[يس : 21] اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ
21 - (اتبعوا) تأكيد للأول (من لا يسألكم أجرا) على رسالته (وهم مهتدون) فقيل له أنت على دينهم
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: لما انتهى إليهم، يعني إلى الرسل، قال: هل تسألون على هذا من أجر؟ قالوا: لا، فقال عند ذلك: " يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ".
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فيما بلغه، عن ابن عباس، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبه " اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ": أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى، وهم لكم ناصحون، فاتبعوهم تهتدوا بهداهم. وقوله " وهم مهتدون " يقول: وهم على استقامة من طريق الحق، فاهتدوا أيها القوم يهداهم.
" اتبعوا من لا يسألكم أجراً " أي لو كانوا متهمين لطلبوا منكم المال " وهم مهتدون " فاهتدوا بهم .
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم, فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى, أي لينصرهم من قومه, قالوا: وهو حبيب, وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام, وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة. وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: اسم صاحب يس حبيب , وكان الجذام قد أسرع فيه. وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن سري . وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار , فقتله قومه. وقال السدي : كان قصاراً. وقال عمر بن الحكم : كان إسكافاً. وقال قتادة : كان يتعبد في غار هناك, "قال يا قوم اتبعوا المرسلين" يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم " اتبعوا من لا يسألكم أجرا " أي على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له " وما لي لا أعبد الذي فطرني " أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له "وإليه ترجعون" أي يوم المعاد, فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر "أأتخذ من دونه آلهة" استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع "إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون" أي هذه الالهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً, فإن الله تعالى لو أرادني بسوء "فلا كاشف له إلا هو" وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا ينقذونني مما أنا فيه"إني إذاً لفي ضلال مبين" أي إن اتخذتها آلهة من دون الله.
وقوله تعالى: "إني آمنت بربكم فاسمعون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب : يقول لقومه "إني آمنت بربكم" الذي كفرتم به "فاسمعون" أي فاسمعوا قولي ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله: "إني آمنت بربكم" أي الذي أرسلكم "فاسمعون" أي فاشهدوا لي بذلك عنده, وقد حكاه ابن جرير فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرسل, وقال لهم: اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي, إني آمنت بربكم واتبعتكم, وهذا القول الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى, والله أعلم. قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب رضي الله عنهما: فلما قال ذلك, وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه, ولم يكن له أحد يمنع عنه. وقال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون, فلم يزالوا به حتى أقعصوه, وهو يقول كذلك, فقتلوه رحمه الله.
ثم أكد ذلك وكرره فقال: 21- "اتبعوا من لا يسألكم أجراً" أي لا يسألونكم أجراً على ما جاءوكم به من الهدى "وهم مهتدون" يعني الرسل.
21. " اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون "، قال قتادة : كان حبيب في غار يعبد ربه، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم فأظهر دينه، فلما انتهى حبيب إلى الرسل قال لهم: تسألون على هذا أجراً؟ قالوا: لا، فأقبل على قومه فقال: (( يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون ))، فلما قال ذلك قالوا له: وأنت مخالف لديننا ومتابع دين هؤلاء الرسل ومؤمن بإلههم؟ فقال:
21 -" اتبعوا من لا يسألكم أجراً " على النصح وتبليغ الرسالة . " وهم مهتدون " إلى خير الدارين .
21. Follow those who ask of you no fee, and who are rightly guided.
21 - Obey those who ask no reward of you (for themselves), and who have themselves received Guidance.