[الأعراف : 118] فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
118 - (فوقع الحق) ثبت وظهر (وبطل ما كانوا يعملون) من السحر
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فظهر الحق وتبين لمن شهده وحضره في أمر موسى، وأنه لله رسول الله يدعو إلى الحق، " وبطل ما كانوا يعملون "، من إفك السحر وكذبه ومخايله.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " فوقع الحق "، قال: ظهر.
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا إسمعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن مجاهد في قوله: " فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون "، قال: ظهر الحق، وذهب الإفك الذي كانوا يعملون.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله: " فوقع الحق "، قال: ظهر الحق.
حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : " فوقع الحق "، ظهر موسى.
قوله تعالى: "فوقع الحق" قال مجاهد: فظهر الحق.
يخبر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله موسى عليه السلام في ذلك الموقف العظيم الذي فرق الله تعالى فيه بين الحق والباطل يأمره بأن يلقي ما في يمينه وهي عصاه "فإذا هي تلقف" أي تأكل "ما يأفكون" أي ما يلقونه ويوهمون أنه حق وهو باطل قال ابن عباس فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خشبهم إلا التقمته فعرفت السحرة أن هذا شيء من السماء ليس هذا بسحر فخروا سجداً وقالوا " آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون ".
وقال محمد بن إسحاق جعلت تتبع تلك الحبال والعصي واحدة واحدة حتى ما يرى بالوادي قليل ولا كثير مما ألقوا ثم أخذها موسى فإذا هي عصا في يده كما كانت ووقع السحرة سجداً قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون لو كان هذا ساحراً ما غلبنا وقال القاسم بن أبي بزة أوحى الله إليه أن ألق عصاك فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فاغر فاه يبتلع حبالهم وعصيهم فألقي السحرة عند ذلك سجداً فما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهما .
118- "فوقع الحق" أي ظهر وتبين لما جاء به موسى "وبطل ما كانوا يعملون" من سحرهم: أي تبين بطلانه.
118 - " فوقع الحق " ، قال الحسن ومجاهد : ظهر الحق ، " وبطل ما كانوا يعملون " من السحر ، وذلك أن السحرة قالوا : لو كان ما يصنع موسى سحراً لبقيت حبالنا وعصينا فلما فقدت علموا أن ذلك من أمر الله .
118. " فوقع الحق " فثبت لظهور أمره . " وبطل ما كانوا يعملون " من السحر والمعارضة .
118. Thus was the Truth vindicated and that which they were doing was made vain.
118 - Thus truth was confirmed and all that they did was made of no effect.