[الأنعام : 100] وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ
100 - (وجعلوا لله) مفعول ثان (شركاء) مفعول أول ويبدل منه (الجن) حيث أطاعوهم في عبادة الأوثان (و) قد (خلقهم) فكيف يكونون شركاء (وخرقوا) بالتخفيف والتشديد أي اختلفوا (له بنين وبنات بغير علم) حيث قالوا عزير ابن الله والملائكة بنات الله (سبحانه) تنزيها له (وتعالى عما يصفون) بأن له ولدا
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وجعل هؤلاء العادلون بربهم الآلهة والأنداد، لله شركاء، الجن، كما قال جل ثناؤه: "وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا") [الصافات: 158].
وفي "الجن"وجهان من النصب.
أحدهما: أن يكون تفسيراً للشركاء.
والآخر: أن يكون معنى الكلام: وجعلوا لله الجن شركاء، وهو خالقهم.
واختلفوا في قراءة قوله: "وخلقهم".ن
فقرأته قرأة الأمصار: "وخلقهم"، على معنى أن الله خلقهم، منفرداً بخلقه إياهم. وذكر عن يحيى بن يعمر ما:
حدثني به أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا حجاج، عن هارون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر: أنه قال: شركاء الجن وخلقهم.
بجزم اللام بمعنى أنهم قالوا: إن الجن شركاء لله في خلقه إيانا.
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب، قراءة من قرأ ذلك: "وخلقهم"، لإجماع الحجة من القرأة عليها.
وأما قوله: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، فإنه يعني بقوله: خرقوا اختلقوا. يقال: اختلق فلان على فلان كذب واخترقه، إذا افتعله وافتراه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: وجعلوا لله شركاء الجن والله خلقهم، "وخرقوا له بنين وبنات"، يعني أنهم تخرصوا.
حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، قال: جعلوا له بنين وبنات بغير علم.
حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، قال: كذبوا.
حدثني المثنى قال، حدثنا أبوحذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "وجعلوا لله شركاء الجن"، كذبوا، "سبحانه وتعالى عما يصفون"، عما يكذبون. أما العرب فجعلوا له البنات، ولهم ما يشتهون من الغلمان، وأما اليهود فجعلوا بينه وبين الجنة نسباً ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، قال: خرصوا له بنين وبنات.
حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، يقول: قطعوا له بنين وبنات؟ قالت العرب: الملائكة بنات الله، وقالت اليهود والنصارى: المسيح وعزير ابنا الله.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، قال: "خرقوا"، كذبوا، لم يكن لله بنون ولا بنات، قالت النصارى: المسيح ابن الله، وقال المشركون: الملائكة بنات الله، فكل خرقوا الكذب، و خرقوا، اخترقوا.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال،حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "وجعلوا لله شركاء الجن"، قال قول: الزنادقة، "وخرقوا له"، قال ابن جريج، قال مجاهد: خرقوا، كذبوا.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن جويبر، عن الضحاك: "وخرقوا له بنين وبنات"، قال: وصفوا له.
حدثنا عمران بن موسى قال، حدثنا عبد الوارث، عن أبي عمرو: "وخرقوا له بنين وبنات"، قال: تفسيرها: وكذبوا.
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام إذا: وجعلوا لله الجن شركاء في عبادتهم إياه، وهو المنفرد بخلقهم بغير شريك ولا معين ولا ظهير، "وخرقوا له بنين وبنات"، يقول: وتخرصوا لله كذباً، فافتعلوا له بنين وبنات، بغير علم منهم بحقيقة ما يقولون، ولكن جهلاً بالله وبعظمته، وأنه لا ينبغي لمن كان إلهاً أن يكون له بنون وبنات ولا صاحبة، ولا أن يشركه في خلقه شريك.
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: تنزه الله، وعلا فارتفع عن الذي يصفه به هؤلاء الجهلة من خلقه، في ادعائهم له شركاء من الجن، واختراقهم له بنين وبنات، وذلك لا ينبغي من يكون من صفته، لأن ذلك من صفة خلقه الذين يكون منهم الجماع الذي يحدث عنه الأولاد، والذين تضطرهم لضعفهم الشهوات إلى اتخاذ الصاحبة لقضاء اللذات، وليس الله تعالى ذكره بالعاجز فيضطره شيء إلى شيء، ولا بالضعيف المحتاج فتدعوه حاجته إلى النساء إلى اتخاذ صاحبة لقضاء لذة.
