[الروم : 11] اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
11 - (الله يبدأ الخلق) أي ينشئ خلق الناس (ثم يعيده) خلقهم بعد موتهم (ثم إليه ترجعون) بالياء والتاء
يقول تعالى ذكره: الله تعالى يبدأ إنشاء جميع الخلق منفرداً بإنشائه من غير شريك ولا ظهير، فيحدثه من غير شيء، بل بقدرته عز وجل، ثم يعيده خلقاً جديداً بعد إفنائه وإعدامه، كما بدأه خلقاً سوياً، ولم يك شيئاً " ثم إليه ترجعون " يقول: ثم إليه من بعد إعادتهم خلقا جديداً يردون، فيحشرون لفصل القضاء بينهم و ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) ( النجم: 31).
قوله تعالى: "الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون"
يقول تعالى: " الله يبدأ الخلق ثم يعيده" أي كما هو قادر على بداءته فهو قادر على إعادته "ثم إليه ترجعون" أي يوم القيامة, فيجازي كل عامل بعمله. ثم قال "ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون" قال ابن عباس : ييأس المجرمون, وقال مجاهد : يفتضح المجرمون, وفي رواية يكتئب المجرمون "ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء" أي ما شفعت فيهم الالهة التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى وكفروا بهم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم. ثم قال تعالى: "ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون" قال قتادة : هي والله الفرقة التي لا اجتماع بعدها, يعني أنه إذا رفع هذا إلى عليين وخفض هذا إلى أسفل سافلين, فذلك آخر العهد بينهما, ولهذا قال تعالى: "فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون" قال مجاهد وقتادة : ينعمون. وقال يحيى بن أبي كثير : يعني سماع الغناء والحبرة أعم من هذا كله, قال العجاج:
فالحمد لله الذي أعطى الحبر موالي الحق إن المولى شكر
قوله: 11- "الله يبدأ الخلق ثم يعيده" أي يخلقهم أولاً، ثم يعيدهم بعد الموت أحياء كما كانوا "ثم إليه ترجعون" إلى موقف الحساب، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، وأفراد الضمير في يعيده باعتبار لفظ الخلق، وجمعه في ترجعون باعتبار معناه. قرأ أبو بكر وأبو عمرو "يرجعون" بالتحتية. وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب والالتفات المؤذن بالمبالغة.
11- "الله يبدأ الخلق ثم يعيده"، أي: يخلقهم ابتداءً ثم يعيدهم بعد الموت أحياءً، ولم يقل: يعيدهم، رده إلى الخلق، "ثم إليه ترجعون"، فيجزيهم بأعمالهم. قرأ أبو عمرو، وأبو بكر: يرجعون بالياء، والآخرون بالتاء.
11 -" الله يبدأ الخلق " ينشئهم . " ثم يعيده " يبعثهم . " ثم إليه ترجعون " للجزاء والعدول إلى الخطاب للمبالغة في المقصود ، وقرأ أبو بكر و أبو عمرو و روح بالياء على الأصل .
11. Allah produceth creation, then He reproduceth it, then unto Him ye will be returned.
11 - It is God who begins (the process of) creation, then repeats it; then shall ye be brought back to him.