[المعارج : 37] عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ
37 - (عن اليمين وعن الشمال) منك (عزين) حال أيضا أي جماعات حلقا حلقا يقولون استهزاء بالمؤمنين لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم
وقوله " عن اليمين وعن الشمال عزين " يقول : عن يمينك يامحمد ، وعن شمالك متفرقين حلقا ومجالس ، جماعة جماعة ، معرضين عنك وعن كتاب الله .
وبنحو الذى قلنا في ذالك قال أهل اليأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعيد ، قال ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قةله " فمال الذين كفروا قبلك مهطعين " قال : قبلك ينظرون " عن اليمين وعن الشمال عزين " قال : العزين : العصب من الناس عن يمين وشمال ، معرضين عنه ، يستهزئون به .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " عن اليمين وعن الشمال عزين " قال: مجالس مجنبين .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " فمال الذين كفروا قبلك مهطعين " يقول :عامدين " عن اليمين وعن الشمال عزين " أي فرقا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يرغبون في كتاب الله ولا في نبيه.
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله " عزين " قال : العزين : الحلق المجالس .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا ابن عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " عزين " قال : حلقا ورفقاء .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " عن اليمين وعن الشمال عزين " قال : العزين المجلس الذي فيه الثلاثة والأربعة ، والمجالس الثلاثة والأربعة أولئك العزون .
" حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : أحبرنا أبو الأحوص ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة يرفعه قال : مالي أراكم عزين " والعزين : الحلق المتفرقة .
"حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا شقيق ، عن عبد الله الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حلق حلق ، فقال : مالى أراكم عزين " .
"حدثني أبوحصين ، قال : ثنا عبثر ، قال : ثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع ، عن تميم ابن طرفة الطائي ، عن جابر بن سمرة ، قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متفرقون ، فقال : مالكم عزين ".
"حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، قال :ثنا الفريابي ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة ، قال : جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس ، فقال مالي أراكم عزين حلقا ".
"حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفه ، عن جابر بن سمرة ، قال : جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس ، فقال: ما لي أراكم عزين حلقا " .
" حدثني ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة الطائي ،قال :ثنا جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق ، فقال : مالي أراكم عزين " يقول : حلقا ، يعني قوله " عن اليمين وعن الشمال عزين " .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، قال :ثنا قرة ، عن الحسن ، في قوله " عن اليمين وعن الشمال عزين " قال : عزين : متفرقين ، يأخذون يمينا وشمالا ، يقولون : ما قال هذا الرجل !
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا حامد بن مسعدة ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، مثله . وواحد العزين : عزة ، كما واحد الثبين ثبه ، وواحد الكرين كرة . ومن العزين قوال واعي الإبل :
أخليفة الرحمن إن عشيرتي أمسى سوامهم عزين فولا



"عن اليمين وعن الشمال" أي عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وشماله حلقاً وجماعات. والعزين: جماعات في تفرقة، قاله أبوعبيدة.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم "أنه خرج على أصحابه فرآهم حلقاً فقال: مالي أراكم عزين ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها - قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال-: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف خرجه "مسلم وغيره. وقال الشاعر: تـرانـا عنـده والليـل داج على أبـوابـه حلقاً عزينـاً
أي متفرقين. وقال الراعي:
أخليفـة الـرحمن إن عشيرتي أمسـى سراتهـم إليـك عزينـا
أي متفرقين. وقال آخر:
كـأن الجماجـم من وقعها خناطيـل يهوين شتى عـزينـا
أي متفرقين. وقال آخر:
فلمـا أن أتيـن على أضاخ ضرحـن حصـاه أشتاتاً عزينا
وقال الكميت:
ونحن وجنـدل باغ تركنـا كتائـب جندل شتـى عزينـا
وقال عنترة:
وقرن قد تركت لذي ولـي عليه الطير كالعصب العـزيـن
وواحد عزين عزة، جمع بالواو والنون ليكون ذلك عوضاً مما حذف منها. وأصلها عزهة، فاعتلت كما اعتلت سنة فيمن جعل أصلها سنهة. وقيل: أصلها عزوة، من عزاه يعزوه إذا أضافه إلى غيره. فكل واحد من الجماعات مضافة إلى الأخرى، والمحذوف منها الواو. وفي الصحاح: والعزة الفرقة من الناس، والهاء عوض من الياء، والجمع عزى - على فعل - وعزون وعزون أيضاً بالضم، ولم يقولوا عزات كما قالوا ثبات. قال الأصمعي: يقال في الدار عزون، أي أصناف من الناس. و"عن اليمين وعن الشمال" متعلق بـ"مهطعين" ويجوز أن يتعلق بـ "عزين" على حد قولك: أخذته عن زيد.
