[القلم : 38] إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
38 - (إن لكم فيه لما تخيرون)
وقوله " إن لكم فيه لما تخيرون " يقول جل ثناؤه : إن لكم في ذلك الذي تخيرون من الأمور لأنفسكم ، وهذا أمر من الله ، توبيخ لهؤلاء وتقريع لهم فيما كانوا يقولون من الباطل ، ويتمنون من الأماني الكاذبة .
"إن لكم فيه لما تخيرون" تختارون وتشتهون. والمعنى: أن لكم بالفتح ولكنه كسر لدخول اللام، تقول علمت أنك عاقل بالفتح، وعلمت إنك لعاقل بالكسر. فالعامل في "إن لكم فيه لما تخيرون" "تدرسون" في المعنى. ومنعت اللام من فتح إن وقيل: تم الكلام عند قوله: تدرسون ثم ابتدأ فقال "إن لكم فيه لما تخيرون" أي إن لكم في هذا الكتاب إذاً ما تخيرون، أي ليس لكم ذلك. والكناية في فيه الأولى والثانية راجعة إلى الكتاب. ثم زاد في التوبيخ.
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله عز وجل, وخالفوا أمره بين أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الاخرة جنات النعيم التي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها ثم قال تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين" أي أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء ولهذا قال: "ما لكم كيف تحكمون" أي كيف تظنون ذلك ؟
ثم قال تعالى: "أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون" يقول تعالى: أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف متضمن حكماً مؤكداً كما تدعونه ؟ "إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة ؟ إن لكم لما تحكمون" أي أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ؟ "إن لكم لما تحكمون" أي أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون "سلهم أيهم بذلك زعيم" أي قل لهم من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟ قال ابن عباس : يقول أيهم بذلك كفيل "أم لهم شركاء" أي من الأصنام والأنداد "فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين".
38- "إن لكم فيه لما تخيرون" فلما دخلت اللام كسرت الهمزة كقوله: علمت إنك لعاقل بالكسر، أو على الحكاية للمدروس، كما في قوله: " وتركنا عليه في الآخرين * سلام على نوح في العالمين " وقيل قد تم الكلام عند قوله: "تدرسون" ثم ابتدأ فقال: "إن لكم فيه لما تخيرون" أي ليس لكم ذلك، وقرأ طلحة بن مصرف والضحاك أن لكم بفتح الهمزة على أن العامل فيه تدرسون مع زيادة لام التأكيد ومعنى "تخيرون" تختارون وتشتهون.
38- "إن لكم فيه"، في ذلك الكتاب، "لما تخيرون"، تختارون وتشتهون.
38-" إن لكم فيه لما تخيرون " إن لكم ما تختارونه وتشتهونه ، وأصله أن لكم بالفتح لأنه المدروس فلما جيء باللام كسرت ، ويجوز أن يكون حكاية للمدروس أو استئنافاً وتخير الشيء واختاره أخذ خيره .
38. That ye shall indeed have all that ye choose?
38 - That ye shall have, through it whatever ye choose?