[ص : 13] وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ
13 - (وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة) الغيضة وهم قوم شعيب عليه السلام (أولئك الأحزاب)
"وأصحاب الأيكة" يعني : وأصحاب الغيضة.
وكان أبو عمرو بن العلاء فيما حدثت عن معمر بن المثنى، عن أبي عمرو يقول : الأيكة: الحرجة من النبع والسدر، وهو الملتف منه ، قال الشاعر:
أفمن بكاء حمامة في أيكة يرفض دمعك فوق المحمل
يعني : محمل السيف.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشار، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "وأصحاب الأيكة" قال : كانوا أصحاب شجر، قال : وكان عامة شجرهم الدوم.
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله "وأصحاب الأيكة" قال : أصحاب الغيضة.
وقوله أولئك الأحزاب يقول تعالى ذكره : هو علاء الجماعات المجتمعة ، والأحزاب المتحزبة على معاصي الله والكفر به ، الذين منهم يا محمد مشركو قومك ، وهم مسلوك بهم سبيلهم.
" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة " أي الغيضة . وقد مضى ذكرها في < الشعراء > . وقرأ نافع و ابن كثير و أبن عامر : < الأيكة > بفتح اللام والتاء من غير همز . وهمز الباقون وكسروا التاء . وقد تقدم هذا . " أولئك الأحزاب " أي هم الموصوفون بالقوة والكثرة ، كقولك فلان هو الرجل .
يقول تعالى مخبراً عن هؤلاء القرون الماضية وما حل بهم من العذاب والنكال والنقمات في مخالفة الرسل وتكذيب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقد تقدمت قصصهم مبسوطة في أماكن متعددة وقوله تعالى: "أولئك الأحزاب" أي كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فما دفع ذلك عنهم من عذاب الله من شيء لما جاء أمر ربك ولهذا قال عز وجل: "إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب" فجعل علة إهلاكهم هو تكذيبهم بالرسل فليحذر المخاطبون من ذلك أشد الحذر.
وقوله تعالى: "وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق" قال مالك عن زيد بن أسلم: أي ليس لها مثنوية أي ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها أي فقد اقتربت ودنت وأزفت وهذه الصيحة هي نفخة الفزع التي يأمر الله تعالى إسرافيل أن يطولها فلا يبقى أحد من أهل السموات والأرض إلا فزع إلا من استثنى الله عز وجل.
وقوله جل جلاله: "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" هذا إنكار من الله تعالى على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب فإن القط هو الكتاب وقيل هو الحظ والنصيب. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والضحاك والحسن وغير واحد سألوا تعجيل العذاب, زاد قتادة كما قالوا "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" وقيل سألوا تعجيل نصيبهم من الجنة إن كانت موجودة ليلقوا ذاك في الدنيا وإنما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتكذيب. وقال ابن جرير سألوا تعجيل ما يستحقونه من الخير أو الشر في الدنيا وهذا الذي قاله جيد وعليه يدور كلام الضحاك وإسماعيل بن أبي خالد والله أعلم. ولما كان هذا الكلام منهم على وجه الاستهزاء والاستبعاد. قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم آمراً له بالصبر على أذاهم ومبشراً له على صبره بالعاقبة والنصر والظفر.
13- "وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة" الأيكة الغيضة، وقد تقدم تفسيرها واختلاف القراء في قراءتها في سورة الشعراء، ومعنى "أولئك الأحزاب" أنهم الموصوفون بالقوة والكثرة كقولهم: فلان هو الرجل. وقريش وإن كانوا حزباً كما قال الله سبحانه فيما تقدم "جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب" ولكن هؤلاء الذين قصهم الله علينا من الأمم السالفة هم أكثر منهم عدداً، وأقوى أبداناً، وأوسع أموالاً وأعماراً، وهذه الجملة يجوز أن تكون خبراً، والمبتدأ قوله وعاد كذا قال أبو البقاء وهو ضعيف، بل الظاهر أن عاد وما بعده معطوفات على قوم نوح، والأولى أن تكون هذه الجملة خبراً لمبتدأ محذوف، أو بدلاً من الأمم المذكورة.
13. " وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب "، الذين تحزبوا على الأنبياء، فأعلم أن مشركي قريش حزب من هؤلاء الأحزاب.
13-" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة " وأصحاب الغيضة وهم قوم شعيب ، وقرأ ابن كثير و نافع و ابن عامر ليكة . " أولئك الأحزاب " يعني المتحزبين على الرسل الذين جعل الجند المهزوم منهم .
13. And (the tribe of) Thamud; and the folk of Lot, and the dwellers in the wood: these were the factions.
13 - And Thamud, and the People of Lut, and the Companions of the Wood; such were the Confederates.