[الحاقة : 20] إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ
20 - (إني ظننت) تيقنت (أني ملاق حسابيه)
وقوله " إني ظننت أني ملاق حسابيه " يقول : إني علمت أني ملاق حسابيه إذا وردت يوم القيامة على ربي .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله " إني ظننت " قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " إني ظننت أني ملاق حسابيه " يقول : أيقنت .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " إني ظننت أني ملاق حسابيه " ظن ظناً يقيناً ، فنفعه الله بظنه .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " إني ظننت أني ملاق حسابيه " قال : إن الظن من المؤمن يقين ، وإن عسى من الله واجب " فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين " [ التوبة : 18 ] ، " فعسى أن يكون من المفلحين " [ القصص : 67 ] .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " إني ظننت أني ملاق حسابيه " قال : ما كان من ظن الآخرة فهو علم .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن مجاهد ، قال : كل ظن في القرآن " إني ظننت " يقول : أي علمت .
"إني ظننت" أي أيقنت وعلمت، عن ابن عباس وغيره. وقيل: أي إني ظننت أن يؤاخذني الله بسيئاتي عذبني فقد تفضل علي بعفوه ولم يؤاخذني بها. قال الضحاك: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين. ومن الكافر فهو شك. وقال مجاهد: ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك. وقال الحسن في هذه الآية : إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وإن المنافق أساء الظن بربه فأساء العمل. "أني ملاق حسابيه" أي في الآخرة ولم أنكر البعث، يعني أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب، لأنه تيقن أن الله يحاسبه فعمل للآخرة.
يخبر تعالى عن سعادة من يؤتى كتابه يوم القيامة بيمينه وفرحه بذلك, وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه " هاؤم اقرؤوا كتابيه " أي خذوا اقرءا كتابيه لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة, لأنه ممن بدل الله سيئاته حسنات. قال عبد الرحمن بن زيد : معنى " هاؤم اقرؤوا كتابيه " أي هااقرءوا كتابيه وؤم زائدة كذا قال, والظاهر أنها بمعنى هاكم.
وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا بشر بن مطر الواسطي , حدثنا يزيد بن هارون , أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: المؤمن يعطى كتابه بيمينه في ستر من الله فيقرأ سيئاته, فكلما قرأ سيئة تغير لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع إليه لونه, ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات, قال: فعند ذلك يقول: هاؤم اقرءوا كتابيه. وحدثنا أبي , حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة , حدثنا روح بن عبادة , حدثنا موسى بن عبيدة , أخبرني عبد الله بن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال: إن الله يوقف عبده يوم القيامة فيبدي أي يظهر سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له أنت عملت هذا, فيقول نعم أي رب, فيقول له إني لم أفضحك به وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك هاؤم اقرءوا كتابيه "إني ظننت أني ملاق حسابيه" حين نجا من فضيحته يوم القيامة.
وقد تقدم في الصحيح حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله تعالى إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم, ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه, وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين" وقوله تعالى: "إني ظننت أني ملاق حسابيه" أي قد كنت موقناً في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة كما قال تعالى: " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " قال الله تعالى: "فهو في عيشة راضية" أي مرضية "في جنة عالية" أي رفيعة قصورها, حسان حورها, نعيمة دورها, دائم حبورها.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني , حدثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام الأسود قال: سمعت أبا أمامة قال: " سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : نعم إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى فيحيونهم ويسلمون عليهم, ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين تقصر بهم أعمالهم". وقد ثبت في الصحيح "إن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". وقوله تعالى: "قطوفها دانية" قال البراء بن عازب : أي قريبة يتناولها أحدهم وهو نائم على سريره, وكذا قال غير واحد.
قال الطبراني عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عطاء بن يسار عن سلمان الفارسي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية" وكذا رواه الضياء في صفة الجنة من طريق سعدان بن سعيد عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي , عن سلمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعطى المؤمن جوازاً على الصراط: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية" وقوله تعالى: "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية" أي يقال لهم ذلك تفضلاً عليهم وامتناناً وإنعاماً وإحساناً, وإلا فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اعملوا وسددوا وقاربوا واعلموا أن أحداً منكم لن يدخله عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل".
20- "إني ظننت أني ملاق حسابيه" أي علمت وأيقنت في الدنيا أني أحاسب في الآخرة، وقيل المعنى: إني ظننت أن يأخذني الله بسيئاتي فقد تفضل علي بعفوه ولم يؤاخذني. قال الضحاك: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك. قال مجاهد: ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك. قال الحسن في هذه الآية: إن المؤمن أحسن الظن بربه، فأحسن العمل للآخرة، وإن الكافر أساء الظن بريه فأساء العمل. قيل والتعبير بالظن هنا للإشعار بأنه لا يقدح في الاعتقاد ما يهجس في النفس من الخطرات التي لا تنفك عنها العلوم النظرية غالباً.
20- "إني ظننت"، علمت وأيقنت، "أني ملاق حسابيه"، أي: إني أحاسب في الآخرة.
20-" إني ظننت أني ملاق حسابيه " أي علمت ،ولعله عبر عنه بالظن إشعاراً بأنه لا يقدح في الاعتقاد ما يهجس في النفس من الخطرات التي لا تنفك عنها العلوم النظرية غالباً .
20. Surely I knew that I should have to meet my reckoning.
20 - I did really understand that my Account would (One Day) reach me!