[سبإ : 7] وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ
7 - (وقال الذين كفروا) أي قال بعضهم على جهة التعجيب لبعض (هل ندلكم على رجل) هو محمد (ينبئكم) يخبركم أنكم (إذا مزقتم) قطعتم (كل ممزق) بمعنى تمزيق (إنكم لفي خلق جديد)
يقول تعالى ذكره: وقال الذين كفروا بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، متعجبين من وعده إياهم البعث بعد الممات بعضهم لبعض " هل ندلكم " أيها الناس " على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد " يقول: يخبركم أنك بعد تقطعكم في الأرض بلاء وبعد مصيركم في التراب رفاتاً، عائدون كهيئتكهم قبل الممات خلقاً جديداً.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق " قال ذلك مشركو قريش والمشركون من الناس، " ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق ": إذا أكلتكم الأرض، وصرتم رفاتاً وعظاماً، وقطعتكم السباع والطير " إنكم لفي خلق جديد " ستحيون وتبعثون.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله " هل ندلكم على رجل " ... إلى " خلق جديد " قال: يقول: " إذا مزقتم ": وإذا بليتم وكنتمم عظاماً وتراباً ورفاتاً، ذلك " كل ممزق إنكم لفي خلق جديد " قال: ينبئكم أنكم، فكسر إن لم يعمل ينبئكم فيها، ولكن ابتدأ بها ابتداء، لأن النبأ خبر وقول، فالكسر في إن لمعنى الحكاية في قوله " ينبئكم " دون لفظه، كأنه قيل: قيل لكم " إنكم لفي خلق جديد ".
قوله تعالى : " وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل " وإن شئت أدغمت اللام في النون لقربها منها . "ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق " هذا إخبار عمن قال : لاتأتينا الساعة أي هل نرشدكم إلى رجل ينبئكم ، أي يقول لكم : إ،كم تبعثون بعد البلى في القبور . وهذا صادر عن فرط إنكارهم . الزمخشري : فإن قلت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهورا علما في قريش ،وكان إنباؤه بالبعث شائعا عندهم . فما معنى قولهم : هل ندلكم على رجل ينبئكم فنكروه لهم وعرضوا عليهم الدلالة عليه ، كما يدل علىمجهول في أمر مجهول . قلت : كانوا يقصدون بذلك الطنز والهزؤ والسخرية ، فأخرجوه مخرج التحلي ببعض الأحاجي التي يتحاجى بها للضحك والتلهي ،متجاهلين به وبأمره . وإذا في موضع نصب والعامل فيها مزقتم قاله النحاس . ولايجوز أن يكون العامل فيها ينبئكم ، لأن ليس يخبرهم ذلك الوقت . ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد إن ، لأنه لا يعمل فيما قبله ، وألا يتقدم عليها ما بعدها ولا معمولها . وأجاز الزجاج أن يكون العامل فيها محذوفا ، التقدير : إذا مزقتم كل ممزق بعثتم ، أو ينبئكم بأنكم تبعثون إذا إذا مزقتم . المهدوي ولايعمل فيه مزقتم ،لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لايعمل في المضاف .وأجازه بعضهم على أن يجعل إذا للمجازاة في الشعر .ومعنى " مزقتم كل ممزق " فرقتم كل تفريق .والمزق خرق الأشياء ، يقال ثوب مزيق وممزوق ومتمزق وممزق .
هذا إخبار من الله عز وجل عن استبعاد الكفرة الملحدين قيام الساعة, واستهزائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم في إخباره بذلك "وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق" أي تفرقت أجسادكم في الأرض وذهبت فيها كل مذهب وتمزقت كل ممزق "إنكم" أي بعد هذا الحال "لفي خلق جديد" أي تعودون أحياء ترزقون بعد ذلك, وهو في هذا الإخبار لا يخلو أمره من قسمين: إما أن يكون قد تعمد الافتراء على الله تعالى أنه قد أوحي إليه ذلك, أو أنه لم يتعمد, لكن لبس عليه كما يلبس على المعتوه والمجنون, ولهذا قالوا: "أفترى على الله كذباً أم به جنة" قال الله عز وجل راداً عليهم " بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد " أي ليس الأمر كما زعموا, ولا كما ذهبوا إليه, بل محمد صلى الله عليه وسلم هو الصادق البار الراشد, الذي جاء بالحق, وهم الكذبة الجهلة الأغبياء "في العذاب" أي: الكفر المفضي بهم إلى عذاب الله تعالى "والضلال البعيد" من الحق في الدنيا, ثم قال تعالى منبهاً لهم على قدرته في خلق السموات والأرض, فقال تعالى: "أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض" أي حيثما توجهوا وذهبوا, فالسماء مطلة عليهم, والأرض تحتهم, كما قال عز وجل : "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون".
