[غافر : 1] حم
1 - (حم) الله أعلم بمراده به
اختلف أهل التأويل في معنى قوله : " حم " فقال بعضهم : هو حروف مقطعة من اسم الله الذي هو الرحمن الرحيم ، وهو الحاء والميم منه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ، قال : ثنا علي بن الحسن ، قال : ثني أبي ، عن يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ألر ، وحم ، ون ، حرون الرحمن مقطعة .
وقال آخرون : هو قسم أقسمه الله ، وهو إسم من أسماء الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس ، قال : " حم " : قسم أقسمه الله ، وهو اسم من أسماء الله .
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله : " حم " : من حروف أسماء الله .
وقال آخرون : بل هو اسم من أسماء القرآن .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " حم " قال : اسم من أسماء القرآن .
وقال آخرون :
هو حروف هجاء .
وقال آخرون : بل هو اسم ، واحتجوا لقولهم ذلك بقول شريح بن أوفى العبسي :
يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حم قبل التقدم
وبقول الكميت :
وجدنا لكم في آل حاميم آية تأولها منا تقي ومعرب
حدثت عن معمر بن المثنى أنه قال : قال يونس يعني الجرمي : ومن قال هذا القول فهو منكر عليه ، لأن السورة " حم " ساكنة الحروف ، فخرجت مخرج التهجي ، وهذه أسماء سور خرجت متحركات وإذا سميت سورة بشيء من هذه الأحرف المجزومة دخله الإعراب .
والقول في ذلك عندي نظير القول في أخواتها ، وقد بينا ذلك ، في قوله " ألم " ، ففي ذلك كفاية عن إعادة في هذا الموضع ، إذا كان القول في حم ، وجميع ما جاء في القرآن على هذا الوجه ، أعني حروف التهجي قولاً واحداً .
وهي مكية في قول الحسن و عطاء و عكرمة وجابر . وعن الحسن إلا قوله : " وسبح بحمد ربك " [ غافر : 55] لأن الصلوات نزلت بالمدينة . وقال ابن عباس و قتادة : إلا آيتين منها نزلتا بالمدينة وهما " إن الذين يجادلون في آيات الله " [ غافر : 56] والتي بعدها . وهي خمس وثمانون آية . وقيل ثنتان وثمانون آية .
وفي مسند الدارمي قال : حدثنا جعفر بن عون عن مسعر عن سعيد بن إبراهيم قال : كن الحواميم يسمين العرائس . وروي من نحديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الحواميم ديباج القرآن " وروي عن عن ابن مسعود مثله . وقال الجوهري و أبو عبيدة : وآل حم سور في القرآن . قال ابن معود : آل حم ديباج القرآن . قال الفراء : إنما هو كقولك آل فلان وآل فلان كأنه نسب السورة كلها إلى حم ، قال الكميت :
وجدنا لكم في آل حاميم آية تأولها منا تقي ومعزب
وقال أبو عبيدة : هكذا رواها الأموي بالزاي ، وكان أبو عمرو يرويها بالراء . فأما قول العامة الحواميم فليس من كلام العرب . وقال أبو عبيدة : الحواميم سور في القرآن على غير قياس ، وأنشد : وبالحواميم التي قد سبعت
قال : والأولى أن تجمع بذوات حم وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لك شيء ثمرة وإن ثمرة القرآن ذوات حم هن روضات حسان مخصبات متجاورات فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل الحواميم في القرآن كمثل الحبرات في الثياب " ذكرهما الثعلبي وقال أبو عبيد : وحدثني حجاج بن محمد عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال : رأى رجل سبع جوار حسان مزينات في النوم فقال لمن أنتن بارك الله فيكن فقلن نحن لمن قرأنا نحن الحواميم .
