[الجاثية : 11] هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
11 - (هذا) القرآن (هدى) من الضلالة (والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب) حظ (من رجز) أي عذاب (أليم) موجع
يقول تعالى ذكره : هذا القرآن الذي أنزلناه على محمد هدى : يقول : بيان ودليل على الحق يهدي إلى صراط مستقيم ، من اتبعه و عمل بما فيه " و الذين كفروا بآيات ربهم " يقول : و الذين جحدوا ما في القرآن من الآيات الدالات على الحق و لم يصدقوا بها لهم عذاب أليم يوم القيامة موجع .
قوله تعالى : " هذا هدى " ابتداء وخبر ، يعني القرآن ، وقال ابن عباس : يعني كل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، " والذين كفروا بآيات ربهم " أي جحدوا دلائله ، " لهم عذاب من رجز أليم " الرجز العذاب ، أي لهم عذاب من عذاب أليم ، دليله قوله تعالى : " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء " [ البقرة : 59 ] ، أي عذاباً ، وقيل : الرجز القذر مثل الرجس ، هو كقوله تعالى : " ويسقى من ماء صديد " [ إبراهيم : 16 ] ، أي لهم عذاب من تجرع الشراب القذر ، وضم الراء من الرجز ابن محيصن حيث وقع ، وقرأ ابن كثير و ابن محيصن و حفص ( أليم ) بالرفع ، على معنى لهم عذاب أليم من رجز ، الباقون بالخفض نعتاً للرجز .
يقول تعالى: "تلك آيات الله" يعني القرآن بما فيه من الحجج والبينات "نتلوها عليك بالحق" أي متضمنة الحق من الحق, فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ؟ ثم قال تعالى: "ويل لكل أفاك أثيم" أي أفاك في قوله كذاب حلاف مهين أثيم في فعله وقلبه كافر بآيات الله ولهذا قال: "يسمع آيات الله تتلى عليه" أي تقرأ عليه "ثم يصر" أي على كفره وجحوده استكباراً وعناداً "كأن لم يسمعها" أي كأنه ما سمعها "فبشره بعذاب أليم" أي فأخبره أن له عند الله تعالى يوم القيامة عذاباً أليماً موجعاً "وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً" أي إذا حفظ شيئاً من القرآن كفر به واتخذه سخرياً وهزواً "أولئك لهم عذاب مهين" أي في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به, ولهذا روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو, ثم فسر العذاب الحاصل له يوم معاده فقال: "من ورائهم جهنم" أي كل من اتصف بذلك سيصيرون إلى جهنم يوم القيامة "ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً" أي لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم "ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء" أي ولا تغني عنهم الالهة التي عبدوها من دون الله شيئاً "ولهم عذاب عظيم" ثم قال تبارك وتعالى: "هذا هدى" يعني القرآن "والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم" وهو المؤلم الموجع. والله سبحانه وتعالى أعلم.
11- "هذا هدى" جملة مستأنفة من مبتدأ وخبر يعني هذا القرآن هدى للمهتدين به "والذين كفروا بآيات ربهم" القرآنية "لهم عذاب من رجز أليم" الرجز أشد العذاب. قرأ الجمهور "أليم" بالجر صفة للرجز. وقرأ ابن كثير وحفص وابن محيصن بالرفع صفة لعذاب.
11. " هذا "، يعني هذا القرآن، " هدىً "، بيان من الضلالة، " والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ".
11-" هذا هدى " الإشارة إلى القرآن ويدل عليه قوله : " والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم " وقرأ ابن كثير و يعقوب و حفص برفع " أليم " و الـ" رجز " أشد العذاب .
11. This is guidance. And those who disbelieve the revelations of their Lord, for them there is a painful doom of wrath.
11 - This is (true) Guidance: and for those who reject the Signs of their Lord, is a grievous Penalty of abomination.