[الدخان : 41] يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ
41 - (يوم لا يغني مولى عن مولى) بقرابة أو صداقة أي لا يدفع عنه (شيئا) من العذاب (ولا هم ينصرون) يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل
وقوله : " يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً " يقول : لا يدفع ابن عم عن ابن عم ، ولا صاحب عن صاحبه شيئاً من عقوبة الله التي حلت بهم من الله " ولا هم ينصرون " يقول : ولا ينصر بعضهم بعضاً ، فيستعيذوا ممن نالهم بعقوبة كما كانوا يفعلونه في الدنيا .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً " ... الآية ، انقطعت الأسباب يومئذ يابن آدم ، وصار الناس إلى أعمالهم ، فمن أصاب يومئذ خيراً سعد به آخر ما عليه ، ومن أصاب يومئذ شراً شقي به آخر ما عليه .
قوله تعالى : " يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا " ( يوم ) بدل من ( يوم ) الأول ، والمولى وهو ابن العم والناصر ، أي لا يدفع ابن عمر عن ابن عمه ، ولا قريب عن قريبه ولا صديق عن صديقه ، " ولا هم ينصرون " أي لا ينصر المؤمن الكافر لقرابته ، ونظير هذه الآية : " واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا " [ البقرة : 48 ] .
يقول تعالى مخبراً عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل كقوله جل وعلا: "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار" وقال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ؟* فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم" ثم قال تعالى: "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين" وهو يوم القيامة يفصل الله تعالى فيه بين الخلائق, فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين. وقوله عز وجل: "ميقاتهم أجمعين" أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم "يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً" أي لا ينفع قريب قريباً كقوله سبحانه وتعالى: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" وكقوله جلت عظمته: " ولا يسأل حميم حميما * يبصرونهم " أي لا يسأل أخاً له عن حاله وهو يراه عياناً. وقوله جل وعلا: "ولا هم ينصرون" أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصره من خارج, ثم قال: "إلا من رحم الله" أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة الله عز وجل بخلقه "إنه هو العزيز الرحيم" أي هو عزيز ذو رحمة واسعة.
ثم وصف سبحانه ذلك اليوم فقال: 41- "يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً" يوم بدل من يوم الفصل، أو منتصب بفعل مضمر يدل عليه الفصل: أي يفصل بينهم يوم لا يغني، ولا يجوز أن يكون معمولاً للفصل لأنه قد وقع الفصل بينهما بأجنبي، والمعنى: أنه لا ينفع في ذلك اليوم قريب قريباً، ولا يدفع عنه شيئاً، ويطلق المولى على الولي، وهو القريب والناصر"ولا هم ينصرون" الضمير راجع إلى المولى باعتبار المعنى، لأنه نكرة في سياق النفي وهي من صيغ العموم: أي ولا هم يمنعون من عذاب الله.
41. " يوم لا يغني مولىً عن مولىً شيئاً "، لا ينفع قريب قريبه ولا يدفع عنه شيئاً، " ولا هم ينصرون "، لا يمنعون من عذاب الله.
41-" يوم لا يغني " بدل من " يوم الفصل " أو صفة لـ" ميقاتهم " ، أو ظرف لما دل عليه الفصل لاله للفصل . " مولىً " من قرابة أوغيرها . " عن مولىً " أي مولى كان ." شيئاً " من الاغناء . " ولا هم ينصرون " الضمير لـ" مولى " الأول باعتبار المعنى لأنه عام .
41. A day when friend can in naught avail friend, nor can they be helped,
41 - The Day when no protector can avail his client in aught, and no help can they receive,