[يس : 42] وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ
42 - (وخلقنا لهم من مثله) أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى (ما يركبون) فيه
وقوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " يقول تعالى ذكره: وخلقنا لهؤلاء المشركين المكذبيك يا محمد، تفضلاً منا عليهم، من مثل ذلك الفلك الذي كنا حملنا من ذرية آدم من حملنا فيه الذي يركبونه من المراكب.
ثم اختلف أهل التأويل في الذي عني بقوله: " ما يركبون " فقال بعضهم: هي السفن.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا الفضل بن الصباح، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: تدرون ما " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون "؟ قلنا: لا. قال: هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن السدي ، عن أبي مالك في قوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: السفن الصغار.
قال: ثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن السدي ، عن أبي مالك، في قوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: السفن الصغار، ألا ترى أنه قال: " وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم "؟
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن في هذه الآية " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: السفن الصغار.
حدثنا حاتم بن بكر الضبي، قال: ثنا عثمان بن عمر، عن شعبة، عن إسماعيل، عن أبي صالح: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: السفن الصغار.
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " يعني: السفن التي اتخذت بعدها، يعني بعد سفينة نوح.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: هي السفن التي ينتفع بها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: وهي هذه الفلك.
حدثني يونس، قال: ثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: نعم من مثل سفينة.
وقال آخرون: بل عني بذلك الإبل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثنا أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " يعني: الإبل، خلقها الله كما رأيت، فهي سفن البر، يحملون عليها ويركبونها.
حدثنا نصر بن علي، قال: ثنا غندر، عن عثمان بن غياث، عن عكرمة " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: الإبل.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن السدي ، قال: قال عبد الله بن شداد: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " هي الإبل.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال: من الأنعام.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن: هي الإبل.
وأشبه القولين بتأويل ذلك قول من قال: عني بذلك السفن، وذلك لدلالة قوله: " وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم " على أن ذلك كذلك، وذلك أن الغرق معلوم أنه لا يكون إلا في الماء، ولا غرق في البر.
قوله تعالى : " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " والأصل يركبونه فحذفت الهاء لطول الاسم وأنه رأس آية . وفي معناه ثلاثة أقوال : مذهب مجاهد و قتادة وجماعة من أهل التفسير ، وروي عن ابن عباس أن معنى < من مثله > للإبل ، خلقها لهم للركوب في البر مثل السفن المركوبة في البحر ، والعرب تشبه الإبل بالسفن . قال طرفة :
كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دد
جمع خلية وفي السفينة العظيمة . والقول الثاني أنه للإبل والدواب وكل ما يركب والقول الثالث أنه للسفن ، النحاس : وهو أصحها لأنه متصل الإسناد عن ابن عباس " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " قال : خلق لهم سفناً أمثالها يركبون فيها . وقال أبو مالك : إنها السفن الصغار خلقها مثل السفن الكبار ، وروي عن ابن عباس و الحسن . وقال الضحاك وغيره : هي السفن المتخذة بعد سفينة نوح . قال الماوردي : ويجيء على مقتضى تأويل علي رضي الله عنه في أن الذرية في الفلك المشحون في النطف في بطون النساء قول خامس في قوله : " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون " أن يكون تأويله النساء خلقن لركوب الأزواج لكن لم أره محكياً .
يقول تبارك وتعالى: ودلالة لهم أيضاً على قدرته تبارك وتعالى تسخيره البحر ليحمل السفن, فمن ذلك بل أوله سفينة نوح عليه الصلاة والسلام, التي أنجاه الله تعالى فيها بمن معه من المؤمنين الذين لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم عليه الصلاة والسلام غيرهم, ولهذا قال عز وجل: "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم" أي آباءهم "في الفلك المشحون" أي في السفينة المملوءة من الأمتعة والحيوانات, التي أمره الله تبارك وتعالى أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: المشحون الموقر, وكذا قال سعيد بن جبير والشعبي وقتادة والسدي . وقال الضحاك وقتادة وابن زيد : وهي سفينة نوح عليه الصلاة والسلام.
وقوله جل وعلا: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما: يعني بذلك الإبل, فإنها سفن البر يحملون عليها ويركبونها, وكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن وقتادة في رواية, و عبد الله بن شداد وغيرهم: وقال السدي في رواية: هي الأنعام. وقال ابن جرير : حدثنا الفضل بن الصباح , حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: أتدرون ما قوله تعالى: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" قلنا: لا, قال: هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح عليه الصلاة والسلام على مثلها, وكذا قال أبو مالك والضحاك وقتادة وأبو صالح والسدي أيضاً المراد بقوله تعالى: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" أي السفن, ويقوي هذا المذهب في المعنى قوله جل وعلا: " إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ".
وقوله عز وجل: "وإن نشأ نغرقهم" يعني الذين في السفن "فلا صريخ لهم" أي لا مغيث لهم مما هم فيه"ولا هم ينقذون" أي مما أصابهم "إلا رحمة منا" وهذا استثناء منقطع تقديره ولكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر, ونسلمكم إلى أجل مسمى, ولهذا قال تعالى: "ومتاعاً إلى حين" أي إلى وقت معلوم عند الله عز وجل.
42- "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" أي وخلقنا لهم مما يماثل الفلك ما يركبونه على أن ما هي الموصولة. قال مجاهد وقتادة وجماعة من أهل التفسير: وهي الإبل خلقها لهم للركوب في البر مثل السفن يركبونها، قاله الحسن والضحاك وأبو مالك. قال النحاس: وهذا أصح لأنه متصل الإسناد عن ابن عباس، وقيل: هي السفن المتخذة بعد سفينة نوح.
42. " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون "، قيل: أراد به السفن الصغار التي عملت بعد سفينة نوح على هيئتها.
وقيل: أراد به السفن التي تجري في الأنهار، فهي في الأنهار كالفلك الكبار في البحار، وهذا قول قتادة ، و الضحاك وغيرهما.
وروي عن ابن عباس أنه قال: (( وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ))، يعني: الإبل، فالإبل في البر كالسفن في البحر.
42 -" وخلقنا لهم من مثله " من مثل الفلك . " ما يركبون " من الإبل فإنها سفائن البر أو من السفن والزوارق .
42. And have created for them of the like thereof whereon they ride.
42 - And We have created for them similar (vessels) on which they ride.