[الأنعام : 57] قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ
57 - (قل إني على بينة) بيان (من ربي و) قد (كذبتم به) بربي حيث أشركتم (ما عندي ما تستعجلون به) من العذاب (إن) ما (الحكم) في ذلك وغيره (إلا لله يقضي) القضاء (الحق وهو خير الفاصلين) الحاكمين ، وفي قراءة {يَقُصُّ} أي يقول
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "قل"، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم ، الداعين لك إلى الإشراك بربك ، "إني على بينة من ربي"، أي إني على بيان قد تبينته ، وبرهان قد وضح لي ، "من ربي"، يقول : من توحيدي ، وما أنا عليه من إخلاص عبودته من غير إشراك شيء به .
وكذلك تقول العرب : فلان على بينة من هذا الأمر، إذا كان على بيان منه ، ومن ذلك قول الشاعر :
أبينةً تبغون بعد اعترافه وقول سويد: قد كفيتكم بشرا
"وكذبتم به" يقول : وكذبتم أنتم بربكم ، والهاء في قوله "به" من ذكر الرب جل وعز، "ما عندي ما تستعجلون به"، يقول : ما الذي تستعجلون من نقم الله وعذابه بيدي ، ولا أنا على ذلك بقادر. وذلك أنهم قالوا حين بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتوحيده ، فدعاهم إلى الله ، وأخبرهم أنه رسوله إليهم : " هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون " [الأنبياء :3] وقالوا للقرآن : هو أضغاث أحلام . وقال بعضهم : بل هو اختلاق اختلقه . وقال آخرون : بل محمد شاعر، فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: أجبهم بأن الآيات بيد الله لا بيدك ، وإنما أنت رسول ، وليس عليك إلا البلاغ لما أرسلت به ، وأن الله يقضي الحق فيهم وفيك ، ويفصل به بينك وبينهم ، فيتبين المحق منكم والمبطل ، "وهو خير الفاصلين"، أي : وهو خير من بين وميز بين المحق والمبطل وأعدلهم ، لأنه لا يقع في حكمه وقضائه حيف إلى أحد لوسيلة له إليه ولا لقرابة ولا مناسبة، ولا في قضائه جور، لأنه لا يأخذ الرشوة في الأحكام فيجور، فهو أعدل الحكام وخير الفاصلين .
وقد ذكر لنا في قراءة عبد الله : وهو أسرع الفاصلين .
حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير: أنه قال : في قراءة عبد الله : يقضي الحق وهو أسرع الفاصلين .
واختلفت القرأة في قراءة قوله : "يقص الحق".
فقرأ عامة قرأة الحجاز والمدينة وبعض قرأة أهل الكوفة والبصرة: "إن الحكم إلا لله يقص الحق"، بالصاد، بمعنىالقصص ، وتأولوا في ذلك قول الله تعالى ذكره : "نحن نقص عليك أحسن القصص" [يوسف : 3]. وذكر ذلك عن ابن عباس .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال : "يقص الحق"، وقال :"نحن نقص عليك أحسن القصص" [يوسف :3].
وقرأ ذلك جماعة كل من قرأة الكوفة والبصرة : إن الحكم إلا لله يقضي الحق بالضاد، من القضاء، بمعنى الحكم والفصل بالقضاء، واعتبروا صحة ذلك بقوله : "وهو خير الفاصلين"، وأن الفصل بين المختلفين إنما يكون بالقضاء لا بالقصص.
وهذه القراءة عندنا أولى القراءتين بالصواب ، لما ذكرنا لأهلها من العلة . فمعنى الكلام إذا: ما الحكم فيما تستعجلون به ، أيها المشركون ، من عذاب الله وفيما بيني وبينكم ، إلا لله الذي لا يجور في حكمه ، وبيده الخلق الأمر، يقضي الحق بيني 1 وبينكم ، وهو خير الفاصلين بيننا بقضائه وحكمه.