قوله تعالى : " حم " اختلف في معناه ، فقال عكرمة : قال النبي صلى الله عليه وسلم " " حم " اسم من أسماء اله تعالى وهي مفاتيح خزائن ربك " قال ابن عباس : ( حم ) اسم الله الأعظم . وعنه : ( الر) و( حم ) و(ن) حروف الرحمن مقطعة . وعنه أيضاً : اسم من أسماء الله تعالى أقسم به . وقال قتادة : إنه اسم من أسماء القرآن . مجاهد : فواتح السور . وقال عطاء الخرساني : الحاء افتتاح اسمه حميد وحنان وحليم وحكيم ، والميم افتتاح اسمه ملك ومجيد منان ومتكبر ومصور ، يدل عليه ما روى أنس أن أعرابياً سال الني صلى الله عليه وسلم :ما (حم ) فإنا لا نعرفها في لساننا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بدء أسماء وفواتح سور " وقال الضحاك و الكسائي معناه قضي ما هو كائن . كأنه أراد الإشارة إلى تهجي ( حم ) لأنها تصير حم بضم الحاء وتشديد الميم ، أي قضي ووقع . قال كعب بن مالك :
فلما تلاقيناهم ودارت بنا الرحى وليس لأمر حمه الله مدفع
وعنه أيضاً : إن المعنيى حم أمر الله أي قرب ، كما قال الشاعر :
قد حم يومي فسر قوم قوم بهم غفلة ونوم
ومه سميت الحمى ، لأنها تقرب من المنية . والمعنى المراد قرب نصره لأوليائه ، وانتقامه من أعدائه كيوم بدر . وقيل : حروف هجاء ، قال الدرمي : ولهذا تقرأ ساكنة الحروف فخرجت التهجي ، وإذا سميت سورة بشيء من هذه الحروف أعربت ، فتقول قرأت (حم ) فتنصب ، قال الشاعر :
يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي : (حم ) بفتح الميم على معنى اقرأ حم أو لالتقاء الساكنين . ابن أبي إسحاق و أبو السمال بكسرها . والإمالة والكسر لالتقاء الساكنين ، أو على وجه القسم . وقرأ أبو جعفر بقطع الحاء من الميمم . الباقون بالوصل . وكذلك في ( حم .عسق ) وقرأ أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان بالإمالة في الحاء . وروي عن أبي عمرو بين اللفظين وهي قراءة نافع وأبي جعفر و شيبة . الباقون بالفتح مشبعاً .
تفسير سورة غافر
وهي مكية
قد كره بعض السلف منهم محمد بن سيرين أن يقال الحواميم وإنما يقال آل حم قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: آل حم ديباج القرآن وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن لكل شيء لباباً ولباب القرآن آل حم أو قال الحواميم وقال مسعر بن كدام كان يقال لهن العرائس وروى ذلك كله الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب فضائل القرآن. وقال حميد بن زنجويه: حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب وأعجب فقيل له إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن, وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن أورده البغوي. وقال ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن الجراح بن أبي الجراح حدثه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم فقد وقعت في روضات أتأنق فيهن. وقال أبو عبيد حدثنا الأشجعي حدثنا مسعر هو ابن كدام عمن حدثه أن رجلاً رأى أبا بالدرداء رضي الله عنه يبني مسجداً فقال له ما هذا ؟ فقال أبنيه من أجل آل حم وقد يكون هذا المسجد الذي بناه أبو الدرداء رضي الله عنه هو المسجد المنسوب إليه داخل قلعة دمشق, وقد يكون صيانتها وحفظها ببركته وبركة ما وضع له فإن هذا الكلام يدل على النصر على الأعداء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في بعض الغزوات: "إن بيتم الليلة فقولوا حم لا ينصرون ـ وفي رواية ـ لا تنصرون" وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أحمد بن الحكم بن ظبيان بن خلف المازني ومحمد بن الليث الهمداني قالا: حدثنا موسى بن مسعود حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي وأول حم المؤمن عصم ذلك اليوم من كل سوء" ثم قال لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد ورواه الترمذي من حديث المليكي وقال تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه.
