[فصلت : 6] قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ
6 - (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه) بالإيمان والطاعة (واستغفروه وويل) كلمة عذاب (للمشركين)
يقول تعالى ذكره : قل يا محمد لهؤلاء المعرضين عن آيات الله من قومك : أيها القوم ، ما أنا إلا بشر من بني آدم مثلكم في الجنس والصورة والهيئة لست بملك " يوحى إلي " يقول : يوحي الله إلي أن لا معبود لكم تصلح عبادته إلا معبود واحد " فاستقيموا إليه " يقول : فاستقيموا إليه بالطاعة ، ووجهوا إليه وجوهكم بالرغبة والعبادة دون الآلهة والأوثان " واستغفروه " يقول : وسلوه العفو لكم عن ذنوبكم التي سلفت منكم بالتوبة من شرككم ، يتب عليكم ويغفر لكم .
قوله تعالى : " قل إنما أنا بشر مثلكم " أي ليست بملك بل أنا من بني آدم . قال الحسن : علمه الله تعالى التواضع . " يوحى إلي " أي من السماء على أيدي الملائكة " أنما إلهكم إله واحد " ( فـ ) آمنوا به و" فاستقيموا إليه " أي وجهوا وجوهكم بالدعاء له والمسألة إليه ، كما يقول الرجل : استقم إلى منزلك ، أي لا تعرج على شيء غير القصد إلى منزلك . " واستغفروه " أي من شرككم " وويل للمشركين "
يقول تعالى: "قل" يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" لا كما تعبدونه من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرقين إنما الله إله واحد "فاستقيموا إليه" أي أخلصوا له العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل "واستغفروه" أي لسالف الذنوب "وويل للمشركين" أي دمار لهم وهلاك عليهم "الذين لا يؤتون الزكاة" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله وكذا قال عكرمة وهذا كقوله تبارك وتعالى: " قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها " وكقوله جلت عظمته: " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى " وقوله عز وجل: " فقل هل لك إلى أن تزكى " والمراد بالزكاة ههنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة ومن أهم ذلك طهارة النفس من الشرك, وزكاة المال إنما سميت زكاة لأنها تطهره من الحرام وتكون سبباً لزيادته وبركته وكثرة نفعه وتوفيقاً إلى استعماله في الطاعات, وقال السدي " وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة " أي يؤدون الزكاة, وقال معاوية بن قرة ليس هم من أهل الزكاة وقال قتادة يمنعون زكاة أموالهم وهذا هو الظاهر عند كثير من المفسرين واختاره ابن جرير وفيه نظر لأن إيجاب الزكاة إنما كان في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة على ما ذكره غير واحد وهذه الاية مكية اللهم إلا أن يقال لا يبعد أن يكون أصل الصدقة والزكاة وكان مأموراً به في ابتداء البعثة كقوله تبارك وتعالى: "وآتوا حقه يوم حصاده" فأما الزكاة ذات النصب والمقادير فإنما بين أمرها بالمدينة ويكون هذا جمعاً بين القولين كما أن أصل الصلاة كان واجباً قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف فرض الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك شيئاً فشيئاً والله أعلم. ثم قال جل جلاله بعد ذلك: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون" قال مجاهد وغيره: غير مقطوع ولا مجبوب كقوله تعالى: " ماكثين فيه أبدا " وكقوله عز وجل: "عطاء غير مجذوذ" وقال السدي غير ممنون عليهم وقد رد عليه هذا التفسير بعض الأئمة فإن المنة لله تبارك وتعالى على أهل الجنة قال الله تبارك وتعالى: "بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان" وقال أهل الجنة فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا إن يتغمدني الله برحمة منه وفضل".
ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عن قولهم هذا فقال: 6- " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد " أي إنما أنا كواحد منكم لولا الوحي، ولم أكن من جنس مغاير لكم حتى تكون قلوبكم في أكنة مما أدعوكم إليه وفي آذانكم وقر ومن بيني وبينكم حجاب، ولم أدعكم إلى ما يخالف العقل، وإنما أدعوكم إلى التوحيد قرأ الجمهور "يوحى" مبنياً للمفعول. وقرأ الأعمش والنخعي مبنياً للفاعل: أي يوحي الله إلي. وقيل ومعنى الآية: أني لا أقدر على أن أحملكم على الإيمان قسراً فإني بشر مثلكم ولا امتياز لي عنكم إلا أني أوحي إلي التوحيد والأمر به، فعلي البلاغ وحده فإن قبلتم رشدتم وإن أبيتم هلكتم. وقيل المعنى: إني لست بملك وإنما أنا بشر مثلكم وقد أوحي ألي دونكم، فصرت بالوحي نبياً ووجب عليكم اتباعي. وقال الحسن في معنى الآية: إن الله سبحانه علم رسوله صلى الله عليه وسلم كيف يتواضع "فاستقيموا إليه" عداه بإلى لتضمنه معنى توجهوا، والمعنى: وجهوا استقامتكم إليه بالطاعة ولا تميلوا عن سبيله "واستغفروه" لما فرط منكم من الذنوب. ثم هدد المشركين وتوعدهم فقال: "وويل للمشركين".
6. " قل إنما أنا بشر مثلكم "، يعني كواحد منكم ولولا الوحي ما دعوتكم، وهو قوله: " يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد "، قال الحسن : علمه الله التواضع، " فاستقيموا إليه "، توجهوا إليه بالطاعة ولا تميلوا عن سبيله، " واستغفروه "، من ذنوبكم، " وويل للمشركين ".
6-" قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد " لست ملكاً ولا جنياً لا يمكنكم التلقي منه ، ولا أدعوكم إلى ما تنبو عنه العقول والاسماع ، وإنما أدعوكم إلى التوحيد والاستقامة في العمل ، وقد يدل عليهما دلائل العقل وشواهد النقل . " فاستقيموا إليه " فاستقيموا في أفعالكم متوجهين إليه ، أو فاستووا إليه بالتوحيد والإخلاص في العمل . " واستغفروه " مما أنتم عليه من سوء العقيدة والعمل ، ثم هددهم على ذلك فقال : " وويل للمشركين " من فرط جهالتهم واستخفافهم بالله .
6. Say (unto them O Muhammad): I am only a mortal like you. It is inspired in me that your God is One God, therefor take the straight path unto Him and seek forgiveness of Him. And woe unto the idolaters,
6 - Say thou: I am but a man like you: it is revealed to me by inspiration, that your God is One God: so stand true to Him, and ask for His forgiveness. And woe to those who join gods with God,