[الصافات : 84] إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
84 - (إذ جاء ربه) أي تابعه وقت مجيئه (بقلب سليم) من الشك وغيره
وقوله "إذ جاء ربه بقلب سليم" يقول تعالى ذكره : إذ جاء إبراهيم ربه بقلب سليم من الشرك ، مخلص له التوحيد.
كما حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "إذ جاء ربه بقلب سليم" والله من الشرك.
حدثنا محمد، قال : ثنا أحمد، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله "إذ جاء ربه بقلب سليم" قال : سليم من الشرك.
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا جرير، عن ليث ، عن مجاهد "بقلب سليم" قال : لا شك وقال آخرون في ذلك بما:
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عثام بن علي ، قال : ثنا هشام ، عن أبيه ، قال : يا بني لا تكونوا لعانين ، ألم تروا إلى إبراهيم لم يلعن شيئاً قط ، فقال الله "إذ جاء ربه بقلب سليم".
قوله تعالى : " إذ جاء ربه بقلب سليم " أي مخلص من الشرك والشك . وقال عوف الأعرابي : سألت محمد بن سيرين ما القلب السليم ؟ فقال : الناصح لله عز وجل في خلقه . وذكر الطبري عن غالب القطان و عوف وغيرهما عن محمد بن سيرين أنه كان يقول للحجاج : مسكين أبو محمد ! إن عذبه الله فبذنبه ، وإن غفر له فهنيئاً له ، وإن كان قلبه سليماً فقد أصاب الذنوب من هو خير منه . قال عوف : فقلت لمحمد ما القلب السليم ؟ قال : أن يعلم الله حق ، وإن الساعة قائمة ، وأن الله يبعث من في القبور . وقال هشام بن عروة : كان أبي يقول لنا : يا بني لا تكونوا لعانين ، ألم تروا إلى إبراهيم لم يلعن شيئاً قط ، فقال تعالى : " إذ جاء ربه بقلب سليم " . ويحتمل مجيئه إلى ربه وجهين : أحدهما عند دعائه إلى توحيده وطاعته ، الثاني عن إلقائه في النار .
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما "وإن من شيعته لإبراهيم" يقول من أهل دينه, وقال مجاهد على منهاجه وسنته "إذ جاء ربه بقلب سليم" قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني شهادة أن لا إله إلا الله. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن عوف قلت لمحمد بن سيرين ما القلب السليم ؟ قال يعلم أن الله حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور, وقال الحسن: سليم من الشرك وقال عروة لا يكون لعاناً.
وقوله تعالى: "إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون" أنكر عليهم عبادة الأصنام والأنداد ولهذا قال عز وجل "أئفكا آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين" قال قتادة يعني ما ظنكم أنه فاعل بكم إذا لاقيتموه وقد عبدتم معه غيره.
والظرف في قوله: 84- "إذ جاء ربه بقلب سليم" منصوب بفعل محذوف: أي اذكر، وقيل بما في الشيعة من معنى المتابعة. قال أبو حيان: لا يجوز لأن فيه الفصل بي العامل والمعمول بأجنبي، وهو إبراهيم، والأول أن يقال: إن لام الابتداء تمنع ما بعدها من العمل فيما قبلها، والقلب السليم المخلص من الشرك والشك. وقيل هو الناصح لله في خلقه، وقيل الذي يعلم أن الله حق، وأن الساعة قائمة، وأن الله يبعث من في القبور. ومعنى مجيئه إلى ربه يحتمل وجهين: أحدهما عند دعائه إلى توحيده وطاعته. الثاني عند إلقائه في النار.
84. " إذ جاء ربه بقلب سليم "، مخلص من الشرك والشك.
84-" إذ جاء ربه " متعلق بما في الشريعة من معنى المشايعة أو بمحذوف هو اذكر . " بقلب سليم " من آفات القلوب أو من العلائق خالص لله أو مخلص له ، قيل حزين من السليم بمعنى اللديغ ، ومعنى المجيء به ربه : إخلاصه له كأنه جاء به متحفاً إياه .
84. When he came unto his Lord with a whole heart;
84 - Behold, he approached his Lord with a sound heart.