار حتى يخلص الى العظم، قاله الأصمعي. يقال: فقرت انف البعير: اذا حززته بحديدة ثم جعلت على موضع الحز الجرير وعليه وتر ملوي، لتذلله بذلك وتروضه، ومنه قولهم: قد عمل به الفاقرة. وقال النابغة:
ابي لي قبر لا يزال مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاقرة
هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك, فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته, فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه عليه, وأن يبينه له ويفسره ويوضحه. فالحالة الأولى جمعه في صدره والثانية تلاوته والثالثة تفسيره وإيضاح معناه. ولهذا قال تعالى: "لا تحرك به لسانك لتعجل به" أي بالقرآن كما قال تعالى: "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً" ثم قال تعالى: "إن علينا جمعه" أي في صدرك "وقرآنه" أي أن تقرأه "فإذا قرأناه" أي إذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى: "فاتبع قرآنه" أي فاستمع له ثم اقرأه كما أقرأك "ثم إن علينا بيانه" أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا. قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه " قال: فقال لي ابن عباس : أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه, وقال لي سعيد : وأنا أحرك شفتي كما رأيت ابن عباس يحرك شفتيه, فأنزل الله عز وجل " لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه " قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" أي فاستمع له وأنصت "ثم إن علينا بيانه" فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه كما أقرأه. وقد رواه البخاري ومسلم من غير وجه عن موسى بن أبي عائشة به. ولفظ البخاري فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج , حدثنا أبو يحيى التيمي , حدثنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة, وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى أوله ويحرك به شفتيه, خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره " فأنزل الله تعالى: "لا تحرك به لسانك لتعجل به" وهكذا قال الشعبي والحسن البصري وقتادة ومجاهد والضحاك وغير واحد: إن هذه الاية نزلت في ذلك. وقد روى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس "لا تحرك به لسانك لتعجل به" قال: كان لا يفتر من القراءة مخافة أن ينساه فقال الله تعالى: " لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه " أن نجمعه لك "وقرآنه" أن نقرئك فلا تنسى, وقال ابن عباس وعطية العوفي "ثم إن علينا بيانه" تبيين حلاله وحرامه وكذا قال قتادة . وقوله تعالى: " كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة " أي إنما يحملهم على التكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من الوحي الحق والقرآن العظيم, أنهم إنما همتهم إلى الدار الدنيا العاجلة وهم لاهون متشاغلون عن الاخرة. ثم قال تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة" من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة "إلى ربها ناظرة" أي تراه عياناً كما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه "إنكم سترون ربكم عياناً". وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الاخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها, لحديث أبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين أنا ناساً قالوا: " يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ؟ قالوا: لا, قال: فإنكم ترون ربكم كذلك".
وفي الصحيحين عن جرير قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر! فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا" وفي الصحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما, وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما, وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" . وفي أفراد مسلم عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة ـ قال ـ يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار! قال: فيكشف الحجاب, فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم وهي الزيادة" ثم تلا هذه الاية "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" وفي أفراد مسلم عن جابر في حديثه "إن الله يتجلى للمؤمنين يضحك" يعني في عرصات القيامة ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم عز وجل في العرصات وفي روضات الجنات, وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية , حدثنا عبد الملك بن أبحر , حدثنا ثوير بن أبي فاخته عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه, ينظر إلى أزواجه وخدمه, وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرتين" ورواه الترمذي عن عبد بن حميد عن شبابة عن إسرائيل عن ثوير قال: سمعت ابن عمر فذكره, قال: ورواه عبد الملك بن أبحر عن نوير عن مجاهد عن ابن عمر , وكذلك رواه الثوري عن نوير عن مجاهد عن ابن عمر ولم يرفعه, ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن, ولكن ذكرنا ذلك مفرقاً في مواضع من هذا التفسير وبالله التوفيق.
وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام, وهداة الأنام, ومن تأول ذلك بأن المراد بإلى مفرد الالاء وهي النعم كما قال الثوري عن منصور عن مجاهد "إلى ربها ناظرة" قال: تنتظر الثواب من ربها, رواه ابن جرير من غير وجه عن مجاهد وكذا قال أبو صالح أيضاً فقد أبعد هذا القائل النجعة وأبطل فيما ذهب إليه, وأين هو من قوله تعالى: " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " قال الشافعي رحمه الله تعالى: ما حجب الكفار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل ثم قد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما دل عليه سياق الاية الكريمة وهي قوله تعالى: "إلى ربها ناظرة" قال ابن جرير : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري , حدثنا آدم , حدثنا المبارك عن الحسن "وجوه يومئذ ناضرة" قال حسنة "إلى ربها ناظرة" قال: تنظر إلى الخالق وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق.
