[سبإ : 26] قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ
26 - (قل يجمع بيننا ربنا) يوم القيامة (ثم يفتح) يحكم (بيننا بالحق) فيدخل المحقين الجنة والمبطلين النار (وهو الفتاح) الحاكم (العليم) بما يحكم به
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " قل يجمع بيننا ربنا " يوم القيامة " ثم يفتح بيننا ": أي يقضي بيننا.
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله " وهو الفتاح العليم " يقول: القاضي.
قوله تعالى: "قل يجمع بيننا ربنا" يريد يوم القيامة "ثم يفتح بيننا بالحق" أي يقضي فيثيب المهتدي ويعاقب الضال "وهو الفتاح" أي القاضي بالحق " العليم" بأحوال الخلق. وهذا كله منسوخ بآية السيف.
يقول تعالى مقرراً تفرده بالخلق والرزق وانفراده بالإلهية أيضاً, فكما كانوا يعترفون بأنهم لا يرزقهم من السماء والأرض, أي بما ينزل من المطر وينبت من الزرع إلا الله, فكذلك فليعلموا أنه لا إله غيره. وقوله تعالى: "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" هذا من باب اللف والنشر أي واحد من الفريقين مبطل, والاخر محق لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال, بل واحد منا مصيب, ونحن قد أقمنا البرهان على التوحيد فدل على بطلان ما أنتم عليه من الشرك بالله تعالى, ولهذا قال: "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين". قال قتادة : قد قال ذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم للمشركين والله ما نحن وإياهم على أمر واحد إن أحد الفريقين لمهتد. وقال عكرمة وزياد بن أبي مريم : معناها إنا نحن لعلى هدى وإنكم لفي ضلال مبين.
وقوله تعالى: "قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون" معناه التبري منهم, أي لستم منا ولا نحن منكم, بل ندعوكم إلى الله تعالى وإلى توحيده وإفراد العبادة له, فإن أجبتم فأنتم منا ونحن منكم, وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا, كما قال تعالى: "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون". وقال عز وجل: " قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين ".
وقوله تعالى: "قل يجمع بيننا ربنا" أي يوم القيامة يجمع بين الخلائق في صعيد واحد, ثم يفتح بيننا بالحق, أي يحكم بيننا بالعدل, فيجزي كل عامل بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر, وستعلمون يومئذ لمن العزة والنصر والسعادة الأبدية كما قال تعالى: " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون " ولهذا قال عز وجل: "وهو الفتاح العليم" أي الحاكم العادل العالم بحقائق الأمور.
وقوله تبارك وتعالى: "قل أروني الذين ألحقتم به شركاء" أي أروني هذه الالهة التي جعلتموها لله أنداداً وصيرتموها له عدلاً "كلا" أي ليس له نظير ولا نديد ولا شريك ولا عديل. ولهذا قال تعالى: "بل هو الله" أي الواحد الأحد الذي لا شريك له "العزيز الحكيم" أي ذو العزة الذي قد قهر بها كل شيء وغلبت كل شيء, الحكيم في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره, تبارك وتعالى وتقدس عما يقولون علواً كبيراً, والله أعلم.
ثم أمره سبحانه بأن يهددهم بعذاب الآخرة، لكن على وجه لا تصريح فيه فقال: 26- "قل يجمع بيننا ربنا" أي يوم القيامة "ثم يفتح بيننا بالحق" أي يحكم ويقضي بيننا بالحق، فيثيب المطيع، ويعاقب العاصي "وهو الفتاح" أي الحاكم بالحق القاضي بالصواب "العليم" بما يتعلق بحكمه وقضائه من المصالح. وهذه أيضاً منسوخة بآية السيف.
26- "قل يجمع بيننا ربنا"، يعني: يوم القيامة، "ثم يفتح"، يقضي، "بيننا بالحق وهو الفتاح العليم".
26ـ " قل يجمع بيننا ربنا " يوم القيامة . " ثم يفتح بيننا بالحق " يحكم ويفصل بأن يدخل المحقين الجنة والمبطلين النار . " وهو الفتاح " الحاكم الفاصل في القضايا المتعلقة . " العليم " بما ينبغي أن يقضى به .
26. Say: Our Lord will bring us all together, then He will judge between us with truth. He is the All knowing Judge.
26 - Say: Our Lord will gather us together and will in the end decide the matter between us (and you) in truth and justice: and He is the One to decide, the One Who knows all.