قال عبد بن حميد : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض" قال: إنك إن نظرت عن يمينك, أو عن شمالك, أو من بين يديك, أو من خلفك, رأيت السماء والأرض. وقوله تعالى: "إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء" أي لو شئنا لفعلنا بهم ذلك بظلمهم وقدرتنا عليهم, ولكن نؤخر ذلك لحلمنا وعفونا, ثم قال: " إن في ذلك لآية لكل عبد منيب " قال معمر عن قتادة : "منيب" تائب. وقال سفيان عن قتادة : المنيب المقبل إلى الله تعالى, أي إن في النظر إلى خلق السموات والأرض لدلالة لكل عبد فطن لبيب رجاع إلى الله, على قدرة الله تعالى على بعث الأجساد ووقوع المعاد, لأن من قدر على خلق هذه السموات في ارتفاعها واتساعها, وهذه الأرضين في انخفاضها, وأطوالها وأعراضها, إنه لقادر على إعادة الأجسام ونشر الرميم من العظام, كما قال تعالى: "أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى" وقال تعالى: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
ثم ذكر سبحانه نوعاً آخر من كلام منكري البعث فقال: 7- "وقال الذين كفروا" أي قال بعض لبعض "هل ندلكم على رجل"، يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم أي هل نرشدكم إلى رجل "ينبئكم" أي يخبركم بأمر عجيب ونبأ غريب هو أنكم "إذا مزقتم كل ممزق" أي فرقتم كل تفريق وقطعتم كل تقطيع وصرتم بعد موتكم رفاتاً وتراباً "إنكم لفي خلق جديد" أي تخلقون خلقاً جديداً وتبعثون من قبوركم أحياء وتعودون إلى الصور التي كنتم عليها، قال هذا القول بعضهم لبعض استهزاءً بما وعدهم الله على لسان رسوله من البعث، وأخرجوا الكلام مخرج التلهي به والتضاحك مما يقوله من ذلك، وإذا في موضع نصب بقوله مزقتم. قال النحاس: ولا يجوز أن يكون العامل فيها ينبئكم لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت، ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد إن لأنه لا يعمل فيما قبلها. وأجاز الزجاج أن يكون العامل فيها محذوفاً، والتقدير: إذا مزقتم كل ممزق بعثتم أو نبئتم بأنكم تبعثون إذا مزقتم، وقال المهدوي: لا يجوز أن يعمل فيه مزقتم لأنه مضاف إليه والمضاف إليه لا يعمل في المضاف. وأصل الممزق خرق الأشياء، يقال ثوب مزيق وممزق ومتمزق وممزوق.

7- "وقال الذين كفروا"، منكرين للبعث متعجبين منه: "هل ندلكم على رجل ينبئكم"، يخبركم، يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم، "إذا مزقتم كل ممزق"، قطعتم كل تقطيع وفرقتم كل تفريق وصرتم تراباً "إنكم لفي خلق جديد"، يقول لكم: إنكم لفي خلق جدبد.
7ـ " وقال الذين كفروا " قال بعضهم لبعض . " هل ندلكم على رجل " يعنون محمداً عليه الصلاة والسلام . " ينبئكم " يحدثكم بأعجب الأعاجيب . " إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد " إنكم تنشؤون خلقاً جديداً بعد أن تمزق أجسادكم كل تمزيق وتفريق بحيث تصير تراباً ، وتقديم الظرف للدلالة على البعد والمبالغة فيه ، وعامله محذوف دل عليه ما بعده فإن ما قبله لم يقارنه وما بعده مضاف إليه ، أو محجوب بينه وبينه بأن و " ممزق " يحتمل أن يكون مكاناً بمعنى إذا مزقتم وذهبت بكم السيول كل مذهب وطرحتم كل مطرح وجديد بمعنى فاعل من جد كحديد من حد ، وقيل بمعنى مفعول من جد النساج الثوب إذا قطعه .
7. Those who disbelieve say: Shall we show you a man who will tell you (that) when ye have become dispersed in dust with most complete dispersal, still, even then, ye will be created anew?
7 - The Unbelievers say (in ridicule): Shall we point out to you a man that will tell you, when ye are all scattered to pieces in disintegration, that ye shall (then be raised) in a New Creation?