[الأنعام : 15] قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
15 - (قل إني أخاف إن عصيت ربي) بعبادة غيره (عذاب يوم عظيم) هو يوم القيامة
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء المشركين العادلين بالله، الذين يدعونك إلى عبادة أوثانهم: إن ربي نهاني عن عبادة شيء سواه، "إني أخاف إن عصيت ربي"، فعبدتها، "عذاب يوم عظيم"، يعني: عذاب يوم القيامة. ووصفه تعالى ب العظيم لعظم هوله، وفظاعة شأنه.
" قل إني أخاف إن عصيت ربي " أي بعبادة غيره أن يعذبني والخوف توقع المكروه قال ابن عباس : أخاف هنا بمعنى أعلم.
يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض ومن فيهما, وأنه قد كتب على نفسه المقدسة الرحمة, كما ثبت في الصحيحين, من طريق الأعمش: عن أبي صالح, عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله لما خلق الخلق, كتب كتاباً عنده فوق العرش, إن رحمتي تغلب غضبي" وقوله "ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه" هذه اللام هي الموطئة للقسم, فأقسم بنفسه الكريمة, ليجمعن عباده "إلى ميقات يوم معلوم" وهو يوم القيامة الذي لا ريب فيه, أي لا شك فيه عند عباده المؤمنين, فأما الجاحدون المكذبون, فهم في ريبهم يترددون, وقال ابن مردويه عند تفسير هذه الاية: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم, حدثنا عبيد الله بن أحمد بن عقبة, حدثنا عباس بن محمد, حدثنا حسين بن محمد, حدثنا محصن بن عتبة اليماني, عن الزبير بن شبيب, عن عثمان بن حاضر, عن ابن عباس, قال:" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين, هل فيه ماء ؟ قال والذي نفسي بيده إن فيه لماء, إن أولياء الله ليردون حياض الأنبياء, ويبعث الله تعالى سبعين ألف ملك, في أيديهم عصي من نار, يذودون الكفار عن حياض الأنبياء", هذا حديث غريب, وفي الترمذي "إن لكل نبي حوضاً, وأرجو أن أكون أكثرهم وارداً" وقوله "الذين خسروا أنفسهم" أي يوم القيامة "فهم لا يؤمنون" أي لا يصدقون بالمعاد, ولا يخافون شر ذلك اليوم, ثم قال تعالى: "وله ما سكن في الليل والنهار" أي كل دابة في السموات والأرض الجميع عباده وخلقه, وتحت قهره وتصرفه وتدبيره, لا إله إلا هو, "وهو السميع العليم" أي السميع لأقوال عباده, العليم بحركاتهم وضمائرهم وسرائرهم, ثم قال تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, الذي بعثه بالتوحيد العظيم وبالشرع القويم, وأمره أن يدعو الناس إلى صراط الله المستقيم "قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض" كقوله "قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون" والمعنى لا أتخذ ولياً إلا الله وحده لا شريك له, فإنه فاطر السموات والأرض, أي خالقهما ومبدعهما, على غير مثال سبق "وهو يطعم ولا يطعم" أي وهو الرزاق لخلقه من غير احتياج إليهم, كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الاية, وقرأ بعضهم ههنا "وهو يطعم ولا يطعم" أي لا يأكل, وفي حديث سهيل بن صالح: عن أبيه, عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: دعا رجل من الأنصار, من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم على طعام, فانطلقنا معه, فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يديه, قال "الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم, ومن علينا فهدانا وأطعمنا, وسقانا من الشراب, وكسانا من العري, وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافاً ولا مكفور, ولا مستغنى عنه, الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام, وسقانا من الشراب, وكسانا من العري, وهدانا من الضلال, وبصرنا من العمى, وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً, الحمد لله رب العالمين" "قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم" أي من هذه الأمة " ولا تكونن من المشركين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " يعني يوم القيامة "من يصرف عنه" أي العذاب "يومئذ فقد رحمه" يعني رحمه الله "وذلك الفوز المبين" كقوله "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز" والفوز حصول الربح, ونفي الخسارة.
ثم أمره أن يقول: 15- "إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم" أي إن عصيته بعبادة غيره أو مخالفة أمره أو نهيه. والخوف: توقع المكروه، وقيل هو بمعنى العلم: أي إني أعلم إن عصيت ربي أن لي عذاباً عظيماً.
15- " قل إني أخاف إن عصيت ربي "، [فعبدت غيره] "عذاب يوم عظيم " يعني: عذاب يوم القيامة .
15- " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " مبالغة أخرى في قطع أطماعهم ، وتعريض لهم بأنهم عصاة مستوجبون للعذاب، والشرط معترض بين الفعل والمفعول به وجوابه محذوف دل عليه الجملة.
15. Say: I fear, if I rebel against my Lord, the retribution of an Awful Day.
15 - Say: I would, if I disobeyed my lord, indeed have fear of the penalty of a might day.