[التغابن : 10] وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
10 - (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) القرآن (أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير) هي
يقول تعالى ذكره : والذين جحدوا وحدانية الله ، وكذبوا بأدلته وحججه وآي كتابه الذي أنزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم " أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " يقول : ماكثين فيها أبداً لا يموتون ، ولا يخرجون منها " وبئس المصير " يقول : وبئس الشيء الذي يصار إليه جهنم .
قوله تعالى: " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير ".
قوله تعالى: " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا " يعنى القرآن " أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير " لما ذكر ما للمؤمنين ذكر ما للكافرين، كما تقدم في غير موضع.
يقول تعالى مخبراً عن الكفار والمشركين والملحدين أنهم يزعمون أنهم لا يبعثون "قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم" أي لتخبرن بجميع أعمالكم جليلها وحقيرها, صغيرها وكبيرها "وذلك على الله يسير" أي بعثكم ومجازاتكم, وهذه هي الاية الثالثة التي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه عز وجل على وقوع المعاد ووجوده, فالأولى في سورة يونس "ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين" والثانية في سورة سبأ "وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم" الاية. والثالثة هي هذه "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير".
ثم قال تعالى: "فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا" يعني القرآن "والله بما تعملون خبير" أي فلا تخفى عليه من أعمالكم خافية. وقوله تعالى: "يوم يجمعكم ليوم الجمع" وهو يوم القيامة, سمي بذلك لأنه يجمع فيه الأولون والاخرون في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر كما قال تعالى: "ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود" وقال تعالى: " قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ".
وقوله تعالى: "ذلك يوم التغابن" قال ابن عباس: هو اسم من أسماء يوم القيامة, وذلك أن أهل الجنة يغبنون أهل النار, وكذا قال قتادة ومجاهد, وقال مقاتل بن حيان: لا غبن أعظم من أن يدخل هؤلاء إلى الجنة ويذهب بأولئك إلى النار. قلت: وقد فسر ذلك بقوله تعالى: "ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير" وقد تقدم تفسير مثل هذه غير مرة.
10- "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير" المراد بالآيات إما التنزيلية أو ما هو أعم منها، ذكر سبحانه حال السعداء وحال الأشقياء هاهنا لبيان ما تقدم من التغابن، وأنه سيكون بسبب التفكير وإدخال الجنة للطائفة الأولى، وبسبب إدخال الطائفة الثانية النار وخلودهم فيها.
10- "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير".
10-" والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير " كأنها والآية المتقدمة بيان لـ" التغابن " وتفصيل له .
10. But those who disbelieve and deny Our revelations, such are owners of the Fire; they will abide therein a hapless journey's end!
10 - But those who reject Faith and treat Our Signs as falsehoods, they will be Companions of the Fire, to dwell therein for aye: and evil is that Goal.