[الذاريات : 50] فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
50 - (ففروا إلى الله) أي إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه ولا تعصوه (إني لكم منه نذير مبين) بين الانذار
يقول تعالى ذكره : فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به واتباع أمره والعمل بطاعته " إني لكم منه نذير " يقول : إني لكم من الله نذير أنذركم عقابه وأخوفكم عذابه الذي أحله بهؤلاء الأمم الذين قص عليكم قصصهم والذي هو مذيقهم في الآخرة .
وقوله : " مبين " : يبين لكم نذارته .
قوله تعالى " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين " لما تقدم ما جرى من تكذيب أممهم لأنبيائهم وإهلاكهم ، لذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم يا محمد أي قل لقومك " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين" أي فروا من معاصيه إلى طاعته . وقال ابن عباس فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم وعنه فروا منه إليه واعملوا بطاعته ، وقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان "ففروا إلى الله " اخرجوا من مكة . وقال الحسين بن الفضل : احترزوا من كل شيء دون الله فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه . وقال أبو بكر الوراق فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن . وقال الجنيد الشيطان داع إلى الباطل ففروا إلى الله يمنعكم منه . وقال ذو النون المصري : ففروا من الجهل إلى العلم ومن الكفر إلى الشكر . وقال عمرو بن عثمان : فروا من أنفسكم إلى ربكم وقال أيضا : فروا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله "إني لكم منه نذير مبين" أي أنذركم عقابه على الكفر والمعصية .
يقول تعالى منبهاً على خلق العالم العلوي والسفلي "والسماء بنيناها" أي جعلناها سقفاً محفوظا رفيعاً "بأيد" أي بقوة, قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والثوري وغير واحد "وإنا لموسعون" أي قد وسعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي "والأرض فرشناها" أي جعلناها فراشاً للمخلوقات "فنعم الماهدون" أي وجعلناها مهداً لأهلها "ومن كل شيء خلقنا زوجين" أي جميع المخلوقات أزواج سماء وأرض وليل ونهار, وشمس وقمر وبر وبحر وضياء وظلام, وإيمان وكفر وموت وحياة وشقاء وسعادة وجنة ونار, حتى الحيوانات والنباتات, ولهذا قال تعالى: "لعلكم تذكرون" أي لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له "ففروا إلى الله" أي الجأوا إليه واعتمدوا في أموركم عليه "إني لكم منه نذير مبين * ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر" أي لا تشركوا به شيئاً "إني لكم منه نذير مبين".
50- "ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين" أي قل لهم يا محمد: ففروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم عن الكفر والمعاصي، وجملة "إني لكم منه نذير مبين" تعليل للأمر بالفرار، وقيل معنى "ففروا إلى الله" اخرجوا من مكة. وقال الحسين بن الفضل/ احترزوا من كل شيء غير الله، فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه. وقيل فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن، وقيل فروا من الجهل إلى العلم، ومعنى "إني لكم منه" أي من جهته منذر بين الإنذار.
50. " ففروا إلى الله "، فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه، بالإيمان والطاعة. قال ابن عباس: فروا منه إليه واعملوا بطاعته. وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله، " إني لكم منه نذير مبين "
50-" ففروا إلى الله " من عقابه بالإيمان والتوحيد وملازمة الطاعة . " إني لكم منه " أي من عذابه المعد لمن أشرك أو عصى " نذير مبين " بين كونه منذراً من الله بالمعجزات ، أو " مبين " ما يجب أن يحذر عنه .
50. Therefor flee unto Allah; lo! I am a plain warner unto you from Him
50 - Hasten ye then (at once) to God: I am from Him a Warner to you, clear and open!