وقوله: "تعالى"، تفاعل من ا لعلو، والارتفاع.
وروي عن قتادة في تأويل قوله: "عما يصفون"، أنه يكذبون.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "سبحانه وتعالى عما يصفون"، عما يكذبون.
وأحسب أن قتادة عنى بتأويله ذلك كذلك، أنهم يكذبون في وصفهم الله بما كانوا يصفونه به، من ادعاءهم له بنين وبنات، لا أنه وجه تأويل الوصف، إلى الكذب.
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله، الذي جعل هؤلاء الكفرة به له الجن شركاء وخرقوا له بنين وبنات بغير علم، "بديع السموات والأرض"، يعني: مبتدعها ومحدثها وموجدها بعد أن لم تكن، كما:
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: "بديع السموات والأرض"، قال: هو الذي ابتدع خلقهما جل جلاله، فخلقهما ولم يكونا شيئا قبله. "أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة"، والولد إنما يكون من الذكر والأنثى، ولا ينبغي أن يكون لله سبحانه صاحبة، فيكون له ولد.
وذلك منه هو الذي خلق كل شيء. يقول: فإذا كان لاشيء إلا الله خلقه، فأنى يكون لله ولد، ولم تكن له صاحبة فيكون له منها ولد؟
قوله تعالى: "وجعلوا لله شركاء الجن" هذا ذكر نوع آخر من جهالاتهم، أي فيهم من اعتقد لله شركاء من الجن. قال النحاس: الجن مفعول أول، وشركاء مفعول ثان، مثل "وجعلكم ملوكا" [المائدة: 20]. "وجعلت له مالا ممدودا" [المدثر: 12]. وهو في القرآن كثير. والتقدير: وجعلوا لله الجن شركاء. ويجوز أن يكون الجن بدلاً من شركاء، والمفعول الثاني لله. وأجاز الكسائي رفع الجن بمعنى هم الجن. "وخلقهم" كذا قراءة الجماعة، أي خلق الجاعلين له شركاء. وقيل: خلق الجن الشركاء. وقرأ ابن مسعود وهو خلقهم بزيادة هو. وقرأ يحيى بن يعمر وخلقهم بسكون اللام، وقال: أي وجعلوا خلقهم لله وشركاء، لأنهم كانوا يخلقون الشيء ثم يعبدونه. والآية نزلت في مشركي العرب. ومعنى إشراكهم بالجن أنهم أطاعوهم كطاعة الله عز وجل، روي ذلك عن الحسن وغيره. قال قتادة والسدي: هم الذين قالوا الملائكة بنات الله. وقال الكلبي: نزلت في الزنادقة، قالوا: إن الله وإبليس أخوان، فالله خالق الناس والدواب، وإبليس خالق الجان والسباع والعقارب. ويقرب من هذا قول المجوس، فإنهم قالوا: للعالم صانعان: إله قديم، والثاني شيطان حادث من فكرة الإله القديم، وزعموا أن صانع الشر حادث. وكذا الحائطية من المعتزلة من أصحاب أحمد بن حائط، زعموا أن للعالم صانعين: الإله القديم، والآخر محدث، خلقه الله عز وجل أولاً ثم فوض إليه تدبير العالم، وهو الذي يحاسب الخلق في الآخرة. تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً. "وخرقوا" قراءة نافع بالتشديد على التكثير، لأن المشركين ادعوا أن لله بنات وهم الملائكة، وسموهم جناً لاجتنانهم. والنصارى ادعت المسيح ابن الله. واليهود قالت: عزير ابن الله، فكثر ذلك من كفرهم، فشدد الفعل لمطابقة المعنى. تعالى الله عما يقولون. وقرأ الباقون بالتخفيف على التقليل. وسئل الحسن البصري عن معنى وخرقوا له بالتشديد فقال: إنما هو وخرقوا بالتخفيف، كلمة عربية، كان الرجل إذا كذب في النادي قيل: خرقها ورب الكعبة. وقال أهل اللغة: معنى خرقوا اختلقوا وافتعلوا وخرقوا على التكثير. قال مجاهد وقتادة وابن زيد وابن جريج: خرقوا كذبوا. ويقال: إن معنى خرق واخترق واختلق سواء، أي أحدث.
