[فاطر : 30] لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
30 - (ليوفيهم أجورهم) ثواب أعمالهم المذكورة (ويزيدهم من فضله إنه غفور) لذنوبهم (شكور) لطاعتهم
وقوله " ليوفيهم أجورهم " يقول: ويوفيهم الله على فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التي عملوها في الدنيا " ويزيدهم من فضله " يقول: وكي يزيديهم على الوفاء من فضله ما هو له أهل. وكان مطرف ابن عبد الله يقول: هذه آية القراء.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا معتمر، عن أبيه، عن قتادة، قال: كان مطرف إذ مر بهذه الآية " إن الذين يتلون كتاب الله " يقول: هذه آية القراء.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله أنه قال في هذه الآية " إن الذين يتلون كتاب الله " ... إلى آخر الآية، قال: هذه آية القراء.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء " ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ".
وقوله " إنه غفور شكور " يقول: إن الله غفور لذنوب هؤلاء القوم الذين هذه صفتهم، شكور لحسناتهم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " إنه غفور شكور ": إنه غفور لذنوبهم، شكور لحسناتهم.
" ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور " .
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به, ويعملون بما فيه من إقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله تعالى في الأوقات المشروعة ليلاً ونهاراً, سراً وعلانية "يرجون تجارة لن تبور" أي يرجون ثواباً عند الله لا بد من حصوله, كما قدمنا في أول التفسير عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه: إن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة, ولهذا قال تعالى: "ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله" أي ليوفيهم ثواب ما عملوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم "إنه غفور" أي لذنوبهم "شكور" للقليل من أعمالهم قال قتادة : كان مطرف رحمه الله إذا قرأ هذه الأية يقول: هذه آية القراء. قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن , حدثنا حيوة , حدثنا سالم بن غيلان قال: إنه سمع دراجاً أبا السمح يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تعالى إذا رضي عن العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الخير لم يعمله, وإذا سخط على العبد أثنى عليه بسبعة أضعاف من الشر لم يعمله" غريب جداً.
واللام في 30- "ليوفيهم أجورهم" متعلق بلن تبور، على معنى: أنها لن تكسد لأجل أن يوفيهم أجور أعمالهم الصالحة، ومثل هذه الآية قوله سبحانه: "فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله" وقيل إن اللام تمتعلقة بمحذوف دل عليه السياق: أي فعلوا ذلك ليوفيهم، ومعنى "ويزيدهم من فضله" أنه يتفضل عليهم بزيادة على أجورهم التي هي جزاء أعمالهم، وجملة "إنه غفور شكور" تعليل لما ذكر من التوفية والزيادة: أي غفور لذنوبهم شكور لطاعتهم، وقيل إن هذه الجملة هي خبر إن، وتكون جملة يرجون في محل نصقب على الحال، والأول أولى.
30- "ليوفيهم أجورهم"، جزاء أعمالهم بالثواب، "ويزيدهم من فضله"، قال ابن عباس: يعني سوى الثواب مما لم تر عين ولم تسمع أذن، "إنه غفور شكور"، قال ابن عباس: يغفر العظيم من ذنوبهم ويشكر اليسير من أعمالهم.
30 -" ليوفيهم أجورهم " علة لمدلوله أي ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بنفاقها أجور أعمالهم ، أو لمدلول ما عد من امتثالهم نحو فعلوا ذلك " ليوفيهم " أو عاقبة لـ " يرجون " . " ويزيدهم من فضله " على ما يقابل أعمالهم . " إنه غفور " لفرطاتهم . " شكور " لطاعاتهم أي مجازيهم عليها ، وهو علة للتوفية والزيادة أو خبر إن ويرجون حال من واو وأنفقوا .
30. That He will pay them their wages and Increase them of His grace. Lo! He is Forgiving, Responsive.
30 - For He will pay them their meed, any, He will give them (even) more out of His Bounty: for He is Oft Forgiving, Most Ready to appreciate (service).