[القلم : 36] مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
36 - (ما لكم كيف تحكمون) هذا الحكم الفاسد
وقوله " ما لكم كيف تحكمون " أتجعلون المطيع لله من عبيده ، والعاصي له منهم في كرامته سواء ، يقول جل ثناؤه : لا تسووا بينهما فإنهما لا يستويان عند الله ، بل المطيع له الكرامة الدائمة ، والعاصي له الهوان الباقي .
ثم وبخهم فقال: "ما لكم كيف تحكمون" هذا الحكم الأعوج، كان أمر الجزاء مفوض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم أن لكم من الخير ما للمسلمين.
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله عز وجل, وخالفوا أمره بين أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الاخرة جنات النعيم التي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها ثم قال تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين" أي أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء ولهذا قال: "ما لكم كيف تحكمون" أي كيف تظنون ذلك ؟
ثم قال تعالى: "أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون" يقول تعالى: أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف متضمن حكماً مؤكداً كما تدعونه ؟ "إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة ؟ إن لكم لما تحكمون" أي أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ؟ "إن لكم لما تحكمون" أي أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون "سلهم أيهم بذلك زعيم" أي قل لهم من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟ قال ابن عباس : يقول أيهم بذلك كفيل "أم لهم شركاء" أي من الأصنام والأنداد "فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين".
ثم وبخهم الله. فقال: 36- "ما لكم كيف تحكمون" هذا الحكم الأعوج كأن أمر الجزاء مفوض إليكم تحكمون فيها بما شئتم.
36- "ما لكم كيف تحكمون".
36-" ما لكم كيف تحكمون " التفات فيه تعجب من حكمهم واستبعاد له ، وإشعار بأنه صادر من اختلال فكر واعوجاج رأي .
36. What aileth you? How foolishly ye judge!
36 - What is the matter with you? How judge ye?