[المدثر : 51] فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ
51 - (فرت من قسورة) أسد أي هربت منه أشد الهرب
وقوله : " فرت من قسورة " اختلف أهل التأويل في معنى القسورة ، فقال بعضهم : هم الرماة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أبو السائب قال : ثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله : " فرت من قسورة " قال : الرماة .
حدثني ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن أبي موسى " فرت من قسورة " قال : الرماة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد " فرت من قسورة " قال : هي الرماة .
قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد مثله .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : " قسورة " قال : عصبة قناص من الرماة ، زاد الحارث في حديثه ، قال : وقال بعضهم في القسورة : هو الأسد ، وبعضهم : الرماة .
حدثنا هناد بن السري قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك عن عكرمة ، في قوله " فرت من قسورة " قال : القسورة : الرماة ، فقال رجل لـ عكرمة ، هو الأسد بلسان الحبشة ؟ فقال عكرمة : اسم الأسد بلسان الحبشة عنبسة .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، عن عكرمة ، في قوله : " فرت من قسورة " قال : الرماة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سليمان بن عبد الله السلولي ، عن ابن عباس ، قال : هي الرماة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " فرت من قسورة " وهم الرماة القناص .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله " فرت من قسورة " قال : قسورة النبل .
وقال آخرون : هم القناص .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " فرت من قسورة " يعني : رجال القنص .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير في هذه الآية " فرت من قسورة " قال : هم القناص .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن أبي بسر ، عن سعيد بن جبير ، قال : هم القناص .
وقال آخرون : هم جماعة الرجال .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن أبي حمزة ، قال : سألت ابن عباس عن القسورة ، فقال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد ، هي عصب الرجال .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هي عصب الرجال .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي يحدث ، قال : ثنا داود ، قال : ثني عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ، قال : سئل ابن عباس عن القسورة ، قال : جمع الرجال ، ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهلية :
يا بنت لؤي خيرةً لخيره أحوالها في الحي مثل القسورة
وقال آخرون : هي أصوات الرجال .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس " فرت من قسورة " قال : ركز الناس أصواتهم .
قال أبو كريب : بل هو الأسد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة " فرت من قسورة " قال : هو الأسد .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن سيلان ، أن أبا هريرة كان يقول في قول الله " فرت من قسورة " قال : الأسد .
حدثني محمد بن معمر ، قال : ثنا هشام ، عن زيد بن أسلم ، في قول الله " فرت من قسورة " قال : الأسد .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني داود بن قيس عن زيد بن أسلم ، في قول الله : " فرت من قسورة " قال : هو الأسد .
حدثني محمد بن خالد بن خداش ، قال : ثني سلم بن قتيبة ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، أنه سئل عن قوله " فرت من قسورة " قال : هو بالعربية : الأسد ، وبالفارسية : شار ، وبالنبطية : أريا ، وبالحبشية : قسورة .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : " فرت من قسورة " يقول : الأسد .
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة قال : الأسد .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " فرت من قسورة " قال : القسورة : الأسد .
قوله تعالى:" فرت " أي نفرت وهربت " من قسورة" أي من رماة يرمونها. وقال بعض اهل اللغة: ان القسورة الرامي، وجمعه القسورة. وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وابن كيسان: القسورة: هم الرماة والصيادون، ورواه عطاء عن ابن عباس وابو ظبيان عن ابي موسى الأشعري. وقيل: انه الأسد، قاله ابو هريرة وابن عباس ايضاً. ابن عرفة: من القسر بمعنى القهر أين انه يقهر السباع، والحمر الوحشية تهرب من السباع. وروى ابو جمرة عن ابن عباس قال: ما اعلم القسورة الأسد في لغة احد من العرب، ولكنها عصب الرجال، قال : فالقسورة جمع الرجال، وانشد:
يا بنت كوني خيرة لخيرة اخوالها الجن واهل القسورة
وعنه : ركز الناس أي حسهم واصواتهم. وعنه ايضاً: ((فرت من قسورة)) أي من حبال الصيادين. وعنه ايضاً: القسورة بلسان العرب: الأسد، وبلسان الحبشة : الرماة، وبلسان فارس: شير ، وبلسان النبط: اريا. وقال ابن الأعرابي : القسورة : اول الليل ، أي فرت من ظلمة الليل . وقاله عكرمة ايضاً. وقيل: هو اول سواد الليل، ولا يقال لآخر سواد الليل قسورة. وقال زيد بن اسلم: من رجال اقوياء ، وكل شديد عند العرب فهو قسورة وقسور. وقال لبيد بن ربيعة:
