[الملك : 17] أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
17 - (أم أمنتم من في السماء أن يرسل) بدل من من (عليكم حاصبا) ريحا ترميكم بالحصباء (فستعلمون) عند معاينة العذاب (كيف نذير) إنذاري بالعذاب أنه حق
" أم أمنتم من في السماء " وهو الله " أن يرسل عليكم حاصبا " وهو التراب فيه الحصباء الصغار " فستعلمون كيف نذير " يقول : فستعلمون أيها الكفرة كيف عاقبة نذيري لكم ، إذ كذبتم به ، ورددتموه على رسولي .
قوله تعالى: " أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا" أي حجارة من النساء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل. وقيل: ريح فيها حجارة وحصباء. وقيل: سحاب فيه حجارة. "فستعلمون كيف نذير" أي إنذاري. وقيل: النذير بمعنى المنذر. يعني محمداً صلى الله عليه وسلم فستعلمون صدقه وعاقبة تكذيبهم.
وهذه أيضاً من لطفه ورحمته بخلقه أنه قادر على تعذيبهم بسبب كفر بعضهم به وعبادتهم معه غيره, وهو مع هذا يحلم ويصفح ويؤجل ولا يعجل كما قال تعالى: "ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً" وقال ههنا "أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور" أي تذهب وتجيء وتضطرب "أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً" أي ريحاً فيها حصباء تدمغكم كما قال تعالى: "أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً ثم لا تجدوا لكم وكيلاً" وهكذا توعدهم ههنا بقوله "فستعلمون كيف نذير" أي كيف يكون إنذاري وعاقبة من تخلف عنه وكذب به.
ثم قال تعالى: "ولقد كذب الذين من قبلهم" أي من الأمم السالفة والقرون الخالية "فكيف كان نكير" أي فكيف كان إنكاري عليهم ومعاقبتي لهم, أي عظيماً شديداً أليماً. ثم قال تعالى: " أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن " أي تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع وتنشر جناحاً "ما يمسكهن" أي في الجو "إلا الرحمن" أي بما سخر لهن من الهواء من رحمته ولطفه "إنه بكل شيء بصير" أي بما يصلح كل شيء من مخلوقاته, وهذه كقوله تعالى " ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".
ثم كرر سبحانه التهديد لهم بوجه آخر فقال: 17- "أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً" أي حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل، وقيل سحاب فيها حجارة، وقيل ريح فيها حجارة "فستعلمون كيف نذير" أي إنذاري إذا عانيتم العذاب ولا ينفعكم هذا العلم، وقيل النذير هنا محمد صلى الله عليه وسلم، قاله عطاء والضحاك. والمعنى: ستعلمون رسولي وصدقه، والأول أولى. والكلام " أن يرسل عليكم حاصباً" كالكلام في "أن يخسف بكم الأرض" فهو إما بدل اشتمال، أو بتقدير من.
17- "أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً"، ريحاً ذات حجارة كما فعل بقوم لوط. "فستعلمون"، في الآخرة وعند الموت، "كيف نذير"، أي إنذاري إذا عاينتم العذاب.
17-" أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً " أن يمطر عليكم حصباء . " فستعلمون كيف نذير " كيف إنذاري إذا شاهدتم المنذر به ولكن لا ينفعكم العلم حينئذ .
17. Or have ye taken security from Him Who is in the heaven that He will not let loose on you a hurricane? But ye shall know the manner of My warning.
17 - Or do ye feel secure that He Who is in Heaven will not send against you a violent tornado (with showers of stones), so that ye shall know how (terrible) was My warning?