بسم الله الرحمـن الرحيم
أما الكلام على الحروف المقطعة فقد تقدم في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ههنا وقد قيل إن "حم" اسم من أسماء الله عز وجل وأنشدوا في ذلك بيتاً:
يذكرني حم والرمح شاجر فهلا تلاحم قبل التقدم
وقد ورد في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة قال: حدثني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بيتم الليلة فقولوا حم لا ينصرون" وهذا إسناد صحيح, واختار أبو عبيد أن يروى فقولوا حم لا ينصروا أي إن قلتم ذلك لا ينصروا جعله جزاء لقوله فقولوا.
وقوله تعالى: "تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم" أي تنزيل هذا الكتاب وهو القرآن من الله ذي العزة والعلم فلا يرام جنابه ولا يخفى عليه الذر وإن تكاثف حجابه. وقوله. عز وجل: "غافر الذنب وقابل التوب" أي يغفر ما سلف من الذنب ويقبل التوبة في المستقبل لمن تاب إليه وخضع لديه. وقوله جل وعلا: "شديد العقاب" أي لمن تمرد وطغى وآثر الحياة الدنيا وعتا عن أوامر الله تعالى وبغى وهذه كقوله: " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم " يقرن هذين الوصفين كثيراً في مواضع متعددة من القرآن ليبقى العبد بين الرجاء والخوف, وقوله تعالى: "ذي الطول" قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني السعة والغنى, وهكذا قال مجاهد وقتادة, وقال يزيد بن الأصم ذي الطول يعني الخير الكثير. وقال عكرمة "ذي الطول" ذي المن. وقال قتادة ذي النعم والفواضل, والمعنى أنه المتفضل على عباده المتطول عليهم بما هم فيه من المنة والإنعام التي لا يطيقون القيام بشكر واحدة منها "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" الاية. وقوله جلت عظمته: "لا إله إلا هو" أي لا نظير له في جميع صفاته فلا إله غيره فلا إله ولا رب سواه "إليه المصير" أي المرجع والمآب فيجازي كل عامل بعمله " وهو سريع الحساب" وقال أبو بكر بن عياش: سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين إني قتلت فهل لي من توبة فقرأ عمر رضي الله عنه "حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب" وقال اعمل ولا تيأس. رواه ابن أبي حاتم: واللفظ له وابن جرير وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا موسى بن مروان الرقي حدثنا عمر يعني ابن أيوب حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال: كان رجل من أهل الشام ذو بأس وكان يفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففقده عمر فقال ما فعل فلان بن فلان, فقالوا يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب. قال فدعا عمر كاتبه: فقال اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. ثم قال لأصحابه ادعوا الله لأخيكم أن يقبل بقلبه ويتوب الله عليه, فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي الله عنه جعل يقرؤه ويردده ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب, قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي. ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث جعفر بن برقان وزاد فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع, فلما بلغ عمر خبره قال هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل زلة فسددوه ووثقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعواناً للشيطان عليه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمر بن شيبة حدثنا حماد بن واقد حدثنا أبو عمر الصفار حدثنا ثابت البناني قال كنت مع مصعب بن الزبير رضي الله عنه في سواد الكوفة فدخلت حائطاً أصلي ركعتين فافتتحت حم المؤمن حتى بلغت لا إله إلا هو إليه المصير فإذا رجل خلفي على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقال إذا قلت غافر الذنب فقل يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي, وإذا قلت وقابل التوب فقل يا قابل التوب اقبل توبتي, وإذا قلت شديد العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني, قال فالتفت فلم أر أحداً فخرجت إلى الباب فقلت مر بكم رجل عليه مقطعات يمنية, قالوا ما رأينا أحداً فكانوا يرون أنه إلياس, ثم رواه من طريق أخرى عن ثابت بنحوه وليس فيه ذكر إلياس والله سبحانه وتعالى أعلم.
