[فصلت : 13] فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
13 - (فإن أعرضوا) كفار مكة عن الإيمان بعد هذا البيان (فقل أنذرتكم) خوفتكم (صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) عذابا يهلككم مثل الذي أهلكهم
يقول تعالى ذكره : فإن أعرض هؤلاء المشركون عن هذه الحجة التي يبينها لهم يا محمد ، ونبهتهم عليها فلم يؤمنوا بها ولم يقروا أن فاعل ذلك هو الله الذي لا إله غيره ، فقل لهم : أنذرتكم أيها الناس صاعقة تهلككم مثل صاعقة عاد وثمود .
وقد بينا فيما مضى أن معنى الصاعقة : كل ما أفسد الشيء وغيره عن هيئته . وقيل في هذا الموضع عني بها وقيعة من الله وعذاب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : " صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " قال : يقول : أنذرتكم وقيعة مثل وقيعة عاد وثمود ، قال : عذاب مثل عذاب عاد وثمود .
قوله تعالى : " فإن أعرضوا " يعني كفار قريش عما تدعوهم إليه يا محممد من الإيمان . " فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود " أي خوفتكم هلاكاً مثل هلاك عاد وثمود.
يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق إن أعرضتم عما جئتكم به من عند الله تعالى فإني أنذركم حلول نقمة الله بكم كما حلت بالأمم الماضين من المكذبين بالمرسلين "صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود" أي ومن شاكلهما ممن فعل كفعلهما " إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم " كقوله تعالى: "واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه" أي في القرى المجاورة لبلادهم بعث الله إليهم الرسل يأمرون بعبادة الله وحده لا شريك له ومبشرين ومنذرين, ورأوا ما أحل الله بأعدائه من النقم, وما ألبس أولياءه من النعم, ومع هذا ما آمنوا ولا صدقوا بل كذبوا وجحدوا وقالوا: "لو شاء ربنا لأنزل ملائكة" أي لو أرسل الله رسلاً لكانوا ملائكة من عنده "فإنا بما أرسلتم به" أي أيها البشر "كافرون" أي لا نتبعكم وأنتم بشر مثلنا قال الله تعالى: "فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق" أي بغوا وعتوا وعصوا "وقالوا من أشد منا قوة ؟" أي منوا بشدة تركيبهم وقواهم واعتقدوا أنهم يمتنعون بها من بأس الله " أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة " أي أفما يتفكرون فيمن يبارزون بالعداوة فإنه العظيم الذي خلق الأشياء وركب فيها قواها الحاملة لها وأن بطشه شديد كما قال عز وجل: "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" فبارزوا الجبار بالعداوة وجحدوا بآياته وعصوا رسله فلهذا قال: "فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً" قال بعضهم وهي شديدة الهبوب, وقيل الباردة. وقيل هي التي لها صوت والحق أنها متصفة بجميع ذلك فإنها كانت ريحاً شديدة قوية لتكون عقوبتهم من جنس ما اغتروا به من قواهم وكانت باردة شديدة البرد جداً كقوله تعالى: "بريح صرصر عاتية" أي باردة شديدة وكانت ذات صوت مزعج, ومنه سمي النهر المشهور ببلاد المشرق صرصراً لقوة صوت جريه. وقوله تعالى: "في أيام نحسات" أي متتابعات "سبع ليال وثمانية أيام حسوماً" وكقوله: "في يوم نحس مستمر" أي ابتدأوا العذاب في يوم نحس عليهم واستمر بهم هذا النحس "سبع ليال وثمانية أيام حسوماً" حتى أبادهم عن آخرهم واتصل بهم خزي الدنيا بعذاب الاخرة ولهذا قال: " لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى " أي أشد خزياً لهم "وهم لا ينصرون" أي في الاخرة كما لم ينصروا في الدنيا وما كان لهم من الله من واق يقيهم العذاب ويدرأ عنهم النكال, وقوله عز وجل: "وأما ثمود فهديناهم" قال ابن عباس رضي الله عنهما وأبو العالية وسعيد بن جبير وقتادة والسدي وابن زيد: بينا لهم, وقال الثوري دعوناهم "فاستحبوا العمى على الهدى" أي بصرناهم وبينا لهم ووضحنا لهم الحق على لسان نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام فخالفوه وكذبوه وعقروا ناقة الله تعالى التي جعلها آية وعلامة على صدق نبيهم "فأخذتهم صاعقة العذاب الهون" أي بعث الله عليهم صيحة ورجفة وذلاً وهواناً وعذاباً ونكالاً "بما كانوا يكسبون" أي من التكذيب والجحود "ونجينا الذين آمنوا" أي من بين أظهرهم لم يمسهم سوء ولا نالهم من ذلك ضرر بل نجاهم الله تعالى مع نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام بتقواهم لله عز وجل.
13- "فإن أعرضوا" عن التدبر والتفكر في هذه المخلوقات "فقل أنذرتكم" أي فقل يا محمد أنذرتكم خوفتكم "صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود" أي عذاباً مثل عذابهم، والمراد بالصاعقة العذاب المهلك من كل شيء. قال المبرد: الصاعقة المرة المهلكة لأي شيء كان. قرأ الجمهور صاعقة في الموضعين، وقد تقدم بيان معنى الصاعقة والصعقة في البقرة.
13. قوله عز وجل: " فإن أعرضوا "، يعني: هؤلاء المشركين عن الإيمان بعد هذا البيان، " فقل أنذرتكم "، خوفتكم، " صاعقةً مثل صاعقة عاد وثمود "، أي: هلاكاً مثل هلاكهم، والصاعقة المهلكة من كل شيء.
13-" فإن أعرضوا " عن الإيمان بعد هذا البيان . " فقل أنذرتكم صاعقةً " فحذرهم أن يصيبهم عذاب شديد الوقع كأنه صاعقة . " مثل صاعقة عاد وثمود " وقرئ صعقة مثل صعقة عاد وثمود وهي المرة من الصعق أو الصعق يقال صعقته الصاعقة صعقاً فصعق صعقاً .
13. But if they turn away, then say: I warn you of a thunderbolt like the thunderbolt (which fell of old upon the tribes) of Aad and Thamud;
13 - But if they turn away, say thou: I have warned you of a stunning Punishment (as of thunder and lightning) like that which (overtook) the Ad ant the Thamud!