هذا رد على المشركين, الذين عبدوا مع الله غيره, وأشركوا به في عبادته, أن عبدوا الجن, فجعلوهم شركاء له في العبادة, تعالى الله عن شركهم وكفرهم. فإن قيل: فكيف عبدت الجن, مع أنهم إنما كانوا يعبدون الأصنام ؟ فالجواب: أنهم ما عبدوها, إلا عن طاعة الجن وأمرهم إياهم بذلك, كقوله " إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " وكقوله تعالى: "أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني" الاية.
وقال إبراهيم لأبيه "يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً" وكقوله "ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم" وتقول الملائكة يوم القيامة "سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون" ولهذا قال تعالى: "وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم" أي وخلقهم, فهو الخالق وحده لا شريك له, فكيف يعبد معه غيره, كقول إبراهيم " أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون " ومعنى الاية, أنه سبحانه وتعالى هو المستقل بالخلق وحده, فلهذا يجب أن يفرد بالعبادة, وحده لا شريك له, وقوله تعالى: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" ينبه به تعالى عن ضلال من ضل, في وصفه تعالى بأن له ولداً كما يزعم من قاله من اليهود في عزير, ومن قال من النصارى في عيسى, ومن قال من مشركي العرب في الملائكة, إنها بنات الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ومعنى وخرقوا أي اختلقوا وائتفكوا وتخرصوا وكذبوا, كما قاله علماء السلف: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: وخرقوا يعني تخرصوا, وقال العوفي عنه "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" قال كذبوا وكذا قال الحسن, وقال الضحاك, وضعوا, وقال السدي قطعوا, قال ابن جرير: وتأويله إذاً وجعلوا لله الجن شركاء في عبادتهم إياهم, وهو المنفرد بخلقهم بغير شريك ولا معين ولا ظهير, "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" بحقيقة ما يقولون, ولكن جهلاً بالله وبعظمته, فإنه لا ينبغي لمن كان إلهاً, أن يكون له بنون وبنات, ولا صاحبة, ولا أن يشركه في خلقه شريك, ولهذا قال "سبحانه وتعالى عما يصفون" أي تقدس وتنزه وتعاظم, عما يصفه هؤلاء الجهلة الضالون, من الأولاد والأنداد والنظراء والشركاء .
هذا الكلام يتضمن ذكر نوع آخر من جهالاتهم وضلالاتهم. قال النحاس: الجن المفعول الأول، وشركاء المفعول الثاني كقوله تعالى: "وجعلكم ملوكاً" "وجعلت له مالاً ممدوداً" وأجاز الفراء: أن يكون الجن بدلاً من شركاء ومفسراً له. وأجاز الكسائي رفع الجن بمعنى هم الجن، كأنه قيل: من هم؟ فقيل: الجن، وبالرفع قرأ يزيد بن أبي قطيب وأبو حيان، وقرئ بالجر على إضافة شركاء إلى الجن للبيان. والمعنى: أنهم جعلوا شركاء لله فعبدوهم كما عبدوه، وعظموهم كما عظموه. وقيل: المراد بالجن هاهنا الملائكة لاجتنانهم: أي استتارهم، وهم الذين قالوا: الملائكة بنات الله، وقيل: نزلت في الزنادقة الذين قالوا: إن الله تعالى وإبليس أخوان، فالله خالق الناس والدواب، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب. وروي ذلك عن الكلبي، ويقرب من هذا قول المجوس، فإنهم قالوا: للعالم صانعان هما الرب سبحانه والشيطان. وهكذا القائلون: كل خير من النور، وكل شر من الظلمة، وهم المانوية. قوله: "وخلقهم" جملة حالية بتقدير قد: أي وقد علموا أن الله خلقهم، أو خلق ما جعلوه شريكاً لله. قوله: "وخرقوا له بنين وبنات" قرأ نافع بالتشديد على التكثير، لأن المشركين ادعوا أن الملائكة بنات الله، والنصارى ادعوا أن المسيح ابن الله، واليهود ادعوا أن عزيراً ابن الله، فكثر ذلك من كفرهم فشدد الفعل لمطابقة المعنى. وقرأ الباقون بالتخفيف. وقرئ حرفوا من التحريف: أي زوروا. قال أهل اللغة: معنى خرقوا اختلقوا وافتعلوا وكذبوا، يقال: اختلق الإفك واخترقه وخرقه، أو أصله من خرق الثوب: إذا شقه: أي اشتقوا له بنين وبنات. قوله: "بغير علم" متعلق بمحذوف هو حال: أي كائنين بغير علم، بل قالوا ذلك عن جهل خالص، ثم بعد حكاية هذا الضلال البين والبهت الفظيع من جعل الجن شركاء لله، وإثبات بنين وبنات له نزه الله نفسه، فقال: "سبحانه وتعالى عما يصفون" وقد تقدم الكلام في معنى سبحانه. ومعنى تعالى: تباعد وارتفع عن قولهم الباطل الذي وصفوه به.
