[الواقعة : 83] وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ
83 - (فلولا) فهلا (إذا بلغت) الروح وقت النزع (الحلقوم) هو مجرى الطعام
وقوله " فلولا إذا بلغت الحلقوم " يقول تعالى ذكره : فهلا إذا بلغت النفوس عند خروجها من أجسادكم أيها الناس حلاقيمكم " وأنتم حينئذ تنظرون " يقول : ومن حضرهم منكم من أهليهم حينئذ إليهم ينظر وخرج الخطاب ها هنا عاما للجميع والمراد به من حضر الميت من أهله وغيرهم وذلك معروف من كلام العرب وهو أن يخاطب الجماعة بالفعل كأنهم أهله وأصحابه والمراد به بعضهم غائباً كان أو شاهداً فيقول قتلتم فلانا والقاتل منهم واحد إما غائب وإما شاهد وقد بينا نظائر ذلك في مواضع كثيرة من كتابنا هذا .
قوله تعالى : " فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي فهلا إذا بلغت النفس أو الروح الحلقوم . ولم يتقدم لها ذكر ، لأن المعنى معروف ، قال حاتم :
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وفي حديث : " إن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق ويجمعون الروح شيئا فشيئا حتى ينتهي بها إلى الحقوم فيتوفاها ملك الموت " .
يقول تعالى: "فلولا إذا بلغت" أي الروح "الحلقوم" أي الحلق وذلك حين الاحتضار, كما قال تعالى: " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق " ولهذا قال ههنا: "وأنتم حينئذ تنظرون" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت "ونحن أقرب إليه منكم" أي بملائكتنا "ولكن لا تبصرون" أي ولكن لا ترونهم, كما قال تعالى في الاية الأخرى: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين" وقوله تعالى: " فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها " معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين. قال ابن عباس: يعني محاسبين, وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله.
وقال سعيد ين جبير والحسن البصري "فلولا إن كنتم غير مدينين" غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس, وعن مجاهد "غير مدينين" غير موقنين. وقال ميمون بن مهران: غير معذبين مقهورين.
83- "فلولا إذا بلغت الحلقوم" أي فهلاً إذا بلغت الروح أو النفس الحلقوم عند الموت، ولم يتقدم لها ذكر، لأن المعنى مفهوم عندهم إذا جاءوا بمثل هذه العبارة، ومنه قول حاتم طي:
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
قوله عز وجل: 83- "فلولا"، فهلا، "إذا بلغت الحلقوم"، أي بلغت النفس الحلقوم عند الموت.
83-" فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي النفس .
83. Why, then, when (the soul) cometh up to the throat (of the dying)
83 - Then why do ye not (intervene) when (the soul of the dying man) reaches the throat,