[الحاقة : 46] ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ
46 - (ثم لقطعنا منه الوتين) نياط القلب وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله " الوتين " قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني سليمان بن عبد الجبار ، قال : ثنا محمد بن الصلت ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس " لقطعنا منه الوتين " قال : نياط القلب .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس بمثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، بمثله .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس " الوتين " : نياط القلب .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ،عن سعيد بن جبير بنحوه .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، قال : ثنا سفيان ، عن سعيد بن جبير بمثله .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " ثم لقطعنا منه الوتين " يقول : عرق القلب .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " ثم لقطعنا منه الوتين " يعني : عرقاً في القلب ، ويقال : هو حبل في القلب .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " الوتين " قال : حبل القلب الذي في الظهر .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله " ثم لقطعنا منه الوتين " قال : حبل القلب .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " لقطعنا منه الوتين " وتين القلب : وهر عرق يكون في القلب ، فإذا قطع مات الإنسان .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " ثم لقطعنا منه الوتين " قال : الوتين : نياط القلب الذي القلب متعلق به ، وإياه عنى الشماخ بن ضرار التغلبي بقوله :
‌ إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين ‌
قوله تعالى: "وإنه لتذكرة للمتقين". قوله تعالى:"وإنه" يعني القرآن "لتذكرة للمتقين" أي للخائفين الذين يخشون الله. ونظيره: "فيه هدى للمتقين" البقرة:2 على ما بيناه أول سورة البقرة. وقيل: المراد محمد صلى الله عليه وسلم، أي هو تذكرة ورحمة ونجاة.
يقول تعالى: "ولو تقول علينا" أي محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفترياً علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها, أو قال شيئاً من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة, ولهذا قال تعالى: "لأخذنا منه باليمين" قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش, وقيل لأخذنا منه بيمينه "ثم لقطعنا منه الوتين" قال ابن عباس : وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه, وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحكم وقتادة والضحاك, ومسلم البطين وأبو صخر حميد بن زياد , وقال محمد بن كعب هو القلب ومراقه وما يليه. وقوله تعالى: "فما منكم من أحد عنه حاجزين" أي فما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئاً من ذلك. والمعنى في هذا بل هو صادق بار راشد لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
ثم قال تعالى: "وإنه لتذكرة للمتقين" يعني القرآن كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" ثم قال تعالى: "وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" أي مع هذا البيان والوضوح سيوجد منكم من يكذب بالقرآن. ثم قال تعالى: "وإنه لحسرة على الكافرين" قال ابن جرير : وإن التكذيب لحسرة على الكافرين يوم القيامة. وحكاه عن قتادة بمثله, وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك "وإنه لحسرة على الكافرين" يقول لندامة , ويحتمل عود الضمير على القرآن, أي وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين كما قال تعالى: " كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به " وقال تعالى: "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" ولهذا قال ههنا "وإنه لحق اليقين" أي الخبر الصادق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب, ثم قال تعالى: "فسبح باسم ربك العظيم" أي الذي أنزل هذا القرآن العظيم. آخر تفسير سورة الحاقة ولله الحمد والمنة)
46- "ثم لقطعنا منه الوتين" الوتين عرق يجري في الظهر حتى يصل بالقلب، وهو تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله المملوك بمن يغضبون عليه. قال الواحدي: والمفسرون يقولون إنه نياط القلب انتهى، ومن هذا قول الشاعر:
إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين
46- "ثم لقطعنا منه الوتين"، قال ابن عباس: أي نياط القلب، وهو قول أكثر المفسرين. وقال مجاهد: الحبل الذي في الظهر. وقيل هو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب، فإذا انقطع مات صاحبه.
46-" ثم لقطعنا منه الوتين " أي نياط بضرب عنقه ، هو تصوير لأهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه ، وهو أن يأخذ المقتول بيمينه ويكفحه بالسيف ويضرب به جيده ، وقيل اليمين بمعنى القوة .
46. And then severed his life artery,
46 - And We should certainly then cut off the artery of his heart: