[الصافات : 1] وَالصَّافَّاتِ صَفًّا
1 - (والصافات صفا) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به
قال أبو جعفر : أقسم الله تعالى ذكره بالصافات ، والزاجرات ، والتاليات ذكرا، فأما الصافات : فإنها الملائكة الصافات لربها في السماء وهي جمع صافة، فالصافات: جمع جمع ، وبذلك جاء تأويل أهل ا لتأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني سلم بن جنادة، قال : ثنا أبو معاوية، عن الأعمش ، عن مسلم ، قال : كان مسروق يقول في الصافات : هي الملائكة.
حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا شعبة، عن سليمان ، قال : سمعت أبا الضحى، عن مسروق ، عن عبد الله ، بمثله.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "والصافات صفا" قال : قسم أقسم الله بخلق ، ثم خلق ، ثم خلق ، والصافات : الملائكة صفوفاً في السماء.
حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله : "والصافات" قال : هم الملائكة.
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال قال ابن زيد، في قوله "والصافات صفا"قال : هذا قسم أقسم الله به.
قوله تعالى : " والصافات صفاً * فالزاجرات زجراً * فالتاليات ذكراً " هذه قراءة أكثر القراء . وقرأ حمزة بالإدغام فيهن . وهذه القراءة التي نفر منها أحمد بن حنبل لما سمعها . النحاس : وهي بعيدة في العربية من ثلاث جهات : إحداهن أن التاء ليست من مخرج الصاد ، ولا من مخرج الزاي ، ولا من مخرج الذال ، ولا من أخواتهن ، وإنما أختاها الطاء والدال ، وأخت الزاي الصاد والسين ، وأخت الذال الظاء والثاء . والجهة الثانية أن التاء في كلمة وما بعدها في كلمة أخرى . والجهة الثالثة أنك إذا أدغمت جمعت بين ساكنين من كلمتين ، وإنما يجوز الجمع بين ساكنين في مثل هذا إذا كانا في كلمة واحدة ، نحو دابة وشابة . ومجاز قراءة حمزة أن التاء قريبة المخرج من هذه الحروف . < والصافات > قسم ، الواو بدل من الباء . والمعنى برب الصافات و < الزاجرات > عطف عليه .
تفسير سورة الصافات
وهي مكية
قال النسائي أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد ـ يعني ابن الحارث ـ عن ابن أبي ذئب قال أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمن بالصافات, تفرد به النسائي.
بسم الله الرحمـن الرحيم
قال سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "والصافات صفا" وهي الملائكة "فالزاجرات زجراً" هي الملائكة "فالتاليات ذكراً" هي الملائكة, وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومسروق وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وقتادة والربيع بن أنس قال قتادة: الملائكة صفوف في السماء. وقال مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً وجعل لنا ترابها طهوراً إذا لم نجد الماء" وقد روى مسلم أيضاً وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ؟" قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال صلى الله عليه وسلم "يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف" وقال السدي وغيره معنى قوله تعالى: "فالزاجرات زجراً" أنها تزجر السحاب, وقال الربيع بن أنس "فالزاجرات زجراً" ما زجر الله تعالى عنه في القرآن, وكذا روى مالك عن زيد بن أسلم "فالتاليات ذكراً" قال السدي الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس وهذه الاية كقوله تعالى: " فالملقيات ذكرا * عذرا أو نذرا ". وقوله عز وجل: " إن إلهكم لواحد * رب السماوات والأرض " هذا هو المقسم عليه أنه تعالى لا إله إلا هو رب السموات والأرض " وما بينهما " أي من المخلوقات "ورب المشارق" أي هو المالك المتصرف في الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب ثوابت وسيارات تبدو من المشرق وتغرب من المغرب. واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليه وقد صرح بذلك في قوله عز وجل: "فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون" وقال تعالى في الاية الاخرى: "رب المشرقين ورب المغربين" يعني في الشتاء والصيف للشمس والقمر.
هي مائة واثنتان وثمانون آية
وهي مكية. قال القرطبي: في قول الجميع. وأخرج ابن الضريس وابن النحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: نزلت بمكة. وأخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات. قال ابن كثير: تفرد به النسائي. وأخرج ابن أبي داود في فضائل القرآن، وابن النجار في تاريخه من طريق نهشل بن سعد الورداني عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله". وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيوريات عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ملوك حضر موت عند قدومهم عليه أن يقرأ عليهم شيئاً مما أنزل الله قرأ "الصافات صفا" حتى بلغ "رب المشارق والمغارب"" الحديث.
قوله: 1- "والصافات صفاً" قرأ أبو عمرو وحمزة، وقيل حمزة فقط بإدغام التاء من الصافات في صاد صفاً، وإدغام التاء من الزاجرات في زاي زجراً، وإدغام التاء من التاليات في ذال ذكراً، وهذه القراءة قد أنكرها أحمد بن حنبل لما سمعها. قال النحاس: وهي بعيدة في العربية من ثلاث جهات: الجهة الأولى أن التاء ليست من مخرج الصاد ولا من مخرج الزاي ولا من مخرج الدال ولا من أخواتهن. الجهة الثانية أن التاء في كلمة وما بعدها في كلمة أخرى. الثالثة أنك إذا أدغمت جمعت بين ساكنين من كلمتين، وإنما يجوز الجمع بين ساكنين في مثل هذا إذا كانا في كلمة واحدة. وقال الواحدي: إدغام التاء في الصاد حسن لمقاربة الحرفين، ألا ترى أنهما من طرف اللسان. وقرأ الباقون بإظهار جميع ذلك، والواو للقسم، والمقسم به الملائكة: الصافات، والزاجرات، والتاليات والمراد بالصافات: التي تصف في السماء من الملائكة كصفوف الخلق في الدنيا، قاله ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة. وقيل إنها تصف أجنحتها في الهواء واقفة فيه حتى يأمرها الله بما يريد. وقال الحسن: صفا كصفوفهم عند ربهم في صلاتهم. وقيل المراد بالصافات هنا الطير كما في قوله: " أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ". والأول أولى، والصف: ترتيب الجمع على خط كالصف في الصلاة. والأول أولى، والصف: ترتيب الجمع على خط كالصف في الصلاة. وقيل الصافات جماعة الناس المؤمنين إذا قاموا صفاً في الصلاة أو في الجهاد، ذكره القشيري.
مكية 1. " والصافات صفا "، قال ابن عباس، و الحسن، و قتادة: هم الملائكة في السماء يصفون كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة.
أخبرنا عمر بن عبد العزيز القاشاني ، أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ، حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، حدثنا زهير قال: سألت سليمان الأعمش عن حديث جابر عن سمرة في الصفوف المقدمة فحدثنا عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قلنا: وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف ".
وقيل: هم الملائكة تصف أجنحتها في الهواء واقفة حتى يأمرها الله تعالى بما يريد.
وقيل: هي الطيور، دليله قوله تعالى: " والطير صافات " (النور-41).
1-" والصافات صفاً " .
Surah 37. As-Saffat
1. By those who set the ranks in battle order
SURA 37: SAFFAT
1 - By those who range themselves in ranks,