100- قوله عز وجل: " وجعلوا لله شركاء الجن "، يعني: الكافرين جعلوا لله الجن شركاء، " وخلقهم "، يعني : وهو خلق الجن.
قال الكلبي: نزلت في الزنادقة، أثبتوا الشركة لإبليس في الخلق، فقالوا:[الله خالق] النور والناس والدواب والأنعام، وإبليس خالق الظلمة والسباع والحيات والعقارب، وهذا كقوله: " وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً "، (الصافات،158) وإبليس من الجنة، " وخرقوا "، قرأ أهل المدينة " وخرقوا "، بتشديد الراء على التكثير، وقرأ الآخرون بالتخفيف، أي: اختلقوا " له بنين وبنات بغير علم "، وذلك مثل قول اليهود عزير ابن الله، وقول النصارى المسيح ابن الله، وقول كفار العرب الملائكة بنات الله، ثم نزه نفسه فقال: " سبحانه وتعالى عما يصفون ".

100 " وجعلوا لله شركاء الجن " أي الملائكة بأن عبدوهم وقالوا : الملائكة بنات الله . وسماهم جنا لاجتنابهم تحقيرا لشأنهم ، أو الشياطين لأنهم أطاعوهم كما يطاع الله تعالى ، أو عبدوا الأوثان بتسويلهم وتحريضهم ، أو قالوا الله خالق الخير وكل نافع والشيطان خالق الشر وكل ضار كمما هو رأي الثنوية . ومفعول " جعلوا " " لله شركاء " والجن بدل من " شركاء " أو " شركاء " الجن و" لله " متعلق بقوله:" شركاء " أو حال منه وقرئ " الجن " بالرفع كأنه قيل : من هم فقيل الجن ، و" الجن " بالجر على الإضافة للتبيين . " وخلقهم " حال بتقدير قد ، والمعنى وقد علموا أن الله خالقهم دون الجن وليس من يخلق كمن لا يخلق ، وقرئ " وخلقهم " عطفا على " الجن " أي وما يخلقونه من الأصنام ، أو على شركاء أي وجعلوا له اختلافهم للإفك حيث نسبوه إليه . " وخرقوا له " افتعلوا وافتروا له . وقرأ نافع بتشديد الراء للتكثير . وقرئ وحرفوا أي وزوروا . " بنين وبنات " فقالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ، وقالت العرب الملائكة بنات الله . " بغير علم " من غير أن يعلموا حقيقة ما قالوه ويروا عليه دليلا ، وهو في موضع الحال من الواو ، أو المصدر أي خرقا بغير علم . " سبحانه وتعالى عما يصفون " وهو أن له شريكا أو ولدا .
100. Yet they ascribe as partners unto Him the jinn, although He did create them, and impute falsely, without knowledge, sons and daughters unto Him. Glorified be He and high exalted above (all) that they ascribe (unto Him).
100 - Yet they make the Jinns equals with God, though God did create the Jinns; and they falsely, having no knowledge, attribute to him sons and daughters. praise and glory be to him (for he is) above what they attribute to him