[ص : 53] هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ
53 - (هذا) المذكور (ما توعدون) بالغيبة والخطاب التفاتا (ليوم الحساب) أي لأجله
وقوله "هذا ما توعدون ليوم الحساب" يقول تعالى ذكوه : هذا الذي يعدكم الله في الدنيا أيها المؤمنون به من الكرامة لمن أدخله الله الجنة منكم في الآخرة.
كما حدثنا محمد، قال : ثنا أحمد، قال : ثنا أسباط، عن السدي "هذا ما توعدون ليوم الحساب" قال : هو في الدنيا ليوم القيامة.
قوله تعالى : " هذا ما توعدون ليوم الحساب " أي هذا الجزاء الذي وعدتم به . وقراءة العامة بالتاء أي ما توعدون أيها المؤمنون . وقرأ ابن كثير و ابن محيصن و أبو عمرو و يعقوب بالباء على الخبر ، وهي قراءة السلمي واختيار أبي عبيد و أبي حاتم ، لقوله تعالى : " وإن للمتقين لحسن مآب " فهو خبر < ليوم الحساب > أي في يوم الحساب .
قال الأعشى :
المهينين ما لهم لزمان السـ ــوء حتى إذا أفاق أفاقوا
أي في زمان السوء .
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الاخرة لحسن مآب وهو المرجع والمنقلب ثم فسره بقوله تعالى: "جنات عدن" أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها, قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن مسلم يعني ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة قصراً يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله ـ أو لا يسكنه ـ إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل" وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة.
وقوله عز وجل: "متكئين فيها" قيل متربعين على سرر تحت الحجال "يدعون فيها بفاكهة كثيرة" أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا "وشراب" أي من أي أنواعه شاؤوا أتتهم به الخدام "بأكواب وأباريق وكأس من معين" "وعندهم قاصرات الطرف" أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن "أتراب" أي متساويات في السن والعمر هذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي "هذا ما توعدون ليوم الحساب" أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار. ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى: " إن هذا لرزقنا ما له من نفاد " كقوله عز وجل "ما عندكم ينفد وما عند الله باق" وكقوله جل وعلا "عطاء غير مجذوذ" وكقوله تعالى: "لهم أجر غير ممنون" أي غير مقطوع وكقوله عز وجل: "أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار" والايات في هذا كثيرة جداً.
53- "هذا ما توعدون ليوم الحساب" أي هذا الجزاء الذي وعدتم به لأجل يوم الحساب، فإن الحساب علة للوصول إلى الجزاء، أو المعنى في يوم الحساب. وقرأ الجمهور "ما توعدون" بالفوقية على الخطاب. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن ويعقوب بالتحتية على الخبر، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم لقوله وإن للمتقين فإنه خبر.
53. " هذا ما توعدون "، قرأ ابن كثير : (( يوعدون )) بالياء هاهنا، وفي (( ق )) أي: ما يوعد المتقون، وافق أبو عمرو هاهنا، وقرأ الباقون بالتاء فيهما، أي: قل للمؤمنين: هذا ما توعدون، " ليوم الحساب "، [أي في يوم الحساب].
53-" هذا ما توعدون ليوم الحساب " لآجاله فإن الحساب علة الوصول إلى الجزاء ، وقرأ ابن كثير و أبو عمرو بالياء ليوافق ما قبله .
53. This it is that ye are promised for the Day of Reckoning.
53 - Such is the Promise made to you for the Day of Account.