قوله تعالى :" قل إني على بينة من ربي " أي دلالة ويقين وحجة وبرهان لا على هوى ومنه البينة لأنها تبين الحق وتظهره. " وكذبتم به " أي بالبينة لأنها في معنى البيان، كما قال : " وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه " [النساء: 8] على ما بيناه هناك. وقيل يعود على الرب، أي كذبتم بربي لأنه جرى ذكره وقيل بالعذاب. وقيل: بالقرآن وفي معنى الآية والتي قبلها ما أنشده مصعب بن عبد الله بن الزبير لنفسه، وكان شاعراً محتسباً رضي الله عنه :
أأقعد بعدما رجفت عظامي وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم وأجعل دينه غرضاً لديني
فأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي شيء يصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام يلحن بكل فج أو وجين
وكان الحق ليس به خفاء بمنهاج ابن آمنة الأمين
وما عوض لنا منهاج جهم بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني وأما ما جهلت فجنبوني
قوله تعالى :" ما عندي ما تستعجلون به " أي العذاب، فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم ويستعجلون نزوله استهزاء نحو قولهم: " أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا" [الإسراء: 92] " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء " [الأنفال : 32] وقيل: ما عندي من الآيات التي تقترحونها " إن الحكم إلا لله " أي ما الحكم إلا لله في تأخير العذاب وتعجليه وقيل: الحكم الفاصل بين الحق والباطل لله " يقص الحق " أي يقص القصص الحق، وبه استدل من منع المجاز في القرآن ويه قراءة نافع وابن كثير وعاصم ومجاهد والأعرج وابن عباس، قال ابن عباس قال الله عز وجل :" نحن نقص عليك أحسن القصص " [يوسف: 3] والباقون يقض الحق بالضاد المعجمة، وكذلك أقر علي- رضي الله عنه - وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن المسيب وهو مكتوب في المصحف بغير ياء ولا ينبغي الوقف عليه وهو من القضاء ودل على ذلك أن بعده " وهو خير الفاصلين " والفصل لا يكون إلا قضاء دون قصص ويقوي ذلك قوله قبله: " إن الحكم إلا لله " ويقوي ذلك أيضاً قراءة ابن مسعود إن الحكم إلا لله يقضي بالحق فدخل الباء يؤكد معنى القضاء قال النحاس: هذا لا يلزم، لأن معنى يقضي يأتي ويصنع فالمعنى : يأتي الحق ويجوز أن يكون المعنى: يقضي القضاء الحق قال مكي: وقراءة الصاد أحب إلي، لاتفاق الحرميين وعاصم على ذلك ولأنه لو كان من القضاء للزمت الباء فيه كما أتت في قراءة ابن مسعود،وقال النحاس: وهذا الاحتجاج لا يلزم، لأن مثل هذه الباء تحذف كثيراً
يقول تعالى: وكما بينا ما تقدم بيانه من الحجج والدلائل, على طريق الهداية والرشاد وذم المجادلة والعناد, " كذلك نفصل الآيات " أي التي يحتاج المخاطبون إلى بيانها, "ولتستبين سبيل المجرمين" أي ولتظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل, وقرىء "ولتستبين سبيل المجرمين" أي ولتستبين يا محمد, أو يا مخاطب سبيل المجرمين, وقوله "قل إني على بينة من ربي" أي على بصيرة من شريعة الله التي أوحاها الله إلي "وكذبتم به" أي بالحق الذي جاءني من الله "ما عندي ما تستعجلون به" أي من العذاب "إن الحكم إلا لله" أي إنما يرجع أمر ذلك إلى الله, إن شاء عجل لكم ما سألتموه من ذلك, وإن شاء أنظركم وأجلكم, لما له في ذلك من الحكمة العظيمة, ولهذا قال "يقص الحق وهو خير الفاصلين" أي وهو خير من فصل القضايا, وخير الفاتحين في الحكم بين عباده, وقوله "قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم" أي لو كان مرجع ذلك إلي, لأوقعت لكم ما تستحقونه من ذلك, والله أعلم بالظالمين, فإن قيل: فما الجمع بين هذه الاية وبين ما ثبت في الصحيحين, من طريق ابن وهب, عن يونس, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة, أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله, هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منه يوم العقبة, إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال, فلم يجبني إلى ما أردت, فانطلقت وأنا مهموم على وجهي, فلم أستفق إلا بقرن الثعالب, فرفعت رأسي, فإذا أنا بسحابة قد ظللتني, فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام, فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك, وما ردوا عليك, وقد بعث إليك ملك الجبال, لتأمره بما شئت فيهم, قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي, ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك, وقد بعثني ربك إليك, لتأمرني بأمرك فيما شئت, إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم, من يعبد الله لا يشرك به شيئاً" وهذا لفظ مسلم, فقد عرض عليهم عذابهم واستئصالهم, فاستأنى بهم, وسأل لهم التأخير, لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئاً, فما الجمع بين هذا وبين قوله تعالى في هذه الاية الكريمة, "قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين" فالجواب والله أعلم, أن هذه الاية دلت, على أنه لو كان إليه وقوع العذاب, الذي يطلبونه حال طلبهم له, لأوقعه بهم, وأما الحديث فليس فيه أنهم سألوه وقوع العذاب بهم, بل عرض عليه ملك الجبال أنه إن شاء أطبق عليهم الأخشبين, وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوباً وشمالاً, فلهذا استأنى بهم وسأل الرفق لهم. وقوله تعالى: "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو" قال البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله, حدثنا إبراهيم بن سعد, عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله, عن أبيه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله" " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " وفي حديث عمر: أن جبريل حين تبدى له في صورة أعرابي, فسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله له: "خمس لا يعلمهن إلا الله" ثم قرأ "إن الله عنده علم الساعة" الاية. وقوله "ويعلم ما في البر والبحر" أي محيط علمه الكريم بجميع الموجودات, بريها وبحريها, لا يخفى عليه من ذلك شيء, ولا مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء, وما أحسن ما قال الصرصري:
فلا يفخى عليه الذر إما تراءى للنواظر أو توارى
وقوله "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" أي ويعلم الحركات حتى من الجمادات, فما ظنك بالحيوانات, ولا سيما المكلفون منهم من جنهم وإنسهم, كما قال تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور". وقال ابن أبي حاتم, حدثنا أبي, حدثنا الحسن بن الربيع, حدثنا أبو الأحوص, عن سعيد بن مسروق, حدثنا حسان النمري, عن ابن عباس, في قوله "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" قال: ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وملك موكل بها, يكتب ما يسقط منها, رواه ابن أبي حاتم, وقوله "ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين" قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري, حدثنا مالك بن سعير, حدثنا الأعمش, عن يزيد بن أبي زياد, عن عبد الله بن الحارث, قال: ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبرة, إلا وعليها ملك موكل, يأتي الله بعلمها, رطوبتها إذا رطبت, ويبوستها إذا يبست, وكذا رواه ابن جرير عن أبي الخطاب زياد بن عبد الله الحساني, عن مالك بن سعير به. ثم قال ابن أبي حاتم: ذكر عن أبي حذيفة, حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس, عن رجل, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: خلق الله النون وهي الدواة, وخلق الألواح, فكتب فيها أمر الدنيا, حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق, أو رزق حلال أو حرام, أو عمل بر أو فجور, وقرأ هذه الاية "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" إلى آخر الاية, قال محمد بن إسحاق: عن يحيى بن النضر, عن أبيه, سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص, يقول: إن تحت الأرض الثالثة وفوق الرابعة من الجن, مالو أنهم ظهروا, يعني لكم, لم تروا معهم نوراً على كل زاوية من زوايا الأرض خاتم من خواتيم الله عز وجل, على كل خاتم ملك من الملائكة, يبعث الله عز وجل إليه في كل يوم ملكاً من عنده أن احتفظ بما عندك .
قوله: 57- "قل إني على بينة من ربي" البينة: الحجة والبرهان: أي إني على برهان من ربي ويقين، لا على هوى وشك، أمره الله سبحانه بأن يبين لهم أن ما هو عليه من عبادة ربه هو عن حجة برهانية يقينية، لا كما هم عليه من اتباع الشبه الداحضة والشكوك الفاسدة التي لا مستند لها إلا مجرد الأهوية الباطلة. قوله: "وكذبتم به" أي بالرب أو بالعذاب أو بالقرآن أو بالبينة، والتذكير للضمير باعتبار المعنى. وهذه الجملة إما حالية بتقدير قد: أي والحال أن قد كذبتم به، أو جملة مستأنفة مبينة لما هم عليه من التكذيب بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجج الواضحة والبراهين البينة.
57- " قل إني على بينة "، أي: على بيان وبصيرة وبرهان، " من ربي وكذبتم به "،أي: ما جئت به، " ما عندي ما تستعجلون به "، قيل: أراد به استعجالهم العذاب،كانوا يقولون: " إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة "(الأنفال، 32) الآية، قيل: أراد به القيامة، قال الله تعالى: " يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها " (الشورى،18)، " إن الحكم إلا لله يقص الحق "، قرأ أهل الحجاز و عاصم يقص بضم القاف والصاد مشدداً أي يقول الحق، لأنه في جميع المصاحف بغير ياء،ولأنه قال الحق ولم يقل بالحق، وقرأ الآخرون " يقضي " بسكون القاف والضاد مكسورة، من قضيت، أي: يحكم بالحق بدليل أنه قال: " وهو خير الفاصلين "، والفصل يكون في القضاء وإنما حذفوا الياء لاستثقال الألف واللام، كقوله تعالى: " صال الجحيم" ونحوها،ولم يقل بالحق لأن الحق صفة المصدر، كأنه قال: يقضي القضاء الحق.

57 " قل إني على بينة " تنبيه على ما يجب اتباعه بعد ما بين ما لا يجوز اتباعه . والبينة الدلالة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل وقيل المراد بها القرآن والوحي ، أو الحجج العقلية أو ما يعمها . " من ربي " من معرفته وأنه لا معبود سواه ، ويجوز أن يكون صفة لبينة ." وكذبتم به " الضمير لربي أي كذبتم به حيث أشركتم به غيره ، أو للبينة باعتبار المعنى . " ما عندي ما تستعجلون به " يعني العذاب الذي استعجلوه بقولهم :" فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " . " إن الحكم إلا لله " في تعجيل العذاب وتأخيره . " يقص الحق " أي القضاء الحق، أو يصنع الحق ويدبره من قولهم قضى الدرع إذا صنعها ، فيما يقضي من تعجيل وتأخير وأصل القضاء الفصل بتمام الأمر ، وأصل الحكم المنع فكأنه منع الباطل . وقرأ ابن كثير و نافع و عاصم يقص من قص الأثر ، أو من قص الخبر . " وهو خير الفاصلين " القاضين .
57. Say: I am (relying) on clear proof from my Lord, while ye deny Him. I have not that for which ye are impatient. The decision is for Allah only. He telleth the truth and He is the Best of Deciders.
57 - Say: for me, I (work) on a clear sign from my lord, but ye reject him. what ye would see hastened, is not in my power. the command rests with none but God: he declares the truth, and he is the best of judges.