اذا ما هتفنا هتفة في ندينا اتانا الرجال العائدون القساور
يقول تعالى مخبراً أن "كل نفس بما كسبت رهينة" أي معتقلة بعملها يوم القيامة قاله ابن عباس وغيره "إلا أصحاب اليمين" فإنهم " في جنات يتساءلون * عن المجرمين " أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات قائلين لهم: " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين " أي ما عبدنا الله ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا "وكنا نخوض مع الخائضين" أي نتكلم فيما لا نعلم. وقال قتادة : كلما غوى غاو غوينا معه " وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين " يعني الموت كقوله تعالى: "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما هو ـ يعني عثمان بن مظعون ـ فقد جاءه اليقين من ربه" قال الله تعالى: "فما تنفعهم شفاعة الشافعين" أي من كان متصفاً بمثل هذه الصفات فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع فيه لأن الشفاعة إنما تنجع إذا كان المحل قابلاً, فأما من وافى الله كافراً يوم القيامة فإنه له النار لا محالة خالداً فيها, ثم قال تعالى: "فما لهم عن التذكرة معرضين" أي فما لهؤلاء الكفرة الذين قبلك مما تدعوهم إليه وتذكرهم به معرضين " كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة " أي كأنهم في نفارهم عن الحق وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد, قاله أبو هريرة وابن عباس في رواية عنه وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن , أو رام, وهو رواية عن ابن عباس وهو قول الجمهور. وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس : الأسد بالعربية, ويقال له بالحبشية قسورة, وبالفارسية شير, وبالنبطية أوبا.
وقوله تعالى: " بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة " أي بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتاب كما أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم, قاله مجاهد وغيره, كقوله تعالى: " وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته " وفي رواية عن قتادة : يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل, فقوله تعالى: " كلا بل لا يخافون الآخرة " أي إنما أفسدهم عدم إيمانهم بها وتكذيبهم بوقوعها.
ثم قال تعالى: "كلا إنه تذكرة" أي حقاً إن القرآن تذكرة " فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله " كقوله: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ". وقوله تعالى: "هو أهل التقوى وأهل المغفرة" أي هو أهل أن يخاف منه وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب. قاله قتادة . وقال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب , أخبرني سهيل أخو حزم , حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية "هو أهل التقوى وأهل المغفرة" وقال :قال ربكم أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً كان أهلاً أن أغفر له" ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب , و النسائي من حديث المعافى بن عمران , كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطعي به, وقال الترمذي : حسن غريب وسهيل ليس بالقوي, ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن هدبة بن خالد عن سهيل به, وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي وغيرهم من حديث سهيل القطعي به. آخر تفسير سورة المدثر, ولله الحمد والمنة.
51- "فرت من قسورة" أي من رماة يرمونها، والقسورة الرامي، وجمعه قسورة قاله سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن كيسان، وقيل هو الأسد قاله عطاء والكلبي. قال ابن عرفة: من القسر بمعنى القهر، لأنه يقهر السباع، وقيل القسورة أصوات الناس، وقيل القسورة بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة الرماة. وقال ابن الأعرابي: القسورة أول الليل: أي فرت من ظلمة الليل، وبه قال عكرمة، والأول أولى، وكل شديد عند العرب فهو قسورة، ومنه قول الشاعر:
يا بنت كوني خيرة لخيره أخوالهــا الحي وأهـل القسـورة
ومنه قول لبيد:
إذا ما هتفنا هتفة في ندينا أتانا الرجال العابدون القساور
ومن إطلاقه على الأسد قول الشاعر:
مضمر تحذره الأبطال كــأنــه القـســور الرهـال
51- "فرت من قسورة"، قال مجاهد وقتادة والضحاك: القسورة: الرماة، لا واحد لها من لفظها، وهي رواية عطاء عن ابن عباس. وقال سعيد بن جبير: هم القناص وهي رواية عطية عن ابن عباس.
وقال زيد بن أسلم هم رجال أقوياء، وكل ضخم شديد عند العرب: قسور وقسورة. وعن أبي المتوكل قال: هي لغط القوم وأصواتهم. وروى عكرمة عن ابن عباس قال: هي حبال الصيادين.
وقال أبو هريرة: هي الأسد، وهو قول عطاء والكلبي، وذلك أن الحمر الوحشية إذا عاينت الأسد هربت، كذلك هؤلاء المشركين إذا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن هربوا منه.
قال عكرمة: هي ظلمة الليل، ويقال لسواد أول الليل قسورة.
51-" فرت من قسورة " أي أسد فعولة من القسر وهو القهر .
51. Fleeing from a lion?
51 - Fleeing from a lion!