[ق : 10] وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ
10 - (والنخل باسقات) طوالا حال مقدرة (لها طلع نضيد) متراكب بعضه فوق بعض
وقوله " والنخل باسقات " يقول : وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالا ، والباسق : هو الطويل ، يقال للجبل الطويل : جبل باسق ، كما قال أبو نوفل لأبي هبيرة :
يا ابن الذين بفضلهم بسقت على قيس فزاره
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله " باسقات " يقول طوال .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال :ثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس قوله "والنخل باسقات " قال : النخل الطوال .
حدثني يعقوب ن إبراهيم قال : ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن شداد في قوله "والنخل باسقات " قال : بسوقها : طولها في إقامة .
حدثنا هناد قال : ثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة في قوله : " والنخل باسقات " الباسقات : الطوال .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " باسقات " قال : الطوال .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " والنخل باسقات " قال : بسوقها طولها .
حدثنا ابن عبد الاعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة " والنخل باسقات " قال : يعيني طولها.
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " والنخل باسقات " قال : البسوق : الطول .
وقوله " لها طلع نضيد " يقول : لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكفرى ، نضيد : يقول : منضود بعضه على بعض متراكب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " لها طلع نضيد " قال : يقول بعضه على بعض .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " نضيد " قال : المنضد .
حدثنا ابن عبد الاعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة " لها طلع نضيد " يقول : بعضه على بعض .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " لها طلع نضيد " ينضد بعضه على بعض .
"والنخل باسقات " نصب على الحال ردا على قوله : "وحب الحصيد" و"باسقات" حال . والباسقات الطوال قاله مجاهدوعكرمة وقال قتادةوعبد الله بن شداد بسوقها استقامتها في الطول . وقالسعيد بن جبير : مستويات وقالالحسنوعكرمةأيضا والفراء : مواقير حوامل يقال للشاة بسقت إذا ولدت قال الشاعر :
فلما تركنا الدار ظلت منيفة بقران فيه الباسقات المواقر
والأول في اللغة أكثر وأشهر ، يقال بسق النخل بسوقا إذا طال قال:
لنا خمر وليست خمر كرم ولكن من نتاج الباسقات
كرام في السماء ذهبن طولا وفات ثمارها أيدي الجناة
ويقال بسق فلان على أصحابه أي علاهم . وأبسقت الناقة إذا وقع في ضرعها اللبن قبل النتاج فهي مبسق ونوق مباسيق و"قال قطبة بن مالك : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ باصقات بالصاد" ذكره الثعلبي قلت : الذي في صحيح مسلم" عن قطبة بن مالك قال: صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ "ق والقرآن المجيد " حتى قرأ "والنخل باسقات" قال فجعلت أرددها ولا أدري ما قال " إلا أنه لا يجوز إبدال الصاد من السين لأجل القاف . "لها طلع نضيد" الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل يقال: طلع الطلع طلوعا وأطلعت النخلة ، وطلعها كفراها قبل أن ينشق . نضيد : أي متراكب قد نضد بعضه على بعض . وفي البخاري النضيد الكفري ما دام في أكمامه ومعناه منضود بعضه على بعض ، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد .
يقول تعالى منبهاً للعباد على قدرته العظيمة التي أظهر بها ما هو أعظم مما تعجبوا مستبعدين لوقوعه "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها" أي بالمصابيح "وما لها من فروج" قال مجاهد: يعني من شقوق, وقال غيره: فتوق, وقال غيره: صدوع, والمعنى متقارب كقوله تبارك وتعالى: " الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير " أي كليل عن أن يرى عيباً أو نقصاً. وقوله تبارك وتعالى: "والأرض مددناها" أي وسعناها وفرشناها "وألقينا فيها رواسي" وهي الجبال لئلا تميد بأهلها وتضطرب, فإنها مقرة على تيار الماء المحيط بها من جميع جوانبها "وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج" أي من جميع الزروع والثمار والنبات والأنواع "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" وقوله بهيج أي حسن المنظر "تبصرة وذكرى لكل عبد منيب" أي ومشاهدة خلق السموات والأرض وما جعل الله فيهما من الايات العظيمة تبصرة ودلالة وذكرى لكل عبد منيب أي خاضع خائف وجل رجاع إلى الله عز وجل.
وقوله تعالى: "ونزلنا من السماء ماء مباركاً" أي نافعاً "فأنبتنا به جنات" أي حدائق من بساتين ونحوها "وحب الحصيد" وهو الزرع الذي يراد لحبه وادخاره "والنخل باسقات" أي طوالاً شاهقات, قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والسدي وغيرهم: الباسقات الطوال "لها طلع نضيد" أي منضود "رزقاً للعباد" أي للخلق "وأحيينا به بلدة ميتا" وهي الأرض التي كانت هامدة, فلما نزل الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج من أزاهير وغير ذلك, مما يحار الطرف في حسنها, وذلك بعد ما كانت لا نبات بها فأصبحت تهتز خضراء, فهذا مثال للبعث بعد الموت والهلاك, كذلك يحيي الله الموتى وهذا المشاهد من عظيم قدرته بالحس أعظم مما أنكره الجاحدون للبعث, كقوله عز وجل: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس" وقوله تعالى: " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير " وقال سبحانه وتعالى: "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير".
10- "والنخل باسقات لها طلع نضيد" هو معطوف على جنات: أي وأنبتنا به النخل، وتخصيصها بالذكر مع دخولها في الجنات للدلالة على فضلها على سائر الأشجار، وانتصاب باسقات على الحال، وهي حال مقدرة لأنها وقت الإنبات لم تكن باسقة. قال مجاهد وعكرمة وقتادة: الباسقات الطوال، وقال سعيد بن جبير: مستويات. وقال الحسن وعكرمة والفراء: موافير حوامل، يقال للشاة إذا بسقت ولدت، والأشهر في لغة العرب الأول، يقال بسقت النخلة بسوقاً: إذا طالت، ومنه قول الشاعر:
‍‌لنـــا خمـر وليسـت خمر كرم ولكن من نتاج الباسقات
كرام في السماء ذهبن طولاً وفات ثمارها أيدي الجنات
وجملة "لها طلع نضيد" في محل نصب على الحال من النخل، الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل، يقال طلع الطلع طلوعاً، والنضيد المتراكب الذي نضد بعضه على بعض، وذلك قبل أن ينفتح فهو نضيد في أكمامه فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد.
10. " والنخل باسقات "، قال مجاهد و عكرمة و قتادة : طوالاً، بسقت [النخلة] بسوقاً إذا طالت. وقال سعيد بن جبير : مستويات. " لها طلع " ثمر وحمل، سمي بذلك لأنه يطلع، والطلع أول ما يظهر قبل أن ينشق، " نضيد "، متراكب متراكم منضود بعضه على بعض في أكمامه، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد.
10-" والنخل باسقات " طوالاً أو حوامل من أبسقت الشاة إذا حملت فيكون من أفعل فهو فاعل ،وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها . وقرئ لأجل القاف . " لها طلع نضيد " منضود بعضه فوق بعض ، والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من الثمر .
10. And lofty date palms with ranged clusters,
10 - And tall (and stately) palm trees, with shoots of fruit stalks, piled one over another;