[الدخان : 39] مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
39 - (ما خلقناهما) وما بينهما (إلا بالحق) أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير ذلك (ولكن أكثرهم) أي كفار نمة (لا يعلمون)
وقوله : " ما خلقناهما إلا بالحق " يقول : ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق الذي لا يصلح التدبير إلا به . وإنما يعني بذلك تعالى ذكره التنبيه على صحة البعث والمجازاة ، يقول تعالى ذكره : لم نخلق الخلق عبثاً بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا ، ثم نفنيهم من غير الامتحان بالطاعة والأمر والنهي ، وغير مجازاة المطيع على طاعته ، والعاصي على المعصية ، ولكن خلقنا ذلك لنبتلي من أردنا امتحانه من خلقنا بما شئنا من امتحانه من الأمر والنهي " ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى " [ النجم : 31 ] .
" ولكن أكثرهم لا يعلمون " يقول تعالى ذكره : ولكن أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعلمون أن الله خلق لهم ، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط الله عقوبة ، ولا يرجون على خير إن فعلوه ثواباً لتكذيبهم بالمعاد .
قوله تعالى : " ما خلقناهما إلا بالحق " أي إلا بالأمر الحق ، قاله مقاتل : وقيل : إلا للحق ، قاله الكلبي و الحسن ، وقيل : إلا لإقامة الحق وإظهاره من توحيد الله والتزام طاعته ، وقد مضى هذا المعنى في الأنبياء . " ولكن أكثرهم " يعني أكثر الناس " لا يعلمون " ذلك .
يقول تعالى مخبراً عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل كقوله جل وعلا: "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار" وقال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ؟* فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم" ثم قال تعالى: "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين" وهو يوم القيامة يفصل الله تعالى فيه بين الخلائق, فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين. وقوله عز وجل: "ميقاتهم أجمعين" أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم "يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً" أي لا ينفع قريب قريباً كقوله سبحانه وتعالى: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" وكقوله جلت عظمته: " ولا يسأل حميم حميما * يبصرونهم " أي لا يسأل أخاً له عن حاله وهو يراه عياناً. وقوله جل وعلا: "ولا هم ينصرون" أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصره من خارج, ثم قال: "إلا من رحم الله" أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة الله عز وجل بخلقه "إنه هو العزيز الرحيم" أي هو عزيز ذو رحمة واسعة.
39- "ما خلقناهما" أي وما بينهما "إلا بالحق" أي إلا بالأمر الحق، والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال. وقال الكلبي: إلا للحق، وكذا قال الحسن، وقيل إلا لإقامة الحق وإظهاره "ولكن أكثرهم لا يعلمون" أن الأمر كذلك وهم المشركون.
39. "ما خلقناهما إلا بالحق "، قيل: يعني للحق وهو الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية. " ولكن أكثرهم لا يعلمون ".
39-" ما خلقناهما إلا بالحق " إلا بسبب الحق الذي اقتضاه الدليل من الإيمان والطاعة ، أو البعث والجزاء . " ولكن أكثرهم لا يعلمون " لقلة نظرهم .
39. We created them not save with truth; but most of them know not.
39 - We created them not except for just ends: but most of them do not understand.