[ق : 41] وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ
41 - (واستمع) يا مخاطب مقولي (يوم يناد المناد) هو إسرافيل (من مكان قريب) من السماء وهو صخرة بيت المقدس أقرب موضع من الأرض إلى السماء يقول أيتها العظام البالية والأوصال المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : واستمع يا محمد صيحة يوم القيامة ، يوم ينادي بها مناديا من موضع قريب .
وذكر أنه ينادي بها من صخرة بيت المقدس .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي بن سهل قال : ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشر عن قتادة عن كعب قال : "واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب " قال ملك قائم على صخرة بيت المقدس ينادي : أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب " قال : كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس عن الصخرة ، وهي أوسط الأرض .
وحدثنا أن كعب قال : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشرميلا .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة " يوم يناد المناد من مكان قريب " قال: بلغني أنه ينادي من الصخرة التي في بيت المقدس .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب " قال : هي الصيحة .
حدثني علي بن سهل قال : ثنا الوليد بن مسلم قال : ثني بعض أصحابنا ، عن الأغر عن مسلم بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه بريدة قال : ملك قائم على صخرة بيت المقدس ، واضع أصبعيه في أذنيه ينادي ، قال : قلت : بماذا ينادي ؟ قال : يقول يا أيها الناس هلموا إلى الحساب ، قال : فيقبلون كما قال الله : " كأنهم جراد منتشر " القمر :7 .
قوله تعالى " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب " مفعول الاستماع محذوف أي استمع النداء والصوت أو الصيحة وهي صيحة القيامة وهي النفخة الثانية والمنادي جبريل وقيل إسرافيل . الزمخشري وقيل إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي فينادي بالحشر ويقول هلموا إلى الحساب فالنداء على هذا في المحشر . وقيل واستمع نداء الكفار بالويل والثبور من مكان قريب ، أي يسمع الجميع فلا يبعد أحد عن ذلك النداء . قالعكرمة : ينادي منادي الرحمن فكأنما ينادي في آذانهم وقيل المكان القريب صخرة بيت المقدس . ويقال : إنها وسط الأرض وأقرب الأرض من السماء باثني عشر ميلا وقال كعب : بثمانية عشر ميلا ذكر الأول القشيريوالزمخشري والثاني الماوردي فيقف جبريل أو إسرافيل على الصخرة فينادي بالحشر أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة ويا عظاما نخرة ويا أكفانا فانية ويا قلوبا خاوية ويا أبدانا فاسدة ويا عيونا سائلة قوموا لعرض رب العالمين قال قتادة هو إسرافيل صاحب الصور .
يقول تعالى: "واستمع" يا محمد "يوم يناد المناد من مكان قريب" قال قتادة: قال كعب الأحبار يأمر الله تعالى ملكاً أن ينادي على صخرة بيت المقدس أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة, إن الله تعالى يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء "يوم يسمعون الصيحة بالحق" يعني النفخة في الصور التي تأتي بالحق الذي كان أكثرهم فيه يمترون "ذلك يوم الخروج" أي من الأجداث "إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير" أي هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وإليه مصير الخلائق كلهم, فيجازي كلا بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وقوله تعالى: "يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً" وذلك أن الله عز وجل ينزل مطراً من السماء ينبت به أجساد الخلائق كلها في قبورها, كما ينبت الحب في الثرى بالماء, فإذا تكاملت الأجساد أمر الله تعالى إسرافيل فينفخ في الصور وقد أودعت الأرواح في ثقب في الصور فإذا نفخ إسرافيل فيه خرجت الأرواح تتوهج بين السماء والأرض, فيقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره فترجع كل روح إلى جسدها, فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ وتنشق الأرض عنهم فيقومون إلى موقف الحساب سراعاً مبادرين إلى أمر الله عز وجل "مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر" وقال تعالى: "يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلاً" وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من تنشق عنه الأرض", وقوله عز وجل: "ذلك حشر علينا يسير" أي تلك إعادة سهلة علينا, يسيرة لدينا كما قال جل جلاله: "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر".
وقال سبحانه وتعالى: "ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير" وقوله جل وعلا: "نحن أعلم بما يقولون" أي نحن علمنا محيط بما يقول لك المشركون من التكذيب فلا يهولنك ذلك كقوله: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين". وقوله تبارك وتعالى: "وما أنت عليهم بجبار" أي ولست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى, وليس ذلك مما كلفت به. وقال مجاهد وقتادة والضحاك "وما أنت عليهم بجبار" أي لا تتجبر عليهم, والقول الأول أولى, ولو أراد ما قالوه لقال: ولا تكن جباراً عليهم, وإنما قال: "وما أنت عليهم بجبار" بمعنى وما أنت بمجبرهم على الإيمان إنما أنت مبلغ, وقال الفراء: سمعت العرب تقول جبر فلان فلاناً على كذا أجبره, ثم قال عز وجل: "فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" أي بلغ أنت رسالة ربك فإنما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده, كقوله تعالى: "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب" وقوله جل جلاله: "فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمصيطر" "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء" "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ولهذا قال تعالى ههنا: "وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" كان قتادة يقول: اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعودك يابار يارحيم.
آخر تفسير سورة ق والحمد لله وحده وحسبنا الله ونعم الوكيل.
41- "واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب" أي استمع ما يوحى إليك من أحوال القيامة: يوم ينادي المناد، وهو إسرافيل أو جبريل، وقيل استمع النداء أو الصوت أو الصيحة، وهي صيحة القيامة: أعني النفخة الثانية في الصور من إسرافيل، وقيل إسرافيل ينفخ، وجبريل ينادي أهل المحشر، ويقول: هلموا للحساب، فالنداء على هذا في المحشر. قال مقاتل: هو إسرافيل ينادي بالحشر فيقول: يا أيها الناس هلموا للحساب "من مكان قريب" بحيث يصل النداء إلى كل فرد من أفراد أهل المحشر. قال قتادة: كنا نحدث أنه ينادي من صخرة بيت المقدس. قال الكلبي: وهي أقرب الأرض إلى السماء باثني عشر ميلاً. وقال كعب: بثمانية عشر ميلاً.
41. قوله عز وجل: " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب "، أي: واستمع يا محمد صيحة القيامة والنشور يوم ينادي المنادي، قال مقاتل : يعني إسرافيل ينادي بالحشر يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء " من مكان قريب " من صخرة بيت المقدس، وهي وسط الأرض. قال الكلبي : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.
41-" واستمع " لما أخبرك به من أحوال القيامة ، وفيه تهويل وتعظيم للمخبر به ، " يوم يناد المناد " إسرافيل أو جبريل عليهما الصلاة والسلام فيقول : أيتها العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء . " من مكان قريب " بحيث يصل نداؤه إلى الكل على سواء ،ولعله في الإعادة نظيركن في الإبداء ، ويوم نصب بما دل عليه يوم الخروج .
41. And listen on the day when the crier crieth from a near place,
41 - And listen for the Day when the Caller will call out from a place quite near,