وهي سورة المؤمن، وتسمى سورة الطول.
وهي مكية في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر. قال الحسن: إلا قوله: "وسبح بحمد ربك" لأن الصلوات نزلت بالمدينة. وقال ابن عباس وقتادة: إلا آيتين نزلتا بالمدينة، وهما "إن الذين يجادلون في آيات الله" والتي بعدها، وهي خمس وثمانون آية، وقيل اثنتان وثمانون آية. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: أنزلت سورة حم المؤمن بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: أنزلت الحواميم السبع بمكة. وأخرج ابن مردويه والديلمي عن سمرة بن جندب قال نزلت الحواميم جميعاً بمكة. وأخرج محمد بن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله أعطاني السبع الحواميم مكان التوراة، وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن نبي قبلي". وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال: إن لكل شيء لباباً، وإن لباب القرآن ال حم. وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال: الحواميم ديباج روضات دمثات أتأنق فيهن. وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحوميم ديباج القرآن". وأخرج البيهقي في الشعب عن خليل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحواميم سبع، وأبواب النار سبع، تجيء كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول: اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني". وأخرج أبو عبيد وابن سعد ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حم المؤمن إلى "إليه المصير" وآية الكرسي حين يصبح، حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي، حفظ بهما حتى يصبح".
قوله: 1- "حم" قرأ الجمهور بفتح الحاس مشبعاً، وقرأ حمزة والكسائي بإمالته إمالة محضة. وقرأ أبو عمرو بإمالته بين بين، وقرأ الجمهور حم بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة. وقرأ الزهري بضمها على أنها خبر مبتدأ مضمر أو مبتدأ والخبر ما بعده. وقرأ عيسى بن عمر الثقفي بفتحها على أنها منصوبة بفعل مقدر أو على أنها حركة بناء لا حركة إعراب. وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو السماك بكسرها لالتقاء الساكنين، أو بتقدير القسم. وقرأ الجمهور بوصل الحاء بالميم. وقرأ أبو جعفر بقطعها.
وقد اختلف في معناه، فقيل هو اسم من أسماء الله، وقيل اسم من أسماء القرآن. وقال الضحاك والكسائي معناه قضى، وجعلاه بمعنى حم: أي قضى ووقع، وقيل معناه حم أمر الله: أي قرب نصره لأوليائه وانتقامه من أعدائه. وهذا كله تكلف لا موجب له وتعسف لا ملجئ إليه، والحق أن هذه الفاتحة لهذه وأمثالها من المتشابه الذي استأثر الله بعلم معناه كما قدمنا تحقيقه في فاتحة سورة البقرة.
1. مكية قوله عز وجل: " حم "، قد سبق الكلام في حروف التهجي. قال السدي عن ابن عباس: حم اسم الله الأعظم. وروى عكرمة عنه قال: آلر، وحم، ونون، حروف ((الرحمن)) مقطعة. وقال سعيد بن جبير و عطاء الخراساني : الحاء افتتاح أسمائه: حكيم حميد حي حليم حنان، والميم افتتاح أسمائه: مالك مجيد منان. وقال الضحاك و الكسائي : معناه قضى ما هو كائن كأنهما أشارا إلى أن معناه: حم، بضم الحاء وتشديد الميم، وقرأ حمزة و الكسائي و أبو بكر : حم بكسر الحاء، والباقون بفتحها.
1-" حم " أماله ابن عامر و الكسائي و أبو بكر صريحاً ، و نافع برواية ورش و أبو عمرو بين بين ، وقرئ بفتح الميم على التحريك لالتقاء الساكنين ، أو النصب بإضمار اقرأ ومنع صرفه للتعريف والتأنيث ، أو لأنها عل زنة أعجمي كقابيل وهابيل .
Surah 40. Al-Mu'min
1. Ha. Mim.
SURA 40: MU'MIN
1 - Ha Mim