وقوله تعالى: "ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة" هذه وجوه الفجار تكون يوم القيامة باسرة, قال قتادة : كالحة, وقال السدي : تغير ألوانها, وقال ابن زيد "باسرة" أي عابسة "تظن" أي تستيقن "أن يفعل بها فاقرة" قال مجاهد : داهية, وقال قتادة : شر, وقال السدي . تستيقن أنها هالكة, وقال ابن زيد : تظن أن ستدخل النار, وهذا المقام كقوله تعالى: "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" وكقوله تعالى: " وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * أولئك هم الكفرة الفجرة " وكقوله تعالى: " وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية " إلى قوله " وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية " في أشباه ذلك من الايات والسياقات.
25- "تظن أن يفعل بها فاقرة" الفاقرة: الداهية العظيمة، يقال فقرته الفاقرة: أي كسرت فقار ظهره. قال قتادة: الفاقرة الشر، وقال السدي: الهلاك، وقال ابن زيد: دخول النار. وأصل الفاقرة: الوشم على أنف البعير بحديدة أو نار حتى تخلص إلى العظم، كذا قال الأصمعي، ومن هذا قولهم: قد عمل به الفاقرة. قال النابغة:
أبا لي قبر لا يزال مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاقرة
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: "لا أقسم بيوم القيامة" قال: يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت: "ولا أقسم بالنفس اللوامة" قال النفس اللؤوم، قلت: " أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه " قال: لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه "اللوامة" قال: المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال: التي تلوم على الخير والشر تقول: لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال: تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً "بل يريد الإنسان ليفجر أمامه" قال: يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال: هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال: يعني الأمل يقول: اعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً "بل يريد الإنسان ليفجر أمامه" يقول: سوف أتوب "يسأل أيان يوم القيامة" قال: يقول متى يوم القيامة، قال فبين له "إذا برق البصر". وأخرج ابن جرير عنه قال "إذا برق البصر" يعني الموت. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: "لا وزر" قال: لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس فيقوله: "لا وزر" قال: لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ: لا حرز، وفي لفظ: لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: " ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر " قال: بما قدم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شر. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله: "بل الإنسان على نفسه بصيرة" قال: شهد على نفسه وحده "ولو ألقى معاذيره" قال: ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه "بل الإنسان على نفسه بصيرة" قال: سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه "ولو ألقى معاذيره" قال: ولو تجرد من ثيابه. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله " لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه " قال: يقول إن علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه "فإذا قرأناه" يقول: إذا أنزلناه عليك "فاتبع قرآنه" فاستمع له وأنصت "ثم إن علينا بيانه" أن نبينه بلسانك، وفي لفظ: علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ: استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه "فإذا قرأناه" قال: بيناه "فاتبع قرآنه" يقول: اعمل به وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله: "كلا بل تحبون العاجلة" قال: عجلت لهم الدنيا شرها وخيرها وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس "وجوه يومئذ ناضرة" قال: ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه "وجوه يومئذ ناضرة" قال: يعني حسنها "إلى ربها ناظرة" قال: نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً "إلى ربها ناظرة" قال تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " قال: ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة" وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: "قال الناس: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك". وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقل، ولم يتسمك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة "" وأخرج أحمد في المسند من حديثه بلفظ "إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرتين". وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال: "قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا، قال: هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها؟ قلنا نعم، قال: فإنكم سترون ربكم عز وجل، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول: عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: ألم تغفر لي؟ فيقول: بمغفرتي صرت إلى هذا".
25-"تظن أن يفعل بها فاقرة"، تستيقن أن يعمل بها عظيمة من العذاب، والفاقرة: الداهية العظيمة، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر. قال سعيد بن المسيب: قاصمة الظهر. قال ابن زيد: هي دخول النار. وقال الكلبي: هي أن تحجب عن رؤية الرب عز وجل.
25-" تظن " تتوقع أربابها . " أن يفعل بها فاقرة " داهية تكسر الفقار .
25. Thou wilt know that some great disaster is about to fall on them.
25 - In the thought that some back breaking calamity was about to be inflicted on them;