[الصافات : 17] أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ
17 - (أو آباؤنا الأولون) بسكون الواو عطفا بأو وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة استفهام
"أو آباؤنا الأولون"الذين مضوا من قبلنا، فبادوا وهلكوا. يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء : نعم أنتم مبعوثون بعد مصيركم تراباً وعظاماً أحياء كما كنتم قبل مماتكم ، وأنتم داخرون.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة " أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون* أو آباؤنا الأولون " تكذيباً بالبعث "قل نعم وأنتم داخرون".
" أو آباؤنا الأولون " أي أو تبعث آباؤنا . دخلت ألف الاستفهام على حرف العطف . وقرأ نافع : < أو آباؤنا > بسكون الواو . وقد مضى هذا في سورة < الأعراف > . في قوله تعالى : " أو أمن أهل القرى " [ الأعراف : 98 ] .
يقول تعالى: فسل هؤلاء المنكرين للبعث أيما أشد خلقاً هم أم السموات والأرض وما بينهما من الملائكة والشياطين والمخلوقات العظيمة ؟ وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه أم من عددنا فإنهم يقرون أن هذه المخلوقات أشد خلقاً منهم, وإذا كان الأمر كذلك فلم ينكرون البعث ؟ وهم يشاهدون ما هو أعظم مما أنكروا كما قال عز وجل: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ثم بين أنهم خلقوا من شيء ضعيف فقال: "إنا خلقناهم من طين لازب" قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك: هو الجيد الذي يلتزق بعضه ببعض, وقال ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة هو اللزج الجيد, وقال قتادة هو الذي يلزق باليد, وقوله عز وجل: "بل عجبت ويسخرون" أي بل عجبت يا محمد من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث وأنت موقن مصدق بما أخبر الله تعالى من الأمر العجيب وهو إعادة الأجسام بعد فنائها وهم بخلاف أمرك من شدة تكذيبهم ويسخرون مما تقول لهم من ذلك.
قال قتادة: عجب محمد صلى الله عليه وسلم وسخر ضلال بني آدم "وإذا رأوا آية" أي دلالة واضحة على ذلك "يستسخرون" قال مجاهد وقتادة يستهزئون "وقالوا إن هذا إلا سحر مبين" أي إن هذا الذي جئت به إلا سحر مبين " أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون " يستبعدون ذلك ويكذبون به "قل نعم وأنتم داخرون" أي قل لهم يا محمد نعم تبعثون يوم القيامة بعدما تصيرون تراباً وعظاماً وأنتم داخرون أي حقيرون تحت القدرة العظيمة كما قال تبارك وتعالى: "وكل أتوه داخرين". ثم قال جلت عظمته: "فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون" أي فإنما هو أمر واحد من الله عز وجل, يدعوهم دعوة واحدة أن يخرجوا من الأرض, فإذا هم بين يديه ينظرون إلى أهوال يوم القيامة, والله تعالى أعلم.
17- "أو آباؤنا الأولون" هو مبتدأ وخبره محذوف: أي أو آباؤنا الأولون مبعوثون، وقيل معطوف على محل إن واسمها، وقيل على الضمير في مبعوثون لوقوع الفصل بينهما والهمزة للإنكار داخلة على حرف العطف، ولهذا قرأ الجمهور بفتح الواو، وقرأ ابن عامر وقالوا بسكونها على أن أو هي العاطفة، وليست الهمزة للاستفهام.
17. " أو آباؤنا الأولون "، أي: وآباؤنا الأولون.
17-" أو آباؤنا الأولون " عطف على محل " إن " واسمها ، أو على الضمير في مبعوثون فإنه مفصول منه بهمزة الاستفهام لزيادة الاستبعاد لبعد زمانهم ، وسكن نافع برواية قالون بن عامر والواو على معنى الترديد .
17. And our forefathers?
17 - And also our fathers of old?