[الطلاق : 9] فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا
9 - (فذاقت وبال أمرها) عقوبته (وكان عاقبة أمرها خسرا) خسارا وهلاكا
وقوله : " فذاقت وبال أمرها " يقول : فذاقت هذه القرية التي عتت عن أمر ربها ورسله ، عاقبة ما عملت وأتت من معاصي الله والكفر به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله " فذاقت وبال أمرها " قال : عقوبة أمرها .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " فذاقت وبال أمرها " قال : ذاقت عاقبة ما عملت من الشر ، الوبال : العاقبة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " فذاقت وبال أمرها " يقول : عاقبة أمرها .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " فذاقت وبال أمرها " قال : جزاء أمرها .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثنا عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " فذاقت وبال أمرها " يعني بوبال أمرها : جزاء أمرها الذي قد حل .
وقوله : " وكان عاقبة أمرها خسرا " يقول تعالى ذكره : وكان الذي أعقب أمرهم ، وذلك كفرهم بالله وعصيانهم إياه خسراً ، يعني غبناً ، لأنهم باعوا نعيم الآخرة بخسيس من الدنيا قليل ، وآثروا اتباع أهوائهم على اتباع أمر الله .
" فذاقت وبال أمرها " أي عاقبة كفرها " وكان عاقبة أمرها خسرا " أي هلاكاً في الدنيا بما ذكرنا، والآخرة بجهنم. وجئ بلفظ الماضي كقوله تعالى: " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار " الأعراف:44 ونحو ذلك، لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملقى في الحقيقة، وما هو كائن فكأن قد.
يقول تعالى متوعداً لمن خالف أمره وكذب رسله وسلك غير ما شرعه, ومخبراً عما حل بالأمم السالفة بسبب ذلك, فقال تعالى: "وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله" أي تمردت وطغت واستكبرت عن اتباع أمر الله ومتابعة رسله "فحاسبناها حسابا شديداً وعذبناها عذاباً نكراً" أي منكراً فظيعاً "فذاقت وبال أمرها" أي غب مخالفتها وندموا حيث لا ينفعهم الندم "وكان عاقبة أمرها خسراً * أعد الله لهم عذابا شديداً" أي في الدار الاخرة مع ما عجل لهم من العذاب في الدنيا, ثم قال تعالى بعد ما قص من خبر هؤلاء "فاتقوا الله يا أولي الألباب" أي الأفهام المستقيمة لا تكونوا مثلهم فيصيبكم ما أصابهم يا أولي الألباب "الذين آمنوا" أي صدقوا بالله ورسله "قد أنزل الله إليكم ذكراً" أي القرآن كقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
وقوله تعالى: "رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات" قال بعضهم: رسولاً منصوب على أنه بدل اشتمال وملابسة لأن الرسول هو الذي بلغ الذكر. قال ابن جرير: الصواب أن الرسول ترجمة عن الذكر يعني تفسيراً له, ولهذا قال تعالى: "رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات" أي في حال كونها بينة واضحة جلية "ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور" كقوله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" وقال تعالى: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" أي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم, وقد سمى الله تعالى الوحي الذي أنزله نوراً لما يحصل به من الهدى كما سماه روحاً لما يحصل به من حياة القلوب فقال تعالى: "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم" وقوله تعالى: "ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً قد أحسن الله له رزقاً" قد تقدم تفسير مثل هذا غير مرة بما أغنى عن إعادته ههنا, ولله الحمد والمنة.
9- "فذاقت وبال أمرها" أي عاقبة كفرها "وكان عاقبة أمرها خسراً" أي هلاكاً في الدنيا وعذاباً في الآخرة.
9- "فذاقت وبال أمرها"، جزاء أمرها، وقيل: ثقل عاقبة كفرها، "وكان عاقبة أمرها خسراً"، خسراناً في الدنيا والآخرة.
9-" فذاقت وبال أمرها " عقوبة كفرها ومعاصيها . " وكان عاقبة أمرها خسراً " لا ربح فيه أصلاً .
9. So that it tasted the ill effects of its conduct, and the consequence of its conduct was loss.
9 - Then did they taste the evil result of their conduct, and the End of their conduct was Perdition.