يقول تعالى منكراً على الكفار الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهم مشاهدون له ولما أرسله الله به من الهدى وما أيده الله به من المعجزات الباهرات, ثم هم مع هذاكله فارون منه متفرقون عنه, شاردون يميناً وشمالاً فرقاً فرقاً, وشيعاً شيعاً, كما قال تعالى: "فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة" الاية. وهذه مثلها فإنه قال تعالى: " فمال الذين كفروا قبلك مهطعين " أي فما لهؤلاء الكفار الذين عندك يا محمد مهطعين أي مسرعين نافرين منك, كما قال الحسن البصري : مهطعين أي منطلقين "عن اليمين وعن الشمال عزين" واحدها عزة أي متفرقين, وهو حال من مهطعين أي في حال تفرقهم واختلافهم كما قال الإمام أحمد في أهل الأهواء فهم مخالفون للكتاب مختلفون في الكتاب متفقون على مخالفة الكتاب وقال العوفي عن ابن عباس " فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ", قال قبلك ينظرون "عن اليمين وعن الشمال عزين" قال: العزين العصب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به, وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا أبو عامر , حدثنا قرة عن الحسن في قوله: "عن اليمين وعن الشمال عزين" أي متفرقين يأخذون يميناً وشمالاً يقولون: ما قال هذا الرجل ؟
وقال قتادة "مهطعين" عامدين "عن اليمين وعن الشمال عزين" أي فرقاً حول النبي صلى الله عليه وسلم لا يرغبون في كتاب الله ولا في نبيه صلى الله عليه وسلم وقال الثوري وشعبة وعبثر بن القاسم وعيسى بن يونس ومحمد بن فضيل ووكيع ويحيى القطان وأبو معاوية , كلهم عن الأعمش , عن المسيب بن رافع , عن تميم بن طرفة , عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق فقال: "ما لي أراكم عزين ؟" رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير من حديث الأعمش به, وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار , حدثنا مؤمل , حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير , عن أبي سلمة , عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حلق فقال: "ما لي أراكم عزين ؟" وهذا إسناده جيد ولم أره في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه.
وقوله تعالى: " أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم * كلا " أي: أيطمع هؤلاء والحالة هذه من فرارهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفارهم عن الحق أن يدخلوا جنات النعيم ؟ كلا بل مأواهم جهنم. ثم قال تعالى مقرراً لوقوع المعاد والعذاب بهم الذي أنكروا كونه واستبعدوا وجوده مستدلاً عليهم بالبداءة التي الإعادة أهون منها, وهم معترفون بها, فقال تعالى: "إنا خلقناهم مما يعلمون" أي من المني الضعيف, كما قال تعالى: "ألم نخلقكم من ماء مهين" وقال: " فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب * إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر * فما له من قوة ولا ناصر " ثم قال تعالى: "فلا أقسم برب المشارق والمغارب" أي الذي خلق السموات والأرض وجعل مشرقاً ومغرباً وسخر الكواكب تبدو من مشارقها وتغيب في مغاربها. وتقدير الكلام ليس الأمر كما تزعمون أن لا معاد ولا حساب ولا بعث ولا نشور, بل كل ذلك واقع وكائن لا محالة, ولهذا أتى بلا في ابتداء القسم ليدل على أن المقسم عليه نفي, وهو مضمون الكلام وهو الرد على زعمهم الفاسد في نفي يوم القيامة. وقد شاهدوا من عظيم قدرة الله تعالى ما هو أبلغ من إقامة القيامة, وهو خلق السموات والأرض وتسخير ما فيهما من المخلوقات من الحيوانات والجمادات وسائر صنوف الموجودات, ولهذا قال تعالى: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
وقال تعالى: " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير " وقال تعالى في الاية الأخرى: " أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم * إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " وقال ههنا: " فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون * على أن نبدل خيرا منهم " أي يوم القيامة نعيدهم بأبدان خير من هذه فإن قدرته صالحة لذلك "وما نحن بمسبوقين" أي بعاجزين كما قال تعالى: " أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه " وقال تعالى: " نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون " واختار ابن جرير "على أن نبدل خيراً منهم" أي: أمة تطيعنا ولا تعصينا وجعلها كقوله: "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" والمعنى الأول أظهر لدلالة الايات الأخر عليه والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم قال تعالى: "فذرهم" أي يا محمد "يخوضوا ويلعبوا" أي دعهم في تكذيبهم وكفرهم وعنادهم "حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون" أي فسيعلمون غب ذلك ويذوقون وباله "يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون" أي: يقومون من القبور إذا دعاهم الرب تبارك وتعالى لموقف الحساب ينهضون سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون, قال ابن عباس ومجاهد والضحاك : إلى علم يسعون, وقال أبو العالية ويحيى بن أبي كثير إلى غاية يسعون إليها, وقد قرأ الجمهور إلى نصب بفتح النون وإسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المنصوب, وقرأ الحسن البصري نصب بضم النون والصاد وهو الصنم أي كأنهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب إذا عاينوه, يوفضون يبتدرون أيهم يستلمه أول. وهذا مروي عن مجاهد ويحيى بن أبي كثير ومسلم البطين وقتادة والضحاك والربيع بن أنس وأبي صالح وعاصم بن بهدلة وابن زيد وغيرهم, وقوله تعالى: "خاشعة أبصارهم" أي خاضعة "ترهقهم ذلة" أي في مقابلة ما استكبروا في الدنيا عن الطاعة "ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون". آخر تفسير سورة سأل سائل, ولله الحمد والمنة.
37- "عن اليمين وعن الشمال عزين" أي عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله جماعات متفرقة، وعزين مع عزة، وهي العصبة من الناس، ومنه قول الشاعر:
ترانــا عنــده والليــل داج على أبوابـه حلقــاً عزينــا
قال الراعي:
أخليفة الرحمن إن عشيرتي أمسى سراتهم إليك عزينا
قال عنترة:
وقرن قد تركت لدي ولي عليه الطير كالعصب العزينا
وقيل أصلها عزوة من العزو، كأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى. قال في الصحاح: والعزة الفرقة من الناس، والهاء عوض من الباء، والجمع عزي وعزون، وقوله: "عن اليمين وعن الشمال" متعلق بعزين، أو بمهطعين.
37- "عن اليمين وعن الشمال عزين"، حلقاً وفرقاً، و العزين: جماعات في تفرقة، واحدتها عزة.
37-" عن اليمين وعن الشمال عزين " فرقاً شتى عزة وأصلها عزوة من العزو وكأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى وكان المشركون يحتفون حول رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم حلقاً ويستهزئون بكلامه .
37. On the right and on the left, in groups?
37 - From the right and from the left, in crowds?