[الأعراف : 110] يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
110 - (يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون)
" يريد أن يخرجكم من أرضكم "، أرض مصر، معشر القبط السحرة. وقال فرعون للملأ: " فماذا تأمرون "، يقول: فأي شئ تأمرون أن نفعل في أمره؟ بأي شئ تشيرون فيه؟
وقيل: " فماذا تأمرون "، والخبر بذلك عن فرعون، ولم يذكر فرعون، وقلما يجيء مثل ذلك في الكلام، وذلك نظير قوله: " قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين * ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " [يوسف: 51 - 52]. فقيل: " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " [يوسف: 52]، من قول يوسف، ولك يذكر يوسف، ومن ذلك أن يقول: ((قلت لزيد قم، فإني قائم))، وهو يريد: ((فقال زيد إني قائم)).
"من أرضكم" أي من ملككم معاشر القبط، بتقديمه بني إسرائيل عليكم. "فماذا تأمرون" أي قال لفرعون: فماذا تأمرون. وقيل: هو من قول الملأ، أي قالوا لفرعون وحده: فماذا تأمرون. كما يخاطب الجبارون والرؤساء: ما ترون في كذا. ويجوز أن يكون قالوا له ولأصحابه. وما في موضع رفع، على أن ذا بمعنى الذي. وفي موضع نصب، على أن ما و ذا شيء واحد.
أي قال الملأ وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون موافقين لقول فرعون فيه بعدما رجع إليه روعه واستقر على سرير مملكته بعد ذلك قال للملأ حوله "إن هذا لساحر عليم" فوافقوا وقالوا كمقالته وتشاوروا في أمره كيف يصنعون في أمره وكيف تكون حيلتهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته وظهور كذبه وافترائه وتخوفوا أن يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون فيكون ذلك سبباً لظهوره عليهم وإخراجه إياهم من أرضهم والذي خافوا منه وقعوا فيه كما قال تعالى: "ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" فلما تشاوروا في شأنه وائتمروا بما فيه اتفق رأيهم على ما حكاه الله تعالى عنهم في قوله تعالى.
وجملة 110- "يريد أن يخرجكم من أرضكم" وصف لساحر، والأرض المنسوبة إليهم هي أرض مصر: وهذا من كلام الملأ، وأم "فماذا تأمرون" فقيل: هو من كلام فرعون، قال: للملأ لما قالوا بما تقدم: أي بأي شيء تأمرونني، وقيل: هو من كلام الملأ: أي قالوا لفرعون فبأي شيء تأمرنا وخاطبوه بما تخاطب به الجماعة تعظيماً له كما يخاطب الرؤساء أتباعهم، وما في موضع نصب بالفعل الذي بعدها، ويجوز أنتكون ذا بمعنى الذي كما ذكره النحاة في ماذا صنعت.
110 - " يريد أن يخرجكم " ، يا معشر القبط ، " من أرضكم " ، مصر ، " فماذا تأمرون " ، أي : تشيرون إليه ، هذا يقوله فرعون وإن لم يذكره ، وقيل : هذا من قول الملأ لفرعون وخاصته .
110. " يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون " تشيرون في أن نفعل.
110. Who would expel you from your land. Now what do ye advise?
110 - His plan is to get you out of your land: then what is it ye counsel?