[لقمان : 23] وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
23 - (ومن كفر فلا يحزنك) يا محمذ (كفره) لا تهتم بكفره (إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور) بما فيها كغيره فمجاز عليه
يقول تعالى ذكره: ومن كفر بالله فلا يحزنك كفره، ولا تذهب نفسك عليهم حسرة، فإن مرجعهم ومصيرهم يوم القيامة إلينا، ونحن نخبرهم بأعمالهم الخبيثة التي عملوها في الدنيا، ثم نجازيهم عليها جزاءهم " إن الله عليم بذات الصدور " يقول: إن الله ذو علم بما تكنه صدورهم من الكفر بالله، وإيثار طاعة الشيطان.
قوله تعالى: "ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا" أي نجازيهم. "إن الله عليم بذات الصدور".
يقول تعالى مخبراً عمن أسلم وجهه لله أي أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه, ولهذا قال "وهو محسن" أي في عمله باتباع ما به أمر, وترك ما عنه زجر "فقد استمسك بالعروة الوثقى" أي فقد أخذ موثقاً من الله متيناً لا يعذبه "وإلى الله عاقبة الأمور * ومن كفر فلا يحزنك كفره" أي لا تحزن عليهم يا محمد في كفرهم بالله وبما جئت به, فإن قدر الله نافذ فيهم, وإلى الله مرجعهم فينبئهم بما عملوا, أي فيجزيهم عليه "إن الله عليم بذات الصدور" فلا تخفى عليه خافية, ثم قال تعالى: "نمتعهم قليلاً" أي في الدنيا "ثم نضطرهم" أي نلجئهم "إلى عذاب غليظ" أي فظيع صعب مشق على النفوس, كما قال تعالى: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون".
23- "ومن كفر فلا يحزنك كفره" أي لا تحزن لذلك، فإن كفره لا يضرك، بين سبحانه حال الكافرين بعد فراغه من بيان حال المؤمنين، ثم توعدهم بقوله: "إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا" أي نخبرهم بقبائح أعمالهم ونجازيهم عليها "إن الله عليم بذات الصدور" أي بما تسره صدورهم لا تخفى عليه من ذلك خافية. فالسر عنده كالعلانية.
23- "ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور".
23 -" ومن كفر فلا يحزنك كفره " فإنه لا يضرك في الدنيا والآخرة ، وقرئ " فلا يحزنك " من أحزن وليس بمستفيض . " إلينا مرجعهم " في الدارين . " فننبئهم بما عملوا " بالإهلاك والتعذيب . " إن الله عليم بذات الصدور " فمجاز عليه فضلاً عما في الظاهر .
23. And whosoever disbelieveth, let not his disbelief afflict thee (O Muhammad). Unto Us is their return, and We shall tell them what they did. Lo! Allah is Aware of what is in the breasts (of men).
23 - But if any reject Faith, let not his rejection grieve thee: to Us is their Return, and We shall tell them the truth of their deeds: for God knows well all that is in (men's) hearts.